أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

سلسلة حوارات مع الله-حوار رقم-6 (لماذا اذلنا الله ونزع الملك والعلوم والحضارة منا نحن المسلمين؟!)


أ.د. بلال ابوالهدى خماش

سلسلة حوارات مع الله-حوار رقم-6 (لماذا اذلنا الله ونزع الملك والعلوم والحضارة منا نحن المسلمين؟!)

مدار الساعة ـ
إستمرارا للحوار مع الله رقم-5، شاء الله أن يرسل نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رسولا للإنس والجن في الإسلام، أُرسِله الله ليُعيد العالَمين إلى توحيد الله وعبادته شأنه شأن كل الأنبياء والمرسلين السابقين، وهو خاتمهم، وأُرسِل للنَّاس كافة (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (سبأ: 28)). بَلَغَ رسالة الإسلام وأرساها في الأرض ليصبح الإسلام ثاني أكبر ديانة في الأرض يدين بها أكثر من ربع سكان العالم. كما أنشأ أول عقيدة عالمية لا فرق فيها بين الأعراق، ووحد العرب وأرسى دولتهم واصبحت تمتد من الجزيرة العربية حتى حدود الصين في آسيا إلى غرب آسيا وشمال أفريقيا وصولاً إلى الأندلس. تم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة مرورًا بالدولة الأموية في دمشق التي امتدت من حدود الصين حتى جبال البرانس شمال الأندلس ثم الدولة العباسية. بما تضمنته هذه الدول الإسلامية من إمارات وسلطنات ودول مثل السلاجقة والبويهيين وفي المغرب الأدارسة والمرابطون ثم الموحدون وفي بلاد الشام الحمدانيون والزنكيون. أخيرًا في مصر الفاطميون وفي الشام ومصر الأيوبيون والمماليك إلى ملوك الطوائف في الأندلس، وخلال فترة الدول الإسلامية المتعاقبة وضع المسلمون والعرب أسس العلوم التالية: علم الاجتماع- ابن خلدون، الارصاد الجويه-القزويني
تحليل الشيفرات والتكرار والفلسفه العربيه-الكندي، الروبوتات-الجزري، البصريات-ابن الهيثم، الاحصاء والتفاضل والتكامل-ثابت ابن قرة، حفظ الصحه-ابن بطلان، الكحاله-الكحال، الصيدله والنبات-ابن البيطار، الجراحه-الزهراوي، الكيمياء-ابن حيان، الانحراف الوراثي-السعودي، الجبر-الخوارزمي، النحو العربي-ابوالاسود الدؤلي، العروض-الفراهيدي، البديع-، ابن المعتز بالله. وغيرها من علوم الطب والصيدلة والهندسة بمختلف انواعها والطيران ... إلخ.ثم بعد ذلك سيطرت الإمبراطورية العثمانية التي تعتبر آخر الإمبراطوريات التي كانت تحكم باسم الإسلام على امتداد رقعة جغرافية واسعة. وتم تفكيك الإمبراطورية العثمانية وانتهت دولتها عام 1922، عندما أُسقِط آخر السلاطين العثمانيين محمد السادس، بعد عزله ومغادرته العاصمة العثمانية إسطنبول على متن سفينة حربية بريطانية إلى الريفيرا في إيطاليا حتى توفاه الله في مدينة سان ريموا الإيطالية في 16/5/1926، وقد نشأت الدولة التركية العلمانية الحديثة على أنقاض الإمبراطورية العثمانية. بعد ذلك إجتمع على الإسلام والمسلمون اليهود والروم والعجم والملحدين والكفر ... إلخ وأقسموا على ان لا يسمحوا للإسلام والمسلمين ان تقوم لهم قائمة ثانية، وذلك بعد تحليلهم لكتاب الله القرآن الكريم. وتوصلوا فيما بينهم الي وضع خطط شيطانية طويلة المدى للوصول لهدفهم الموحد وهو نزع القرآن الكريم وسنة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام الصحيحة من صدور وقلوب المسلمين. وقد نجحوا في ذلك وضللنا نحن المسلمون عن الطريق القويم ونزع كتاب الله والسنة الصحيحة من قلوبنا وصورنا إلا ما رحم ربي، وأصبحنا أمة ضالة غشيمة يسهل الضحك عليها واللعب بعواطفها، ونصدق اي شيء وندفع الثمن غاليا فيما بعد. ونردد كل يوم الحديث: لايلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين، ونحن نلدغ من نفس الجحر 365 في السنة إذا لم يكن اكثر، ولا نتعلم من الماضي شيئا، ولا نستوعب ولا نفهم أن هنالك من يضحك علينا باسم المقدسات والحضارة وحقوق المرأة والطفل وحقوق الإنسان بشكل عام. وقد إستغلوا سذاجتها ونحن مصرين على البقاء في مكاننا حتى لو قادنا ذلك للانقراض. فلنتدبر هذه الآيات حتى نجيب على تسألنا لله وهو: لماذا أذلنا الله ونزع الملك منا نحن المسلمين (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ، هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌۭ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌۭ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (آل عمران: 26، العنكبوت: 41, طه: 124، التغابن: 2)).
مدار الساعة ـ