مدار الساعة -أعلنت الاستخبارات البريطانية، أن القوات المدعومة من روسيا واصلت في دونباس جنوب شرقي أوكرانيا محاولة شن هجمات على شمال مدينة دونيتسك.
ومع استمرار الجيش الروسي الضغط العسكري على أوكرانيا، طالبت كييف مجدداً من الدول الغربية، فرض عقوبات على الصناعة النووية الروسية بسبب محطة زابوريجيا للطاقة النووية، والمساعدة فيما يتعلق بجرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا خلال الحرب على أوكرانيا.أولوية روسياواليوم الأحد، قالت المخابرات العسكرية البريطانية، إن "أولوية روسيا خلال الأسبوع الماضي كانت على الأرجح إعادة توجيه الوحدات لتعزيز حملتها في جنوب أوكرانيا".ووفقاً لتحديث للمخابرات البريطانية فقد واصلت القوات المدعومة من روسيا التابعة لجمهورية دونيتسك الشعبية في دونباس محاولة شن هجمات شمالي مدينة دونيتسك.وقالت وزارة الدفاع البريطانية في نشرتها الاستخباراتية اليومية على تويتر إن "القتال العنيف ركز على قرية بيسكي، بالقرب من موقع مطار دونيتسك".وذكرت القيادة العسكرية الأوكرانية أمس السبت أن "القتال الضاري" مستمر في بيسكي وهي قرية بشرق البلاد قالت روسيا في وقت سابق إنها تسيطر عليها بالكامل.كارثة نوويةفيما تحولت محطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي تسيطر روسيا عليها في أوكرانيا، إلى مصدر قلق عالمي خوفاً من وقوع حادث نووي محتمل يؤثر على أوروبا بأكلمها.وذكرت شبكة "سي أن أن"، أن خبراء دوليين دعوا إلى زيارة المنشأة بعد أيام من القصف المتزايد الذي تعرضت له.ولفت الخبراء إلى أن المحطة باتت تتعرض لقصف شبه يومي، وأشارت إحدى العاملات فيها إلى أن شبح الكارثة النووية ليس مجرد كوابيس، بل هو واقع معاش، وفق تعبيرها.كما تابعت الموظفة التي تحدثت إليها الشبكة باسم مستعار "أولغا"، أن أجزاء من المجمع باتت لا يمكن للموظفين الأوكرانيين الوصول إليها. هدف خاصوجاء ذلك بعدما، قال زيلينسكي في كلمة ألقاها مساء أمس السبت: إن "كل جندي روسي سواء يطلق النار على المحطة أو يطلق النار مستخدماً المحطة كغطاء لا بد أن يفهم أنه يصبح هدفاً خاصاً لعملاء مخابراتنا وأجهزتنا الخاصة وجيشنا".وكرر زيلينسكي، الذي لم يتطرق إلى أي تفاصيل، الاتهامات الموجهة إلى روسيا بأنها تستخدم المحطة للابتزاز النووي.وفي وقت سابق حذرت وكالة مخابرات الدفاع الأوكرانية من "استفزازات" روسية جديدة حول المحطة، في حين قال رئيس بلدية زابوريجيا المنفي إن المحطة تعرضت لقصف روسي جديد.ولكن فلاديمير روجوف المسؤول المعين من قبل روسيا في المنطقة قال على تطبيق تليغرام إن "القوات الأوكرانية هي التي تقصف المحطة النووية".وتستمر أوكرانيا وروسيا تبادل الاتهامات بشأن عمليات القصف لمحظة زابوريجيا، وهي أكبر محظة للطاقة النووية في أوروبا.فرض عقوباتكما دعا الرئيس الأوكراني، الدول الغربية إلى فرض عقوبات على الصناعة النووية الروسية، وقال إن "روسيا تستخدم محطة الطاقة النووية في جنوبي أوكرانيا لترويع الناس وابتزاز القيادة الأوكرانية والعالم بأسره".واتهم زيلينسكي القوات الروسية باستخدام الموقع الذي تحتله روسيا كحصن يمكن من خلاله إطلاق النار على بلدتي نيكوبول ومارانيتس الصغيرتين اللتين تقعان على الضفة الأخرى لخزان دنيبرو.وحذر من أن انتشار القوات الروسية في مكان محطة الطاقة النووية "يزيد من التهديد الإشعاعي لأوروبا إلى مستوى لم يكن موجوداً حتى في أصعب لحظات المواجهة خلال زمن الحرب الباردة".ودعا زيلينسكي في الفيديو إلى "رد صارم".جرائم حربوفي الأثناء، دعت كييف الدول الغربية إلى مساعدتها قضائياً فيما يتعلق بجرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا في أوكرانيا.وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في بيان مطول على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إن كييف بحاجة إلى خبراء في القانون العسكري ومتخصصين في تحقيقات جرائم الحرب، لمعاقبة المعتدين الروس.وأضاف الوزير أنه كان قد أرسل طلباً مماثلاً، عبر وزارة الخارجية، إلى مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا والتي تضم دولاً مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، و تنسق عمليات إرسال الأسلحة للقوات المسلحة الأوكرانية.ودعا ريزنيكوف أيضاً إلى تشكيل "مجموعات دولية تساعد في العمل بشأن قضايا معينة من جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا".وشدد الوزير، على نحو خاص، على مصير أسرى الحرب الأوكرانيين لدى روسيا، وقال إنهم يتعرضون للتعذيب، والقتل، على نطاق واسع في الأسر.كما طلب منح الخبراء الدوليين حق الدخول لسجن يقع في أولينيفكا بالقرب من مدينة دونيتسك حيث قتل العشرات من أسرى الحرب الأوكرانيين في هجوم أواخر يوليو (تموز) الماضي.وقال وزير الدفاع: "هذه الجريمة، بغض النظر عن ردود أفعال مؤسسات مثل المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، تستدعي رد فعل حاسم من الأمم المتحدة".وأضاف: "الأمم المتحدة هي التي يجب أن تجبر روسيا على السماح لممثلي الصليب الأحمر بزيارة أسرى الحرب الأوكرانيين في أولينيفكا".وألقت موسكو وكييف باللائمة على بعضها البعض في الهجوم على سجن أولينيفكا. ومنذ أن بدأت روسيا حربها على أوكرانيا في فبراير (شباط)، تم الإعلان عن وقوع عدد من الجرائم الخطيرة ضد المدنيين.فرنسا تغازل رسياوفي سياق متصل، عادت تصريحات فرنسا بشأن روسيا إلى محطة الجدل مرة أخرى، حيث قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الفرنسية، آن كلير ليجاندر، إن باريس مهتمة بالحفاظ على قنوات الحوار مع روسيا، لأنها ستكون ضرورية عندما يحين وقت المفاوضات.تصريحات جاءت بحسب الخبراء والمحللين في التوقيت المناسب نظراً للاستنزاف التي تتعرض إليه أوروبا نتيجة العملية الروسية في أوكرانيا، بخلاف التغريد خارج سرب واشنطن التي تتهمها موسكو مرارًا بالعمل على إطالة أمد الصراع.وفي السياق، قال الأكاديمي الروسي في جامعة الصداقة بين الشعوب بموسكو ديميتري بريجع، إن "الرئيسين الروسي فلاديمير بوتن والفرنسي إيمانويل ماكرون، لم يناقشا الأوضاع الإقليمية والدولية، على مدى الشهرين الماضيين".ويستبعد الأكاديمي الروسي في جامعة الصداقة بين الشعوب بموسكو، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، نجاح الرئيس الفرنسي في أي حوار مع نظيره الروسي كون المحاولات السابقة فشلت، ولكن من الجيد أن ماكرون باختلاف بعض قادة أوروبا يحاول الحفاظ على العلاقات السياسية مع روسيا كون هذه العلاقات لها تاريخ طويل ويمكن أن تلعب دورا مهما مستقبلاً.ويُشير بريجع، إلى أهمية وجهة النظر الفرنسية، التي وإن اختلفت تجاه موسكو، ستساهم بشكل كبير في تغيير الكثير من وجهات النظر الأوروبية، كون الانظمة السياسية الحالية الحاكمة في القارة العجوز ليست مستقرة.ومن جانب أخر، يقول الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، إن فرنسا ترغب بالمحافظة على هذه القناة التي تحدث عنها في الحوار لأنها تدرك أنه لا مناص من الوصول إلى هذه النقطة عاجلاً أو آجلاً.
بريطانيا تكشف أولوية روسيا واستمرار التحذير من كارثة نووية
مدار الساعة ـ
حجم الخط