في الواقع هذا امر ليس جديدا فواحدة من الحكومات السابقة كانت تعتزم فرض رسوم دينارين شهريا لكل مستخدم لتطبيقات التواصل الاجتماعي، على ان تقتسمها الحكومة مع شركات الاتصالات التي تعاني اصلا من تراجع الايرادات جراء الاستخدام الجائر والمجاني الذي توفره تلك التطبيقات للمستخدمين على عمليات التواصل والاتصال والرسائل البينية ما بين المشتركين.
في الواقع شركات الاتصال المحلية اصبحت كمن يوفر بنية تحتية لغيرها من وسائل الاتصال والتواصل العالمي لمنافستها وبالمجان ولتحقق ارباحا كبيرة بينما هي تكبح ايرادات الشركات المحلية التي كانت تحصلها بدلا للاتصال والمراسلات، الامر الذي ادى الى تراجع ارباحها الى معدلات كبيرة اصبحت تهدد استمرارها مستقبلا وتجعل من جدوى الاستثمار فيها غير مجد، فارباح تلك الشركات تراجعت خلال السنوات العشر الماضية ونتيجة لانتشار تلك التطبيقات وبشكل متسارع الى اكثر من النصف، الامر الذي حد من نموها وتطورها بل ذهب في بعضها الى تقليص حجم ا?استثمار والاستغناء عن بعض النشاطات التي كان يفترض ان تقوم بها لعدم الجدوى من استمرار افكار وتطلعات الاستثمار المستقبلي.شركات الاتصال المحلية وهي ثلاث شركات ( زين، وارنج، وامنية) تراجعت ارباحها ومنذ العام 2012 ومع بدء ثورة تطبيقات التواصل الاجتماعي وحتى العام الماضي الى ما يقارب 60%، حيث سجلت ارباحا في العام 2012 بلغت 187 مليون دينار بينما حققت وحتى نهاية العام الماضي 77 مليون دينار فقط موزعة على الثلاث شركات اي بما يزيد على 100 مليون دينار تراجعاً نتيجة انتشار الانترنت بشكل كبير في المملكة واستخدام اغلب المستخدمين لتطبيقات التواصل في عمليات اتصالاتهم مع العالم وبشكل مجاني عبر مختلف جهات الاتصال الخاصة بهم ما ادى الى تراجع ?لمبيعات والارباح لتلك الشركات، وهذا ما تؤكده الارقام التي تؤكد ان فاتورة الاتصال الشهرية في الاردن لا تتجاوز 10 دولارات للفرد الواحد من المستخدمين وتعتبر من الارخص على مستوى العالم.تقديرات غير رسمية تشير الى ان عدد مستخدمي الانترنت في الأردن يقدر بنحو أحد عشر مليون مستخدم، فيما تظهر الارقام الرسمية ان عدد اشتراكات الهاتف الخلوي وصل الى (8) ملايين اشتراك مع بداية العام الحالي تتوزع بين الشركات الخلوية الرئيسية الثلاث العاملة في سوق الاتصالات المحلية، وتتوزع هذا الارقام على سبع شبكات تواصل اجتماعي رئيسية يستخدمها الأردنيون بشكل يومي هي: فيسبوك، تويتر، انستغرام، سنابشات، ولينكد ان، وانستغرام وتوك توك حيث استحوذت شبكة فيسبوك على الحصة الأكبر من اجمالي اعداد حسابات الأردنيين على مختلف منص?ت التواصل الاجتماعي وبنسبة تصل الى 46% مدعومة بنسبة انتشار كبيرة للهواتف الذكية حيث تظهر آخر الارقام أن نسبة انتشار الهواتف الذكية قد تجاوزت الـ 90% من اجمالي مستخدمي الهواتف المتنقلة في المملكة.فرض رسوم رمزية على استخدام تلك التطبيقات وتوزيعها على شركات الاتصالات للاستمرار في اداء دورها وتحقيقها لعوائد استثمارية مجدية اصبح امرا ملحا اذا ما اردنا المحافظة على جاذبية هذا القطاع واستمراره، وخاصة ان استخدام التطبيقات اصبح شيئا كماليا وليس اساسيا قد يحتج عليه الجمهور والذين يستخدمونه لغايات الترفيه والتسلية والدردشة والتجارة والاعلان، بالاضافة الى اقتطاع جزء منها لبناء المدارس والمستشفيات ودعم الاسر العفيفة وغيرها من الخدمات المقدمة، فلنفكر بهذا سريعا للمحافظة على قطاع قد ينهار في اي لحظة امام مجانية للتسلية، وللحديث بقية.
ديناران رسوم على تطبيقات التواصل.. لِمَ لا؟
مدار الساعة (الرأي) ـ