رسميا، يعتمد البروتوكول الرسمي الأردني، المنصب كبوصلة للتراتبية بين الحضور، بمعزل عن عامل السن كبر أو صغر.
لكن الملك تخطى حاجز هذا البروتوكول تماما، في حفل ومراسم خطبة نجله وولي عهده، وآثر أن يقدم عمه عميد العائلة كبير السن الأمير الحسن بن طلال على نفسه وعلى الجميع، ليكون ابو راشد هو من يفتح الحديث طالبا يد العروس لابن أخيه.هذه بادرة ومبادرة اجتماعية مقدرة تسجل للملك شخصيا وللعشيرة الهاشمية كافة، عندما تعطى الاولوية لكبير السن بغض النظر عن مقتضيات البروتوكول والمناصب الرسمية.عمليا، اذكر تاريخيا ان العشائر والعائلات الأردنية كافة، كانت وبالذات في عهد الآباء والأجداد المؤسسين، لا تتخطى هذه العادات النبيلة الأصيلة التي تجسد خيرة سجايا العروبة والدين.اليوم، تغير هذا الواقع، وصار المنصب الراهن او السابق مثلا، هو من يحدد الاولوية في تقدم الصفوف، ولم يعد لعامل السن وفي معظم الحالات الاعتبار اللازم لإعطاء الكبير حقه الاجتماعي في معظم المناسبات.هذا سلوك غريب في حياتنا اليوم، عندما تجد ابنا او أخا قد يتقدم على ابيه او أخيه، بدعوى انه صاحب منصب وجاه او حتى شهادة علمية.لم يكن الأردنيون كذلك أبدا عبر تاريخهم الحافل بانبل خصال الرجولة والشهامة، حيث العطف على الصغير واحترام الكبير، لكن الظروف، وربما حتى السياسات الرسمية غير الصائبة، هي من اسهمت بذلك، عندما يتم صنع زعامات لاطفاء زعامات تقليدية كانت معروفة ومقدرة منذ نشوء الدولة الأردنية.لا علينا، ذلك شأن يطول الحديث فيه، لكننا نستند حياله إلى قول نبي الله جل جلاله، محمد صلى الله عليه وسلم إذ يقول.. خياركم في الجاهلية، خياركم في الإسلام.ما يعنيني هنا، مبادرة الملك المتكررة والمقدرة، في تقديم العم كبير السن وتجاوز معطيات البروتوكول الرسمي سياسيا واجتماعيا معا، احتراما لعميد العائلة كبير السن الامير الحسن، وهو يستحق الاحترام حيثما حل.الله من أمام قصدي.
الملك يؤثر 'عمه' على نفسه
مدار الساعة (الرأي) ـ