أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

ما بعد داعش.. الشرق الأوسط إلى الديمقراطية أم الاستبداد؟

مدار الساعة,أخبار عربية ودولية,رئيس الوزراء
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - يبدو أن العام 2017 كان بداية النهاية لتنظيم "داعش"، لاسيما بعد نجاح عملية تحرير مدينة الموصل من قبل الجيش العراقي مؤخرًا، واقتراب السيطرة على مدينة الرقة السورية.

وبعد أن هيمن الخوف من "داعش" على المنطقة على مدار السنوات الثلاث الماضية، نشهد اليوم بداية زوالها، ويجري الحديث حول ما سيبدو عليه الشرق الأوسط بعد "داعش".

وما لا يثير الدهشة أن روسيا ليست بعيدة عن تلك الطروحات، كونها تتطلع إلى لعب دور أساسي في تشكيل مستقبل المنطقة، وذلك في إطار نزاعها المستمر مع واشنطن لبسط نفوذها.

ويمكن القول أن التطورات المتسارعة في العالم تعيد رسم خرائط العلاقات بين روسيا ومنطقة الشرق الأوسط، فلم يكن التاريخ أبداً مجرد مراحل انتهت وطويت صفحاتها، لكنه يعود بقوة ليعيد نفسه ليقدر لدولة كبيرة مثل روسيا أن تعود لممارسة دورها المعتاد كأحد القوى الدولية ذات الثقل في النظام الدولي. ومنذ انهيار الاتحاد السوفييتي، قبل أكثر من ربع قرن، فقدت روسيا كل أدواتها المتاحة للتأثير، لهذا تحاول موسكو في الوقت الراهن استعادة مكانتها الفاعلة.

وحقيقة أن بشار الأسد لا يزال في السلطة، طوال فترة الصراع السوري الدامي، وبدعم روسي، تحدد معالم النقاش حول مستقبل القادة الإستبداديين في الشرق الأوسط. - موقف موسكو ما زال غير واضح وعبر التاريخ طالما شكلت المنطقة أرضية مواتية لاختبار طول عمر الأنظمة المختلفة، ولا تزال تستضيف حتى اليوم طيفا واسعا منها، يتراوح بين الديمقراطيات على النمط الغربي إلى الأنظمة الملكية والأنظمة الاستبدادية بشكل واضح.

وفي حين أنه ليس سرًا أن الولايات المتحدة وشركاءها الأوروبيين يعززون باستمرار قيم الديمقراطية والحرية في الشرق الأوسط، ولو كان ذلك ينحصر على الكلمات فقط، يتسم موقف موسكو من هذه القضية بالغموض في الوقت الراهن.

ويصّر المسؤولون الروس على أن الأمر متروك للشعب السوري لاتخاذ قراره بخصوص رحيل الأسد أو استمراره من خلال الانتخابات الرئاسية التي ستقود البلاد إلى فترة ما بعد الحرب، وهذا ما تعتبره روسيا مستقبل سوريا الديمقراطي.

ومع ذلك، فإن دعم موسكو المتواصل للأسد يثير حفيظة بعض المراقبين، الذين يجدون صعوبة في الاعتقاد بأن روسيا ستدعم بجدية التحول الديمقراطي في سوريا. - دور روسيا في الربيع العربي وبدا الموقف الروسي من رياح التغيير الديمقراطي، التي عصفت بدول الربيع العربي، غير متناسق، حيث عبر الكرملين تارة عن قلقه إزاء الاحتجاجات التي تتحول إلى عنف، وأصدر تارة أخرى تصريحات قاسية تدين الثورات.

ونرى أن ما حدث في سوريا وليبيا يعتبر مثالاَ حياَ على ذلك. ووفقا لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فإن "الربيع العربي لم يكن مفاجأة، بل كان الجميع يتوقعه، دون معرفة موعد حدوثه".

ويعتبر المقت الذي تحمله روسيا للثورات الشعبية نتيجةً لتجربة مريرة خاضتها؛ فبصرف النظر عن التفاصيل كافةً، كانت سلطة الشعب، سواء في الجمهوريات الدستورية أو في قلب روسيا هي التي أسقطت الاتحاد السوفياتي، وهو الحَدَث الذي وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقولته الشهيرة "أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين".

وفي هذ السياق، فإنَّ الأنظمة الاستبدادية المُتصلبة، التي كانت قد بسطت قبضتها على السلطة في منطقة الشرق الأوسط منذ خمسينيات القرن الماضي، انحاز كثيرٌ منها إلى السوفييت، في كل الأحوال أفضل من التشرذم والتطرف اللذين قد يعقبانها.

- الكرملين يحذر من الديمقراطية الغربية

ويرى الكرملين أن الديمقراطية بمفهومها الغربي لا تنسجم مع بيئة المنطقة، بل تحمل في طياتها الاضطرابات وعدم الاستقرار.

غير أن بقاء الأسد في السلطة طوال فترة الصراع السوري الدامي، وبدعم روسي، قد يعزز فكرة أن الاستبداد في الشرق الأوسط يضمن الاستقرار ويضع حداً للقيم الديمقراطية "السامة" التي يفرضها الغرب.

وقد تجد معتقدات بوتين بخصوص الاستقرار الاستبدادي في المنطقة، تأييدا لدى دونالد ترامب، الأمر الذي من شأنه أن يكون خبرًا سارًا للعديد من بلدان المنطقة التي كانت تدعي الحرية ومشاركة المجتمع المدني، بهدف كسب الدعم الأمريكي.

- الديمقراطية المُدارة (الموجهة)

قد يكون الصراع السوري بداية لعصر من الاستقرار الاستبدادي أو ما يطلق عليه الروس اسم "الديمقراطية المُدارة" في الشرق الأوسط.

وكما توضح أمثلة من تلك الأنظمة، بما في ذلك أنظمة سوريا وليبيا وروسيا نفسها، فإن الأنظمة الاستبدادية تبقى في حالة الدفاع المستمر عن وجودها، وتسعى إلى تحقيق الاستقرار وتخليد الذات، وتركز هذه النظم، في أغلب الأحيان، على شخصية واحدة، ما يجعلها غير مستدامة. وفي إطار تسوية مستقبلية محتملة بين الرئيس الروسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، يتساءل العالم عما إذا كان الشرق الأوسط بعد "داعش" سوف يتمكن من الشروع في مسار ديمقراطي، أم أن عودته إلى عهد الاستبداد ستجعل منه أفضل حالًا.

ويعود تاريخ علاقة روسيا بتلك المنطقة إلى فترة إنطلاق الحرب الباردة بين القطبين الأمريكي والسوفيتي، الذي فرض على موسكو معطيات جديدة مرتبطة بتنشيط سياستها في الشرق الأوسط والدخول في منافسة عارمة على النفوذ في تلك المنطقة مع واشنطن، وهو ما أثمر في النهاية عن علاقات كانت الأكثر تقارباً بين روسيا وعدد غير قليل من بلدان الشرق الأوسط. وفي 10 تموز/ يوليو الجاري، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، رسميًا، تحرير كامل الموصل من "داعش"، بعد معركة استغرقت قرابة 9 أشهر، وأدت إلى الكثير من الخسائر البشرية والمادية، ونزوح أكثر من 920 ألف شخص. الاناضول

مدار الساعة ـ