اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

اولها شهامة.. واوسطها ندامة.. وآخرها غرامة..


محمود الدباس

اولها شهامة.. واوسطها ندامة.. وآخرها غرامة..

مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/28 الساعة 12:21
ما دفعني لكتابة هذا المقال.. هو حديث الكثيرين معي حول مقالي السابق بعنوان "عندما تتحول الفزعة الى حق مكتسب"..
وكان هناك جانب لم اتطرق اليه بشكل صريح.. وللاسف اصبح مُشاهد وموجود بشكل كبير في مجتمعنا..
فوعدت بالكتابة عنه.. وافراد مقال له لاهميته..
لقد تربينا على انه في القانون والحق العشائري.. وفي حال وجود حقوق لاشخاص عند اخرين.. يكون في الوسط رجال ذوي مكانة وسمعة عالية.. يسعون للخير ويتوسطون الموقف حتى ينتهي بسلام..
ومنهم من يطلق عليه "كفيل الوفا".. اي هو ذاك الوجيه الذي يدق على صدره بان يتم دفع حقوق الاخرين من قبل المذنب او الآخذ للحقوق..
وفي حال عدم الإيفاء.. يكون "كفيل الوفا" هو الشخص الذي يوفي بتلك الحقوق..
ولكن جرت العادة.. ان المذنب او من لزمه دفع الحق.. يسعى بكل جهده ليفي بتلك الحقوق.. خوفا على ما يسمى تقطيع وجه الكفيل.. اي حتى لا يتسبب بالاحراج للكفيل وتصغير مكانته.. ولا يضطر الكفيل لدفع الحقوق من جيبه الخاص..
في وقتنا الحاظر.. يأتي شخص لصديق او قريب او زميل.. ولا يبقي نوعا من انواع الاستعطاف او المسكنة او التودد.. الا ويظهره في كلامه وسكناته وايماءآته.. فيقنعه بان يذهب معه الى البنك او شركة التمويل ليكفله..
فما يكون من هذا "الضحية" الا ان تدب في عروقه النخوة والشهامة المتأصلة.. فينطلق كالريح المرسلة مساعدا وموقعا على اوراق الكفالة.. وهنا يشعر هذا النشمي بنشوة الفزعة والشهامة والمساعدة.. فتبدأ مرحلة الشهامة..
وما هي الا شهر او اثنين.. فيتخلف ذلك الشخص عن سداد الأقساط.. ويبدأ البنك بالاتصال مع الشهم النخوجي الفزِّيع.. وبدوره يتصل بالمدين.. وعندما يجد الصد والتسويف.. هنا تبدأ مرحلة الندامة على ما قدمه من خير.. ويحدث نفسه ان لو عاد به الزمان لما كفله..
وبعد ان تنتهي فترة السماح من قبل البنك.. ولا يدفع ذاك الشخص الأقساط المترتبة عليه.. يقوم البنك باقتطاع قيمة القسط من هذا النشمي الشهم.. وهنا تبدأ المرحلة الثالثة.. الا وهي مرحلة الغرامة..
في الختام اقول بانني لن اتقمص دور الداعية لعدم تقديم المساعدة للناس.. ولن اقول بان كل انسان يطلب كفالتك.. هو انسان سيء ولن يوفي..
ولكن ادعو الجميع الى معرفة وضع المكفول.. وان نحكم العقل قبل العاطفة..
بالاضافة الى وضع التساؤل التالي.. والاجابة عليه بكل موضوعية وصدق مع النفس..
ماذا لو تعثر ذاك الشخص ماليا -حتى وان كان شخصا نقيا محترما- فهل سأستطيع سداد اقساطه؟!..
واقول لكل من يطلب كفالة احد.. اتقوا الله فيمن وثق فيكم وفزع فزعة لله ليساعدكم.. واعلموا ان كل نكسة ستصيب من كفلكم جراء تأخيركم.. فانتم محاسبون عليها امام الله.. ولن تكون حياتكم سهلة ولا صافية ولا مريحة..
فهذا نوع من انواع اكل حقوق العباد بالباطل..
ابو الليث..
مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/28 الساعة 12:21