على شاطئ الخليج العربي تتكئ امارة قطر تمارس دورا دوليا واقليميا وعالميا مميزا فما هو السر الذي جعلها تقوم بكل هذا ؟
واذا كان تأثير الدول يقاس بالحجم والمساحة وتعداد السكان فما هي المعجزة الحقيقية التي جعلت من قطر قوة اقتصادية ومربط خيل لكل المتنازعين في الاقليم والعالم يؤمونها لوضع حد لمعاناة الحروب والكوارث والصراعات التي تاكل الاخضر واليابس.
واذا سلمنا جدلا وكما يحلو للبعض ان يقول ان قطر ضمت في حدودها اكبر القواعد الامريكية في المنطقة فكيف استطاعت ان تتخلص من تاثير تلك القاعدة على قرارها السيادي وعلى توجهها الداعم لحركات النضال العربي والعالمي ومحاولات التحرر التي تلوح في هذه الدولة او تلك والامر من وجهة نظري لا يحتاج الى مزيد من التحليل السياسي والاستراتيجي وتصدر واجهات الفضائيات في محاولات بائسة من البعض للتقليل من شأن هذه الامارة التي اخذت تحتل في الاونة الاخيرة مساحة احترام متبادل على المستوى العالمي والمحلي والاقليمي واظن ان الامر لا يحتاج الى محاولة لقراءة في فنجان البخت العربي لنعرف ان اول اسرار هذه الامارة هو قيادتها بلا ادنى شك فقيادة الشاب الامير تميم تمتاز بقدر واسع من الاستراتيجية والوعي المنفتح على شجون العالم ودهاليزه يدعم ذلك شعب واع وقانون يتسيد المشهد اليومي في كل تفاصيله فحيثما يممت وجهك في قطر تبدو ملامح القانون الصارم الذي يطبق على الجميع دون استثناء من اصغر الاشياء وحى اكبرها.
يمتاز النظام القطري بافساح المجال لتطبيق القانون دون اي تدخل من السلطة التنفيذية للمحاباة مع اي كان لذا يبدو جميع من يسكن قطر وليس القطريين وحدهم براحة بال ما دام ان القانون ضمن لهم العيش الكريم بعيدا عن الانتقائية في التطبيق.
تنامي الدور الدولي لقطر والتي باتت محجا لكل المتخاصمين والمتصارعين الدوليين اضافة الى القوة الاعلامية المميزة التي تمثلها قناة الجزيرة والتي اثبتت انه يمكن للعرب ان يكون لهم مشروعهم الخاص في الدفاع عن وجهة نظرهم والتحكم في قضايا اشكالية دولية من خلال التركيز الاعلامي والتعددية التي باتت تمثلها قناة الجزيرة جعل من قطر امارة ذات نفوذ واسع ولاعب دولي يمكن له ان يؤثر في قضايا دولية كثيرة وقد يقول قائل ان ما تمتلكه الامارة من ثروة مكنها من ذلك والرد ان هناك دولا كثيرة غنية وثرية وكبيرة لكنها عاجزة عن ايجاد اي تأثير في السياسة الدولية بل انها بالكاد قادرة على ادارة داخلها في الكثير من الاحيان.لقطر كل التحية وهي ترسم معالم دولة قوية ناعمة مؤثرة وهي بلا شك مؤشر على ان العرب يمكن لهم ان يكونوا مؤثرين في حال توافرت الارادة والادارة والوعي لما يحدث في العالم من متغيرات درامية لا ترحم اي عاجز عن فهم معادلاتها.
