اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

يكفي شلختوا المصلحة العامة


دعاء الزيود

يكفي شلختوا المصلحة العامة

مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/18 الساعة 11:08
تضيع الدول حينما تطغى المصالح الشخصية على المصلحة العامة.
هذا معيار ثابت، معني بانحراف الأهداف وتحولها لأهداف مفصلة على قياس أشخاص، تحقيقها لا يؤثر إلا بالسلب على البلد، لأنه في المقابل لا تتحقق على العموم، وعليه تكون أهدافاً فئوية شخصية حزبية ضيقة .
فلقد اتضح في الأيام القليلة الماضية أن المصلحة باتت هي الأساس في العلاقات بين البشر أنفسهم. فهناك من يصادقك لمصلحة ما ، وهناك من يحميك أو يدعي ذلك من أجل غاية ما ،وحتى يصل الأمر الى العبودية الذي هو في أساسه مصلحة مشتركة بين المسؤول والشخص ذو المصلحة ، فعندما يجتمع شخص على مصلحة معروفة بحجة "الوطنية" الزائفة ، وتصبح العلاقة بينه وبين المسؤول من أفضل ما يكون ، وعندما يحصل أي خلاف بسيط تنقلب الدنيا رأساً على عقب ، ولما لا فلقد إنتهت المصلحة وتم إنتهاء المصلحة .فعلاقات المصلحة لها عدة اساليب تستخدم للوصول الى الغاية المرجوة كالتودد الى الشخص المستهدف، وهذا الوداد قد يكون شخصياً او عاما . مثلاً عندما (يصادق) شخص ما شخصاً اخر، فيصبح كأخاه او اكثر , و عندما ينتهي الأول من صاحبه ويحقق مبتغاه , يُنهي تلك العلاقة ويترك ذلك (الصديق) ويمسي كأنه لا يعرفه ولم يسمع به أصلاً. أيضاً هناك اساليب متطرفة في تحقيق المصالح ، وقد تصل الى بيع الكرامة الشخصية والجماعية .
مثلما تمت المزايدة على الوطن بالوطنية من قبل كثيرين أفعالهم لا علاقة لها بالوطنية، تتم المزايدة بشعار المصلحة العامة وكأن من ينتقد الفعل الخاطئ هو ضد هذه المصلحة، وكأن من يشير لمواقع الخلل هو ضد المصلحة العامة، وكأن من يريد تصحيح المعوج هو ضد المصلحة العامة .
المصلحة العامة أصبحت كما "العلك" الذي يمضغ في البداية ويرمى في النهاية. إن أرادوا تقوية مواقفهم والدفاع عن استراتيجاتهم وطرائق عملهم قالوا مصلحة عامة، وإن أرادوا الدفاع عن أنفسهم أمام أي انتقاد اعتبروا النقد تطاولاً على المصلحة العامة وسعياً لضربها.
إنها مشكلة إجتماعية خطيرة تنخر في علاقات البشر بعضهم ببعض ، لذا يجب أن نتطرق لها لأن الكثير يراها ويعاني منها و لا يدركون انهااصبحت من أساسيات حياتهم فنحن لسنا ضد المصلحة ولكن ضد الطرق المشبوهة للوصول إليها، جميل ان تبحث عن مصلحتك ولكن لايكون تحقيقها على حساب مصلحة الآخرين وتهميشهم . و بما أن المصالح الشخصية و المصالح العامة باتت من ضمن القيم والمباديء الإنسانية بشكل أو بآخر لدى الأغلبية، بالتالي ماهي هذه العلاقات السلبية والتي تنخر في القيم والمباديء وماتأثيرها على الفرد والمجتمع ؟ ومن هذا المنطلق نستضيف بعض المختصين لإلقاء الضوء على هذه المشكلة الإجتماعية .
مدار الساعة ـ نشر في 2022/07/18 الساعة 11:08