أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

سلسلة حوارات مع الله (2).. (لماذا خلق الله الجن)


أ.د. بلال ابوالهدى خماش

سلسلة حوارات مع الله (2).. (لماذا خلق الله الجن)

مدار الساعة ـ
استمرارا للحوار السابق رقم-01، بعد أن خلق الله الملائكة وعرشه والهواء والسحاب والسموات والأرض ومن فيهن والجنة والنار، خلق الجن من نار السموم وخلقهم بعقول لينفذوا ما يامرهم الله بعمله ولكن ليس كالملائكة، وخلق الجن بغرائز ليتكاثروا.
وبرايي الشخصي المتواضع أن الهدف الرئيسي والأساسي من خلق الجن هو إن يقوموا بأمر الله بتعمير الأرض وتهيئتها بطرق مختلفة أرادها الله (لا يقدر الإنس على القيام بها في بداية الخلق) لخليفة الله في أرضه وهو سيدنا آدم عليه السلام وزوجه وذريتهما فيما بعد، وليكونوا سببا في امتحان قوة إيمان بني آدم رغم وساوس القاسطون من الجن لهم فمن يفوز من بني آدم وينجح بالإمتحان وذلك بعدم إتباع وساوس القاسطون منهم يدخلهم الله الجنة ومن يتبع وساوس القاسطون من الجن من بني آدم يدخلهم الله النار. ولما تقدم فإن الله خلق الجن قبل خلقه لآدم وزوجه وذريتهما بحوالي 2000 عاما كما ذكر بعض الباحثين في هذا الأمر وأسكنهم الله الأرض قبل آدم وذريته. فانتشرت بينهم المعاصي والذنوب وقتلوا بعضهم بعضا وتمادوا في ظلم أنفسهم وغيرهم، فأرسل الله ملائكته لتاديبهم في الأرض، فقتل الملائكة الكثير الكثير من العاصين منهم وأسروا منهم من كان مسالما وأدخل الله العاصين والمذنبين منهم النار رغم انهم خلقوا من نار ولكن هناك نارا اقوى من نار، فالنار الأقوى تعذب الأضعف. فنستطيع القول بأن الله خلق الجنة والنار قبل خلق الجن وأنه كان هناك موت وحياة بين الجن في الحياة الدنيا وان الجن هم أول من دخلوا النار. وإدخل الله المخلصون من الجن كإبليس (الذي أسرته الملائكة وكان صغيرا ويتيم الأبوين ورفعوه معهم للسماء) الجنة، كما نستطيع أن نقول أيضا ان هذه الفئة من الجن هم أول من دخلوا الجنة.
وكما نستطيع ان نخلص إلى القول بان إبليس ليس ملاكا وإنما هو جنيا أسرته الملآئكة ورفعته معهم للسماء وأدخله الله الجنة وتربى بين الملائكة ورغم ذلك بقي جنيا (الجني جني ولو بين الملائكة ربى). والدليل على ما اسلفنا من إستنتاجاتنا الآيات من سورة البقرة التي تلخص سيناريو رب الكون في خلقه للكون وما فيه من مخلوقات وأشياء (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ، وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ، قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ، وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ، وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ، فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ، فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 30-38)). فنستخلص من هذه الآيات أيضا ان الملائكة كان يجلسون ويتحدثون مع الله، وأن الملائكة تعلم ان الجن فسدوا وسفكوا دماءهم فيما بينهم في الأرض. وأن اول معلم في الكون هو الله واول تلميذ هو آدم عليه السلام. وأن علم الملائكة محدود كغيرهم من مختلف مخلوقات الله وأثبت الله ذلك للملائكة بالمناظرة التي أقامها بينهم وبين آدم عليه السلام. وأن إبليس عاد لأصله وازل آدم وزوجه بأكلهما من الشجرة التي نهاهما الله على الإقتراب منها وأخرجهما من الجنة. وبعد ذلك إستغفر آدم ربه فتاب عليه لأنه هو المتعلم وليس زوجه، ثم انزلهم الله جميعا للأرض لحين ينهى الله الحياة الدنيا والتي هي دار إمتحان لبني آدم أجمعين.
مدار الساعة ـ