اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

أمام راغب علامة وجورج وسوف


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

أمام راغب علامة وجورج وسوف

مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/08/23 الساعة 00:21
منذ شهرين وأمانة عمان تقيم احتفالات.. وأمسيات..
حجم ما تنتجه «الأمانة» في مجال الثقافة والفن، يتفوق على وزارة الثقافة بكثير..
ولكن الملاحظة التي أود طرحها هي: أن الملاءة المالية للأمانة, تساعدهم على التعاقد مع (ياني) أو مع (إلتون جون), وتساعدهم أيضا على التعاقد مع (توم كروز) واحضاره للمدرج الروماني.. ولكن هذه المؤسسة لم تستورد مطربا عربيا, لم تتعاقد مع راغب علامة, لم تحضر جورج وسوف, وظلت متمسكة بالفن المحلي... والغريب أن من حضروا أمسيات عيد الاستقلال يتفوقون في العدد على حضور مهرجانات الأردن قاطبة.
نحن دولة متنوعة في الثقافة والفن, لدينا الفلكلور الشركسي.. لدينا تراث (بني معروف) لدينا معان بكل ما انتجت من أغنيات تؤرخ تاريخ أهلها واستقبالهم للثورة, لدينا حوران التي كان اللحن فيها يتمايل على الأذن مثل تمايل جداولها, لدينا السلط.. لدينا الكرك, لدينا الصحراء وقصائد البدو التي تحكي تاريخ السيف والمعركة... هل كل هذا التراث صار فقيرا أمام راغب علامة وجورج وسوف؟
الفرح حين يكون أردنيا فطعمه أجمل, وصدقوني أن الوتر حين يسرق اللحن من جبل في الشوبك أو سنبلة في حوران, أو جديلة صبية مرت على البلقاء يكون أكثر عذوبة.. حتى الأغاني إن لم تعطر بماء وادي الهيدان ليست جميلة... وصدقوني أن الطبل إن لم يتردد صداه في وادي الشتا فلا يعتبر من الإيقاع.
ماذا ينقصنا؟.. ونحن الذين أنتجنا الأغاني للمعركة وللشهداء.. وكل تاريخنا كتب بالشعر الموزون المقفى, نحن الذين أنتجنا في الإذاعة الأردنية القسم الموسيقي وسبقنا دولا عربية بذلك.. ونحن الذين غنى وديع الصافي لبعض الشعراء منا, ونجاة غنت لحيدر محمود... هل كل ذلك يجيز لنا أن نستورد مطربا (مايص)... يقدم الابتذال في اطار الغنج والتمايل..
تجربة أمانة عمان في التعامل مع الفن والمسرح والدراما يجب أن تعمم، لدينا المخزون التراثي والفني والشعري الذي يكفي لأن نؤسس منه ألف مهرجان وألف موسم للفرح.. ولدينا ما يؤهلنا لأن نعتز بهويتنا الوطنية, ولأن نقول للأجيال القادمة, إن الأردن يستحق أن يكون وطن اللحن والوتر والقصيدة.
يقولون إن العالمية تبدأ من قاع الخصوصية, إذا لنحترم خصوصيتنا قليلا.. ولندمج كل المهرجانات في إطار مهرجان واحد للبلد, ولننظر إلى تجربة الأمانة في هذا الإطار, فقد نجحت في البعد المحلي, وقدمت للناس ما يغنيهم.. عن استيراد (مطرب) بلاده صارت تنظر له على أنه (خردة).. ونحن للأسف نعيد ترميمه..
الأردن أكبر من كل ذلك..
Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/08/23 الساعة 00:21