انتحار جماعي على الطريق الصحراوي
مدار الساعة – خاص - لو كان هناك من يسمع من المسؤولين على مستوى الحكومة ومؤسسات الدولة لصرخات ومناشدات المواطنين لما حدث ويحدث من مجازر يذهب ضحيتها العشرات والمئات من المصابين في حوادث السير.
ولكن الطريق الصحراوي باتت طريق الإنتحار الجماعي نظراً لطول المسافة والحفر والمطبات والتشققات التي ضربتها اضافة الى انتهاء صلاحية المواد المكونة من رمل وحصمة وسفلتة وباختصار "انتهاء العمر الافتراضي" للطريق ومنذ سنوات، حيث يقتصر تأهيلها - وبشكل أدق – ترميمها، على ترقيعات بدائية لا تصلح من الأمر شيئاً،بل تزيد الطين بلّة.
طريق يزيد طولها على 300 كيلو متر تبدأ من الدوار السابع في عمان وتنتهي بمدينة العقبة وهي طريق حيوية تنهض على جانبيها مشاريع ومؤسسات ومرافق رسمية واقتصادية وعلمية وتعليمية وطبية وتجارية تشكل بمجملها الاقتصاد الاردني ، وترتبط بشبكة مواصلات لدول شقيقة، بما ذلك فإن الطريق ذاتها تستخدم لزوار الاردن من مختلف العالم القادمين جوّاً بواسطة مطار الملكة علياء والمغادرين منه.
وعندما نقول زوار الاردن، القادمين والمغادرين وهم يستخدمون الطريق الصحراوي، فهذه صورة فيها مأخذ على هذا الوطن الذي ينظر له العالم بأنه وطن متطور وله سمعته الدولية في مختلف المجالات.
لا يجوز على الإطلاق ان تظل مثل هذه الطريق الرئيسة التي تربط ايضاً شبكات طرق لعديد من محافظات المملكة وهي محافظات الجنوب ومحافظة مادبا في الوسط تشكل رعباً للمواطنين وما تسببه من كوارث مفجعة وبذريعة عدم توفر الامكانات المالية او بانتظار تنفيذ خطط لا اساس لها من الواقع او اصدار بيانات عاجلة عند وقوع الحوادث ثم نعزو الأسباب للسرعة الزائدة وعدم صلاحية المركبة ونكتفي بمقولة "قضاء وقدر" مثلما نغمض اعيننا عن حقيقة خطورة الطريق وما هي عليه من دمار، الا اذا توصّلنا بأنه لم يعد لأرواح الناس قيمة.!!
