اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

رمضان الرواشدة يكتب: قصة الحُكم على السجناء.. قراءة جريدة 'الرأي'…!


رمضان الرواشدة

رمضان الرواشدة يكتب: قصة الحُكم على السجناء.. قراءة جريدة 'الرأي'…!

مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/27 الساعة 11:29
على الرغم من ملامحه الجادة، الى حد بعيد، ولكن من يعرف عميد الصحافة الأردنية، وعميد جريدة "الرأي" الراحل محمود الكايد "أبو عزمي" عن قرب، يعرف الكم الهائل من الطرافة والسخرية السوداء التي كان يتميز بالحديث بها.
عاصر "ابو العزم" انطلاقة الرأي، من بداياتها، في حزيران العام 1971، والتي أشرف على تأسيسها، مباشرة، الرئيس الشهيد وصفي التل، رحمه الله، إلى جانب عدد من الرجال المؤسسيين لــ "الرأي"… وتلك قصة أخرى شرحها طويل، وليست موضوع مقالي، اليوم.
لم تلق جريدة "الرأي"، عند صدورها، القبول الكبير، لأسباب كثيرة، من بينها، تداعيات الأحداث التي جرت العام 1970، والموقف المتشكك، من كثير من المواطنين، من وجود جريدة رسمية، عمليا تنطق باسم الحكومة، والدولة، وتبعيتها للاتحاد الوطني الأردني، الذي تأسس، اعقاب تلك الاحداث، وكان مدار خلاف وجدل شعبي كبيرين، قبل تحويلها إلى شركة خاصة، ثم، بعدها، نقل ملكيتها، العام 1975 لاربع شخصيات هم: سليمان عرار ومحمود الكايد وجمعة حماد ومحمد العمد ولاحقا، انضم لهم رجا العيسى.
وعملت الحكومة وطاقم الإدارة والتحرير في "الرأي"، جاهدين لتثبت وضعها، بين القراء، ولكن مرت فترة طويلة، نسبيا، حتى استطاعت تحقيق قفزات كبيرة.
من الطرائف التي حدثنا بها "ابو العزم" أن الإشاعات لاحقت " الرأي" منذ صدورها، ومن بينها، إشاعة انتشرت، بشكل كبير ، وقتئذ، مفادها أن قضاة المحاكم عندما كانوا يحكمون السجناء كانوا يكتبون الحكم كالآتي: " يحكم عليه بالسجن لمدة (…) سنوات، مع قراءة جريدة "الرأي"، في إشارة إلى فرض شرائها على المؤسسات الحكومية، وحتى السجناء ... وبالطبع، كانت تلك من الإشاعات، التي استهدفت "الرأي"، في بداياتها.
من الطرائف الأخرى، التي سمعتها، من المرحوم الكايد، عن صديق له، سُجن في سجن المحطة، بعمان، لأسباب سياسية، منتصف الستينيات، من القرن المنصرم، وكان مدخنا شرها. وفي أحد الايام، حدثت خلافات بين السجناء السياسيين، وبين إدارة سجن المحطة، فقررت، الادارة، منع وصول الدخان اليهم. وقد عانى، هذا السجين، كثيرا من انقطاع الدخان عنه… وفي ظهر أحد الأيام وأثناء "الفورة" في ساحة "التشميس" مر القطار، من المحطة، القريبة من السجن، قرب حي المعانية، وعندما شاهد السجين الدخان، المنبعث من القطار.. تنهد، وقال بحسرة " هنياله القطار … بِدَخن..".
رحم الله " ابا العزم".. الذي اوصل" الرأي، إلى أوج عِزها، ماليا وتحريريا وسقفا مرتفعا من الحرية، قبل أن يتردى وضعها كما هو ، حاليا.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/27 الساعة 11:29