انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

عبيدات يكتب: 'التخصصّات الراكدة'.. ما مدى مصداقيّة هذا المؤشّر


د. فادي حسين عبيدات
مستشار أوّل في قطاع التكنولوجيا

عبيدات يكتب: 'التخصصّات الراكدة'.. ما مدى مصداقيّة هذا المؤشّر

د. فادي حسين عبيدات
مستشار أوّل في قطاع التكنولوجيا
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/26 الساعة 01:00
"التخصصّات الراكدة"، ما مدى مصداقيّة هذا المؤشّر؟ هل يوجد "تخصصّات راكدة" بالفعل؟ وهل تلبّي التخصصّات "غير الراكدة" مستوى دخل لحياة كريمة؟
لو أرسلنا جميع الطلّاب لتخصصّات غير راكدة (حسب تعريف الوزارات المسؤولة) فمن البديهي أن تصبح في المستقبل تخصصّات "مشبعة" أو "راكدة"، صحيح؟
للأسف السوق الأردني لا يمكن الاعتماد عليه لتقييم فرص العمل المستقبليّة؟ على سبيل المثال لا الحصر، تخصص "هندسة الحاسوب" تخصّص على الصعيد العالمي مطلوب وبشدّة، بينما في الأردن تعاني بعض الجامعات في استقطاب الطلّاب لهذا التخصّص لأّن السوق لا يوفّر فرص عمل ضمن صلب التخصّص ويتجّه أكثر لتخصصات علوم الحاسوب وهي تخصصّات مهمّة بالتأكيد وفرصة الحصول على عمل بدخل منافس فيها أكبر من تخصصّات أخرى بما فيها الطب والهندسة.
نصيحتي لكلّ طالب وطالبة، مهما كان تخصصّك، سلّح نفسك بمهارات عمليّة لتنافس في السوق العالمي وليس في سوق الأردن. هذه ليست دعوة للهجرة ولكن دعوة للتكيّف مع وضع السوق الحالي على الأقل على المدى القصير. تطبيق المهارات من خلال مشاريع المواد مهم جدّاً، اللغة الإنجليزية مهمّة جدّاً لأنها لغة التواصل في أسواق العمل العالميّة (حسّن مهاراتك فيها أثناء الدراسة الجامعيّة). مهارات التواصل والعمل ضمن فريق والقيادة مهمّة أيضاً. مرّة أخرى، التطبيق العملي في التخصصّات التقنية مثل التطبيق العملي للطبيب الجرّاح، لايمكن لطبيب جرّاح أن يدخل غرفة العمليّات دون تدريب مسبقاً. كذلك الأمر، التطبيق العملي أو ما يعرف بال (hands on) هو ما تنتظره الشركات العالميّة من الخرّيجين في المجالات التقنيّة.
هذه دعوة للجامعات أيضاً لتسليح الطلبة بالمهارات أعلاه لينافسوا عالميّاً. وبالتوازي، على المديين المتوسط والبعيد، يجب أن تعمل الدولة بكافة أذرعها لاستقطاب شركات عالميّة وفرص عمل عالميّة للأردن.
هي دعوة أيضاً للجامعات للتواصل مع ذوي الخبرة محليّاً وعالميّاً والتفكير خارج الصندوق وتحديث الخطط الدراسيّة وتجاوز البيروقراطية. من غير المعقول أن يكون نظام الترقية في جامعاتنا نظام يعتمد البحث العلمي فقط -على أهميّته- مما حولّه لماكينة انتاج أبحاث نظريّة ذات لا علاقة بالتنمية المستدامة أو مشاكل المجتمع المحلّي، وأحياناً أخرى بطاقة عبور للتقاعد المبكر.
مع التمنيّات للجميع بالتوفيق .
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/26 الساعة 01:00