اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

انتهى القلق


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

انتهى القلق

مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/07/27 الساعة 04:41
... انهت (زينة) ابنتي التوجيهي, هذا يعني أن القلق انتهى في منزلنا.. وهذا يعني أننا لم نعد نعير منبه الساعة أي اهتمام، هذا يعني أيضا أنني لن احتار في ايجاد موقف أمام المدرسة, حين اوصلها لتقديم ورقة اللغة العربية..
للعلم كنت أقوم بايصالها كل يوم للمدرسة وانتظرها حتى تنهي الامتحان، وقد تعرفت على (أم تهاني)..و(أم فريال) و (أم سمر), كنا نتبادل الادعية, وأنا بصراحة جلست مع الأمهات الوقورات على الرصيف, وقرأنا ادعية التوفيق لأولادنا.. وكنت استمع للهواتف التي تأتي على غفلة, كنت اسمع (ام محمد) تقول لابنتها الكبرى: طلعي الباميا من الثلاجة.. لقد قامت بعض الأمهات بتأجيل الأعمال المنزلية لحين انتهاء الامتحان.
أود في هذا المقال أن اشكر (أم سحر) التي كانت تحضر لنا المعجنات, وتقوم بتوزيعها علينا.. كما أود أن اشكر (أم محمد) التي كانت تقوم بتهدئتنا, وتؤكد أن الأخبار التي تصلها من قاعة الامتحان مطمئنة وأن الأسئلة سهلة, كما أود أن اتوجه بالشكر الجزيل (لأم عفاف).. والتي كانت تحضر معها (شرشف) لأجل فرده على السور القريب كي نجلس عليه..
أمهات بكامل الوقار, وللعلم لقد تبادلنا بعض الخبرات في مجال (التفريز), وكنا نقتل وقت الانتظار بالحديث عن اسعار السمك, وقدمت لي احداهن نصيحة مهمة في هذا المجال, حيث اكدت لي أن اسماك البلد اقل سعرا من اسماك عمان الغربية, ونصحتني بطبخ نوع جديد يأتي في الصيف وهو سمك السردين..
السؤال الذي كان يؤلمني هو: لماذا كل هذا الرعب والقلق من التوجيهي, ولماذا يدفع أولادنا ثمن هذه المرحلة من راحتهم, ومن نموهم.. والأهم أنها تكون على حساب صحتهم.. التوجيهي ليس هو المقياس للعبقرية والذكاء وقوة الشخصية, فمن الممكن أن يحصل طالب ضعيف الشخصية على 90% بالمقابل يحصل أحد الطلاب الذين يمتلكون قوة الشخصية على 70%...
كل الحروب التي انتصر فيها جيشنا على اسرائيل خاضها الجنود الذين لم يصل بعضهم التوجيهي, وكل المنازلات الحاسمة التي كان فيها الأردن على مفترق طرق.. حسمها بعض الأبطال الذين تركوا المدارس مبكرا، في حين أن بعض اصحاب الشهادات كانوا... يبحثون في المطارات عن بلدان لا يكون فيها الجو باردا حفاظا على بشرتهم..
لو كان التوجيهي يفرز حجم المروءة والشهامة والانتماء في هذا الجيل, لاعدت تقديمه في هذا العمر لكنه لم يكن مقياسا لأنوثة البنت ولقوة شخصيتها, ولم يكن يوما مقياسا لانتماء الشباب وحبهم للبلد وحرصهم على ترابه...
المهم أني عشت (3) أسابيع من الرعب, والاهم من كل هذا أن (أم سامر): أعطتني معلومات مهمة في مجال (تفريز) الباميا.
Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/07/27 الساعة 04:41