مدار الساعة - برعاية معالي السيد سامي قموه اقامت اللجنة الادارية لجمعية التقدم التعاونية آل قموه حفل اشهار مجموعة من الكتب التي اصدرها الراحل المحامي والكاتب جميل قموه في مقر الجمعية في دابوق.
حيث استضافت الجمعية الكاتب والمفكر والاكاديمي فيصل غرايبة والصحفي والشاعر ابراهيم السواعير والصحفية والكاتبة رلى السماعين والخبير في شؤون الاستثمار عيسى قموه.
السماعين قالت في كلمة لها
شرّفني السيد شادي جميل قموه بأن طلب مني أن اعطي اضاءة على كتاب "حكايات برسم العولمة" للاديب الاستاذ جميل قموه رحمه اللهعندما استلمت الكتاب، كنت متشوقة لمعرفة فحواه فقد شدّني عنوانه وكنت متاكدة بأن شخصية مثل السيد جميل قموه والمناصب السياسة والاجتماعية التي حصل عليها لا بد وأن يعكس كتابه خبرته الحياتية وحالته الفكرية. فابتدأت اتصفحه بعشوائية لاشباع فضولي قبل التعمق بصفحاته من بداياتها،،، مدركة بأن الكاتب يخلق أعماله وفقاً للقيم والمعايير العملية في حياته، لأنه يكتب ما يشعر به ويخط بقلمه وما يحتمه عليه عقله ومبتغاه … وهكذا تكون الكتابة لها وقع مؤثر في نفوس قرّائه.وانا اقلب بالكتاب وقعت عيناي على رسالة فيه بعنوان : "من والد إلى ولده … علمتني الحياة". صفحة ٨١. بداءت بالقراءة وأنا لا ازال مسمرّة واقفة في مكاني. في مخيلتي مشهد لرجل مثقل القلب، رايته مطاطىء الراس ، على طاولة من خشب، حوله بعثرة من اوراق ، وكأن الفصل شتاءً والوقت ليلاً ، وبجانب صفحاته side lamp, كان وحده في زاويته الصغيرة… وهو يكتب بسرعة من دون تردد أو تمحص، محاولاً اللحاق بما يدور في عقله….في هذه الرسالة تكلم الاستاذ جميل عن قناعات "التي لم أستطع التخلي عنها" كما قال، هي التي كتبها ودونها كمرجع لاولاده بالدرجة الاولى ، ومن ثم لكل من يهتم بقرأة احرفه. رأيت فيها حكمة داود الملك كما جاء في سفر المزامير وابنه سليمان الحكيم كما جاء في سفر الامثال. بعض من هذه القناعات التي جاءت على شكل نصائح قال واقتبس: العمر مثل نفخة في الهواء وكما نقراها بالعامية العمر "غفلة""وقال أيضا: اقتد بالاشخاص الذين يشعون بهجة وفرجاً والسبب برايه "رافق السعيد تسعدوعن الصداقات قال قموه بأنها أنواع "صديق كالغذاء تحتاج اليه دائماً … وآخر كالدواء تحتاج اليه احيانا ، وهناك الصديق الذي يأتي كالداء لا تحتاج اليه أبداًوقال أيضاً لا تقعد عن السؤال والاستفسار،وتكلم عن الثقة بالنفس وكيف تأتي من معرفة الانسان لقيمته الحقيقية بذاتهوتكلم عن الذين يتظاهرون بالنجاح، فقد شبههم بالثقب الاسودهذه القناعات وأكثر من قصة واحدة فقط …حكايات برسم العولمة كتاب صغير يقع في ١٠٠ صفحة ، فيه ٤٨ قصة قصيرة لا تتجاوز غالبية القصص الصفحة الواحدة ، في كل منهما هناك عبرة سهلة الفهم ، كتبت بسلاسة، وبافكار عميقة بعيدة عن السطحية أو الملل. كلها مسلّية وعملية وذلك من أجل إعطاء القارىء مساحة واسعة من الادراك والتفكير وإعادة تقييم حياته.من هذه القصص هناك ما ترسم ابتسامة على الوجه لخفتها، وهناك المخزن والذي يتركك محتاراً.فاذا راقبتني خلال قرأتي للكتاب ترى على وجهي الابتسامة تارة ، وتارة اخرى تسمع صوت ضحكة ، وممكن أن ترى معالم حزن ترتسم خلال ابحاري في هذا الكتاب الذي تمكن كاتبه من خلق أجواء معبرة عن أحاسيس النفس الفياضة بكل المشاعر ليأخذ القارىء بسرعة بين مشاعر مختلفة، وكلها انسانية راقية لا مجال أو مساحة لشعور الكراهية بين اسطرها..هذه اللمسات الراقية نابعة من ثمار تجارب الاديب جميل قموه وكما قال في مقدمة الكتاب هذه هي"حكايات من حياتنا اليومية وتراثنا وتراث الاخرين" ومن الاحداث المتغيرة والمتعددة التي عاشها الكتاب، وما دار حوله من مؤثرات حياتية كلها كتبها كي يتعلم القارىء منها ويعمل على تغيير اسلوب حياته للافضل وكي يعتبر، وبنفس الوقت ترك لنا جرعة أمل بأن الدنيا فيها خير بناسها.تذكرت ما قاله أيضاً الاستاذ المحامي موسى نفاع رحمه الله - والد زوجي سعد، في مقدمة كتابه الشعري " خفقات قلب" بقوله واقتبس::كل انسان لا بد وأن يتأثر بما يراه أو يعايشه ، ومن ذلك الجمال والطبيعة والوطن والحب، سواء امرأة جذابة، أو طبيعة خلابة ، أو حادثة غلابة، فينعكس ذلك على نفسيته وشعوره فيلجأ إلى الشعر أو الكتابة ليعبر عما يجول بخاطره من عواطف وانفعالات … وهذا شأن البشر جميعاً. " انتهى الاقتباس.وهكذا، حكايات برسم العولمة كتاب غني بالنصائح والعبر معظمها جاءت مما تعلمه الاستاذ جميل قموه من تجارب حياتية قاسية مر بها او شهدها شكلت لديه قناعات ثابتة وواضحة في زمن العولمة زمن اختلطت به الثوابت وتمعيت وتغيرت ،،، فقد تكلم عن حب الوطن والانتماء له في قصة أبي حرامي وطريق الحج،والتنبه من الغرور وعواقبه في قصة ديك القرية وقصة انتخابات،وتكلم عن النفاق وعواقبه ، وعن قساة القلوب وعن وضعف العلاقات الانسانية في زمن العولمة الذي نعيشه ، وعن اشخاص المصالح الذين يكثرون في زمن يضعف فيه الاخلاق وتطغى فيه حب الذات..قال الاستاذ جميل قموه واصفاً حالنا اليوم " كثيرون الذين يرون الخلل في كل شيء لكن المصلحين نادرون." اضيف بأني اتفق معك يا صديقي الذي لا اعرفه لان ما اعوج صعب اصلاحه،،، ليس بالمستحيل لكن من دون ارادة كل أمرٍ يصبح استحالة أعجبني الكثير في كتابه ، وفي "الطيبون والاشرار " انقل لكم رأي الاستاذ جميل عن المرأة لما فيه الكثير من الاحترام مدركاَ الادوار الرئيسية المتعددة التي تقوم بها الام بالذات، ويتسأل: " يقبل الرجال أن يكون للنساء هذا الدور الوظيفي كله، لكنهم لا يقبلون أن تتحدث وسط الرجال مع أن قسما كبيرا من الرجا لغير اسوياء وتكاد عقول بعض النساء تزن عقول عشرات من الرجال، كان للنساء عبر التاريخ مكانة السلاطين وقد حكمن العديد من البلدان كشجرة الدر ورنوبيا وديهيا الملكو الامازونية" .واحترمت وصفه للعشيرة التي هي كيان سياسي واجتماعي وقانوني قائم بذاته، وهي لاسند والعزوة عند انعدام دولة القانون، تحمي افرادها الذين يعتزون بانتمائهم اليها.... كما وصفها الاستاذ جميل.اعجبتني ما قرأت ليس فقط في حكايات برسم العولمة بل أيضاً في كتابه "ليت للزمن لساناً" و"الطيبون والاشرار" ورأيت بأننا نتشابه بنظرتنا للحياة في غالبية الامور ،،، ومن ثم تمنيت لو أنني تعرفت على الاستاذ جميل السنة الماضية أو تلك التي قبلها، أو لو تقابلنا في حفل اشهار كتابي "حصن السلام" باللغة العربية لاني علمت من شادي بأنه كان حاضراً بالحفل ومهتماً بالكتاب. كنت اتمنى لو أننا التقينا وجلسنا واحتسينا كأس شاي بنعناع، وتحاورنا بمواضيع جمعتنا،،، وعلى رأسها هَمّ الانسانية وحب الوطن،،،، وتبادلنا الكتب.رحم الله الاستاذ والكاتب جميل قموه … واحترامي الكبير لابناءه الذين اهتموا بنشر كتب والدهم وإغناء المكتبة الاردنية بخبرة وحكمة الاستاذ المرحوم جميل قموه.