اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الأردن ينشئ بنكاً للعقول!


فايز الفايز

الأردن ينشئ بنكاً للعقول!

مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/07/28 الساعة 01:33
لتحقيق تقدم في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بات قرار إغلاق كافة الطرق المؤدية للفشل نتيجة حتمية، وذلك للحيلولة دون وصول الانتهازيين والمتسلقين الذين يتزاحمون على بوابة المستقبل، ومن هنا بات حرياً على قمة هرم الإدارة الأردنية أن يقرر انشاء «بنك للعقول» في الأردن،أهلكت الزرع والضرّع وكانت الأصنام المتحركة جزءاً فاعلا في إفشال وعي الشباب والتآمر عليهم لإبعادهم عن مفترقات الطرق الرئيسة، كي تبقى تلك الأصنام على منصة الفوائد والعوائد والابتزاز السياسي الرخيص.
الفكرة ليست نكتة الموسم، بل هي فرض واجب على إدارة الدولة لتخصيص مشروع دولة حقيقي يعيد بناء جيل من العباقرة متحمس للبقاء لا للفناء كما يريده البعض، ومن هذا الباب ندخل على تشكيل خلية متخصصة في البحث عن العباقرة وأصحاب العقول المتميزة، وإنشاء مركز للعلماء والمفكرين، يتنافسون فيه بمختلف المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والمالية ولذوي الأفكار المبدعة في مختلف التخصصات عالية الكفاءة، وإعادة الكفاءات التي أطيح بها داخليا وجلب من غادر الوطن.
هنا سأستأنس بتقرير مؤشر هجرة الأدمغة الصّادر عن البنك الدّولي سنة 2008، فإن ثماني دول عربية تتصدّر طليعة البلدان الطاردة للعقول المُبدعة، وهي مصر وسوريا ولبنان والعراق والأردن وتونس والمغرب والجزائر، فيما يُسهم الوطن العربي بنحو 31% من مجموع الكفاءات والعقول التي تهاجر من البلدان النامية نحو الأقطار الغربية، وأن ما يقارب 50% من الأطباء و23% من المهندسين و15% من العلماء العرب يفضّلون الهجرة على البقاء في بلدانهم العربية الأصلية، فيما تستقطب الولايات المتّحدة الأميركية والمملكة المتّحدة وكندا نسبة 75% من الع?ول العربية الإبداعية المهاجرة، كما تُشير الدراسات إلى أن 54% من الطلاّب العرب الذين يهاجرون لمواصلة دراساتهم الجامعيّة في الغرب يرفضون العودة إلى بلدانهم الأصليّة،هل تتخيلون الكارثة،وماذا عن السنوات الأربعة عشرة بعد ذلك التقرير وكم من المبدعين زاد عددهم بعد فوضى الربيع العربي؟!
الأردنيون والفلسطينيون واللبنانيون وبعض من المصريين هم من بنوا في دول عربية شقيقة الإدارة العامة وشكلوا قواتها المسلحة، ولا ننسى الدور البريطاني، ونخص هنا الكفاءات الأردنية التي شكلت نقلة نوعية لتأسيس العديد من الإدارات هناك في علم الإدارة الحكومية والتعليم والصحة والإعلام والشرطة والجيش والعمران والبنوك وغيرها ممن لا يزال الأشقاء كبار السن يستذكرونهم، ومنهم من لم يعد الى بلده ومنهم من عاد واستسلم لأمر التقاعد ومنهم من هاجر الى أميركا وبقية من دول العالم.
تخيلوا لو أننا استيقظنا فعلا على قرار حكيم من مسؤول عليّم يصدر بتشكيل لجنة من المخلصين والأكفياء للبحث عن العلماء في كافة المجالات شباباً وفتيات وشيباً ممن خبروا علوم التاريخ والسياسية والاقتصاد والإدارة والانضباطية العسكرية، والبحث عن علماء هاجروا بلدهم نحو فرصة لهم كي يبدعوا في دول العالم الأول، وغيرهم من الأردنيين الذين يحتكمون على مليارات الدولارات ويحلمون بالعودة الى الوطن للاستثمار فيه بعيدا عن غابة القوانين والأحكام السوداء، أو مطاردة المعاملات والتراخيص بين مكاتب البطالة المقنعة في الوزارات ودوائر ?لحكومة والبلدية الكبرى.
علينا أن نفهم جيدا أن النبع الواحد لا يكفي لإرواء شعب واحد، وكما نبحث عن مصادر للمياه والمشتقات النفطية والغاز، فعليكم أن تبحثوا عن عباقرة المهارات والمتفوقين جينياً والذين يتجاوزن نقطة المئة في التفكير، فالزمن تغير، الزمن تغير يا قوم، والاسترخاء على رطوبة السقف الواطي لا يعني اننا في مأمن من غدر الزمان، فإن لم نقتحم العالم الجديد سيقتحمنا جيل من حديد لا يعرف تاريخ بلد، ولنا في اجتماع الملك أمس مع رؤساء الجامعات أوضح مثال في نقاش التعليم العالي، فهيا الى بنك العقول.
Royal430@hotmail.com
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/07/28 الساعة 01:33