أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف شكوى مستثمر شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

جائزة حمد تنظم ندوة عن واقع وآفاق الترجمة بين العربية و'بهاسا أندونيسيا'

مدار الساعة,أخبار ثقافية
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة -عقد الفريق الإعلامي لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، ندوة بعنوان "واقع وآفاق الترجمة بين اللغتين العربية وبهاسا أندونيسيا"، بمشاركة عدد من الأكاديميين في قسم اللغة العربية بجامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية في جاكرتا، وذلك ضمن سلسلة ندوات الترجمة للموسم الثامن للجائزة (2022).
وأكدت د.حنان الفياض، المستشارة الإعلامية للجائزة، أهمية فعل المثاقفة بين الحضارات والشعوب، وسبل السعي لجعلها مثاقفة ناضجة، واستعرضت أهداف الجائزة ورؤيتها وفئاتها، وأهمية اختيار لغة بهاسا أندونيسيا ضمن لغات فئة الإنجاز لهذا الموسم.وقالت الفياض إن الجائزة وجهت اهتمامها في هذا الموسم، إلى اختيار خمس لغات جديدة في فئة الإنجاز إلى جانب الأندونيسية، وهي: الفيتنامية، والكازخية، والسواحلية، والرومانية. ودعت المهتمين لزيارة الموقع الإلكتروني للجائزة (www.hta.qa) لتحميل استمارات الترشيح وللاطلاع على تفاصيل الجائزة.وتحدث د.محمد شيرازي دمياطي إلياس، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالجامعة، عن التجربة الأندونيسية في الترجمة إلى العربية ومنها، وطبيعة الجهود الرسمية والفردية في هذا المجال وتاريخها.وقال إلياس إن المترجم يُشترَط به إجادة كلتا اللغتين؛ المنقول منها والمنقول إليها، وامتلاك الثقافة العامة وقوة البيان، والإلمام بطبيعة الموضوع المنقول. وأوضح إلياس أن بدايات الترجمة في أندونيسيا تزامنت مع دخول الإسلام إلى الأرخبيل في القرنين الثاني عشر والثالث عشر للميلاد، ثم ازدهرت حركة الترجمة، مشيراً إلى أن الحروف المالاياوية كُتبت بالحرف العربي، إلى أن جاء الاستعمار فغيّر الحروف إلى الإنجليزية إلى يومنا هذا. وأضاف أن الترجمة في بداياتها بدت أقرب إلى الترجمة الحرفية، واقتصرت على الكتب الدينية، التي تم تدريسها في المعاهد الإسلامية، ثم شهدت حركة الترجمة تطوراً ملحوظاً بعد عودة الدارسين الأندونيسيين من البلاد العربية، إذ تعد أواخر السبعينيات من القرن الماضي حقبة ازدهار الترجمة من العربية إلى الأندونيسية، وتضاعَف ازدهار الترجمة في مطلع الألفية الثالثة. واستعرض إلياس تحديات الترجمة في أندونيسيا، المتعلقة بندرة المترجمين المتخصصين، وقلّة الكليات والمعاهد المتخصصة في الترجمة، وضعف اهتمام الشعب بفعل الترجمة، واقتصار الترجمة على الجوانب الدينية، وهيمنة اللغات الأجنبية التي تنافس العربية.من جهته، تناول د.عبد الحي الكتاني، عضو مجلس العلماء الأندونيسي بجامعة ابن خلدون/ بوغور، تجربته وجهوده في عملية الترجمة من العربية إلى بهاسا أندونيسيا، وقدم قراءة إحصائية في حجم الترجَمات من بهاسا أندونيسيا إلى االعربية وبالعكس. وأوضح الكتاني أن المسلمين يشكلون حوالي 87 في المئة من سكان إندونيسيا البالغ تعداهم 274 مليون نسمة، وهم في حاجة إلى معرفة تعاليم دينهم المكتوبة بالعربية، وهي ليست لغتهم الأم، لذلك فإن نقل الكتب من اللغة العربية إلى لغتهم الأم ضرورية لهم. ومن هنا، لا غرو في أن أغلب الكتب العربية المترجمة إلى الإندونيسية متعلقة بتعاليم الإسلام، بصورة مباشرة أو غير مباشرة.وأوضح أن الترجمة في التعاليم الإسلامية تعني الترجمة في العلوم الإسلامية، وأن العلوم لها مصطلحاتها الخاصة التي تختلف بين علم وآخر، بل من بين عالم وآخر. وفي هذه الاختلافات والمصطلحات تكمن دقائق العلوم، التي لا يستطيع الولوج والغوص فيها إلا من تسلح بمعرفة مبادئها. وقال الكتاني: "قد تبدو الكلمات والجمل في تلك العلوم لغير المتخصصين أو لغير العارفين بها كأنها لغز من الألغاز يعسر حلها. والخطورة للمترجمين غير المؤهلين الذين يتجرأون في التعامل مع هذه النوعية من النصوص أن ترجمتهم ستكون تجنية للنصوص وليست خدمة لها، وقلّ نفعها وكثر ضررها". وأضاف أنه درس من مرحلة البكالوريوس لغاية الدكتوراه في العلوم الإسلامية، مما سهّل له إنجاز أكثر من 130 كتاباً في المجالات المختلفة. وأعرب عن سعاته لأن الكتب التي ترجمها لقيت قبولا من الشعب الإندونيسي لأنها تمس حاجاتهم الحقيقية، وليست فقط لإشباع ترفهم العقلي والمعرفي.ومن ناحية أخرى، أشار الكتاني إلى أن المباردة التي اتخذها في ترجمة تلك الكتب أسهمت في دفع كثير من المشتغلين بالحقل المعرفي الإسلامي باتخاذ الخطوة نفسها، حيث ترجموا كتبا عديدة، بل صارت الترجمة من العربية إلى الإندونيسية كأنها "موضة" للإندونيسين المتعلمين في الجامعات الإسلامية، لا سيما للذين تعلموا في الجامعات في الدول العربية. ولفت إلى أن الكتب المترجمة إلى الإندونيسية كانت قليلة نسبياً في منتصف التسعينيات، أما الآن، فمعظم الكتب الإسلامية تمت ترجمتها، حتى الكتب التي تتألف من المجلدات، كـ"فتح الباري"، و"حلية الأولياء"، و"شرح المهذب"، و"سير أعلام النبلاء". وعن مجالات الترجمة بين الأندونيسية والعربية في مجال العلوم الإنسانية وطبيعتها، تحدث الكاتب والمترجم الأندونيسي حبيب الرحمن الشيرازي عن أهمية الترجمة الأدبية، قائلاً إنها تمكّن الناس من فهم العالم.وأشار إلى أن حركة الترجمة تتوزع لتشمل القصص والمقالات والروايات والشعر والمحتوى الإعلامي، وتحدث عن الصعوبات التي تواجه ترجمة الأعمال الأدبية، إذ لا بد من الحفاظ على روح النص الأصلي وعدم إلغاء أسلوب الكاتب في الصياغة، والحفاظ على الصورة الفنية والوظائف الجمالية التي يتضمنها العمل الأدبي.ونوّه الشيرازي إلى أن اللحظات الأكثر صعوبة تواجه المترجم هي تلك التي لا يجد فيها ترجمة مباشرة لكلمة أو عبارة في لغته أو حين يكون مدلول لفظة ما في لغته مختلف عن مدلولها في اللغة المترجم منها. وقدم الأستاذ الدكتور أحمد عارف حجازي، أستاذ العلوم اللغوية بقسم علم اللغة والدراسات السامية والشرقية بجامعة المنيا، تجربته في الترجمة، إذ ترجم كتابين من الأندونيسية إلى العربية عندما كان معاراً للعمل في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية/ فرع أندونيسيا.ووجهت د.امتنان الصمادي التي أدارت الندوة عدداً من أسئلة الحضور عبر زووم إلى المشاركين في الندوة ونوهت إلى جهودهم في إنجاح هذه الفعالية التي تعد السادسة في سلسلة ندوات وفعاليات الموسم الثامن للجائزة.
مدار الساعة ـ