اتصل بي قبل بضعة اشهر الصديق العزيز محمود الدباس يخبرني بانه قد أسس ملتقى الكتروني يضم مجموعة من النخب والقامات الوطنية التي تضم اكاديميين ومثقفين وسياسيين وخبراء في مختلف المجالات، وأن البعض منهم ما يزال على رأس عمله في مؤسسات الدولة المختلفة، ومنهم من يتبوأ مراكزا ذات اهمية على المستوى الوطني، وأكد لي بأن هذا الملتقى ليس كغيره من مجموعات التواصل الاجتماعي، وأن له قوانين وأنظمة صارمة يلتزم بها الجميع دون استثناء، وقد دعاني مشكورا للانضمام لهذا الملتقى الطيب، فلبيت دعوته التي لا ترد، وقررت خوض هذه التجربة، ولكنني في قرارة نفسي قبلت بهذه الدعوة كنوع من المجاملة لصديقي أبو الليث وأنا أقول بأن هذا الملتقى لن يطول عمره لأكثر من شهر أو شهرين، وسيتحول بين ليلة وضحاها إلى مجموعة كباقي مجموعات التواصل الاجتماعي، وسأضطر حينها إلى استقبال رسائل صباحات الخير وجمعة مباركة واحد مبارك وهلا بالخميس مع باقات الورود والنكت ومقاطع الفيديوهات المفبركة وغيرها مما تعج به المجموعات التقليدية، وتخيلت نفسي للحظة أبعث رسالة إعتذار كعادتي في كثير من المجموعات عن الاستمرار في المجموعة.
بدأت المشوار في خوض غمار ملتقى النخبة وأخذت بالتعرف على اسماء ومراتب وألقاب أعضائه الكرام من أصحاب الخبرة والرأي السديد، وكنت وما زلت أتابع كل ما يكتب على صفحات الملتقى من أفكار وأراء ودراسات حول الكثير من الموضوعات المتعلقة بالشأن العام ، وقد كنت أمارس دور المستمع والقارىء اليقظ الذي يترصد الأخطاء والزلات؛ لاستخدامها لاحقا كمخرج لي إذا ما نويت الخروج من الملتقى، إلا إنني فوجئت لا بل أصابتني الصدمة مما أقرأ وأشاهد من صرامة في تطبيق قواعد الملتقى وعدم السماح بأي تجاوز لأي عضو فيه مهما كانت درجته الأكاديمية أو الوظيفية، فأجد بين السطور رسالة تحذير من مدير الملتقى لأحد الوزراء وأخرى لأحد النواب، ورسالة تشير بأن مدير المجموعة قد أزال فلان من المجموعة لخرقه قواعد الملتقى بنشر مقطع فيديو أو رسالة قصيرة لمجرد أنه قد قال فيها "كل عام وانتم بخير"، وبالمناسبة فإن قواعد الملتقى التي أسس لها ويشرف عليها صديقي أبو الليث وأتفق عليها الأعضاء تمنع كافة أنواع المجاملات والتهاني والتبريكات والتعازي وغيرها من رسائل المناسبات.وبعد مرور أقل من شهر على انضمامي للملتقى وإذ بصديقي يدعوني للقاء عام برفقة بعض أعضاء الملتقى الكرام ليجمعنا بمعالي أمين عمان للوقوف على مشاريع وإنجازات الأمانة، ومن ثم لقاء آخر مع عطوفة مدير عام الضمان الاجتماعي، وايضا لقاء مع معالي رئيس الديوان الملكي وكان قد سبق ذلك لقاء مع معالي وزير الداخلية، ومع الأيام تعددت وتنوعت اللقاءات المثمرة ، فأيقنت بذلك أن هذا الملتقى لا يهدف للحوار وتبادل الأراء وتناول المواضيع العامة فحسب وإنما يهدف لمحاولة جادة لوضع عصارة خبرات أعضائه في خدمة قضايا الوطن المختلفة، فالملتقى غني بخبراته المتنوعة في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والأكاديمية والطبية والتكنولوجية والأدبية وغيرها، وأن هذه الخبرات تشكل قوة لا يستهان بها فيما لو أحسن إستثمارها وتوجيه مخرجاتها، فالتقاء ما يزيد على مئة شخصية وطنية من السيدات والسادة الأفاضل في هذا الملتقى لهو مدعاة للفخر ومصدر رئيس للعلم والمعرفة وبعث روح الأمل نحو مستقبل أفضل لنا وللاجيال القادمة من بعدنا.تحية اعتزاز وفخر لجميع الاخوات والاخوة الافاضل اعضاء ملتقى النخبة ، فقد اكتسبت برفقتكم الكثير من المعرفة والعلم، والأهم من ذلك أنني تشرفت بمعرفة هذه القامات الوطنية المتميزة ، فشكرا أخي وصديقي محمود الدباس على حسن اختيارك وادارتك المتميزة لهذا الملتقى الرائع.وختاما اقول يا ليت جميع المجموعات الاخرى تحذو حذو هذا الملتقى للاستفادة من الوقت الذي يمضيه اي شخص على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي.
ملتقى النخبة-elite.. مِثال يُحتَذى..
مدار الساعة ـ