نجح رئيس الوزراء بشر الخصاونة في إعادة موضوع المعابر بين الاردن وفلسطين والنقل الى سياقه الطبيعي, بوصفه خلافاً اردنياً فلسطينياً مع الكيان الصهيوني, وليس خلافا بين الاردن والسلطة الفلسطينية, وذلك بعد تصريح رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية «بأن لا رامون ولا غيره بديل عن عمقنا الاردني", سعيا الى اغلاق ملف صراع جرى فتحه على شاشات الفضائيات والسوشال ميديا, حول استخدام مجموعة محدودة من الفلسطينيين مطار رامون الصهيوني في رحلة جوية, فتحت شهية مجموعات غرائزية لتحويل الصراع الى ثنائي اردني – فلسطيني بدل ان يكون مع الكيان الصهيوني, الذي يحاول كل ساعة منع الفلسطينيين من اي ارتباط مع عمقهم الاردني اقتصاديا, لكن محطة الرامة الكهربائية وشكل الاحتفال بتشغيلها على هذا المستوى هو اول الغيث لرفع هذا المستوى من الترابط الاقتصادي الذي يقل كثيرا عن حجم الترابط الوجداني والقومي.
الالتقاطة الذكية من الخصاونة في كلمته الافتتاحية, عن الدور الاردني وعمقه واثمانه الوطنية, قادت الى التصريح الايجابي من اشتية, لكن ذلك يجب ان يكون بداية الالتفاتة الى هذا الملف الحساس, كما اشار الزميل عريب الرنتاوي في منشور له يقول: «كان ينبغي تحويل أزمة العبور على الجسر إلى أزمة كبيرة بين عمان ورام الله من جهة وتل أبيب من جهة ثانية, لم نفعل ذلك وظلت علاقتنا بإسرائيل على منوالها واستمر تنسيق السلطة الأمني معها, تُرك المسافرون الفلسطينييون وحدهم يواجهون الابتزاز والتعطيل وسوء المعاملة الاسرائيلية، تعاملنا مع ذيول الأزمة وليس مع أسبابها, تُرك المسافرون نهباً لمافيات النقل والتسهيلات والخدمات المميزة, لم يخطر ببالنا سيناريو رامون مبكرا أو حتى في الوقت المناسب, ويتعين النظر في استراتيجية مشتركة لارغام العدو الصهيوني على الانصياع للمعايير الدولية المعمول بها, لم يفت الوقت بعد, بضع عشرات فقط مرّوا بالمطار».الاستراتيجية المطلوبة هي ما ألمح اليها رئيس الوزراء اشتية, بان يكون للفلسطينيين مطارهم الوطني في القدس «قلنديا» ومطار غزة, وساعتها لا يمكن النظر الى استخدام الفلسطيني للمطارات الفلسطينية الا محط دعم وفخر اردني, فأول وفد هبط في مطار غزة كان اردنيا, واظن ان هذه النقطة غابت عن ابطال السوشال ميديا وابطال الفضائيات والاستجوابات النيابية, والى ذلك الحين يجب دعم مشروع وزارة الداخلية الاردنية, التي تسعى الى اعادة تهيئة الجسر والغاء كثير من الاجراءات التي تستنزف الفلسطيني ماليا ونفسيا, والضغط من الاردن وفلسطين لاعادة السماح للفلسطيني ان يأتي الى الاردن بمركبته الخاصة, واعلم ان وزير الداخلية سعى ويسعى الى تطوير اداء الجسر وازالة العوائق وطلب من كثيرين ملاحظاتهم على الخدمة وسبل تسهيلها.اذا كان لا بد من فائدة تعود على طرف غير الفلسطيني في النقل والمعابر والحركة وباقي شؤون الاقتصاد, فيجب ان تكون الفائدة للاردن اولا وثانيا وثالثا, فهو الاقرب والاكثر اسنادا ودعما لفلسطين وشعبها, وكما يقول المثل الشعبي «أولى لك فأولى» ولا يوجد اولى من الاردن بالفائدة ليس لأنه شريك في الغرم دائما وابدا, بل لانه الوحيد الذي قاد ويقود معركة فلسطين بوصفها معركته الذاتية, ولعل معركة المقدسات المسيحية والاسلامية خير شاهد على ذلك, تلك المعركة التي قادها ويقودها الملك بكل اقتدار رغم اكلافها الباهظة.omarkallab@yahoo.com