أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة تبليغات قضائية مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الوباء لم ينته..وعلينا تغيير سلوكنا


د. كاترينا ابو فارس

الوباء لم ينته..وعلينا تغيير سلوكنا

مدار الساعة ـ
مع ازدياد حالات الكورونا المسجلة خلال الاسابيع الاخيرة وتصريحات خبراء الأوبئة بدخول الاردن في الموجةالخامسة من الوباء ، والتي جاءت بعد سلسلة القرارات الموجهة للتخفيف من إجراءات التشدد في مواجهة الجائحة والتي استمرت لنا يقارب العامين .. نقول ان ما يجري في بلادنا الساعة يتطلب وقفة خاصة رسميا وشعبيا يتم فيها تقييم الواقع الوبائي المستجد واتخاذ ما يلزم من اجراءات .
ان تجربة السنتين الماضيتين في مواجهة جائحة كورونا كانت ناجحة بغض النظر عن ما اعتراها من سلبيات وملاحظات يمكن ارجاعها الى طبيعة الوباء وشح المعلومات والخبرات العلمية والعملية المتعلقة به ، حيث عملت كافة الجهات الرسمية وغيرها ذات العلاقة بمنهجية استطاعت من خلالها السيطرة على الوباء ، وان بكلف ليست قليلة صحيا واقتصاديا واجتماعيا، وهي تداعيات لم يستطع بلدنا الافلات من تأثيراتها السلبية ، كما هو حال الغالبية الساحقة من دول العالم ، بما فيها المتقدمة منها .والسؤال الذي يدور في اذهان الناس الان يتمحور حول :ماذا يمكن عمله تجاه هذا الانتشار الجديد للوباء بعد ما تنفسنا الصعداء عند انحساره وعودة حياتنا تدريجيا الى طبيعتها ، وما تبعها من استرخاء تام وعام؟!.وتخل عن كافة اجراءات الوقاية ، وتحديدا التباعد الاجتماعي ، واستخدام الكمامات في الاماكن العامة وكذا إجراءات السلامة العامة الاخرى .لقد دخلت الموجة الوبائية الجديدة ونحن في وضع تخلينا فيه تماما عن كل ما التزمنا به خلال سنتين كاملتين ، وعدنا الى حالنا قبل الجائحة ، وكأن شيئا لم يكن ، بل ونسينا المعاناة من الوباء ومضاعفاته الخطيرة وفقدان اكثر من ثلاثة عشر الف شخص من الأقارب والاحباء والاصدقاء ، ناهيك عن التداعيات الاقتصادية والاجتماعية التي هزت كيانات الاف الاسر والافراد في مجتمعنا الذي لا يزال في مرحلة التعافي جراء موجات الوباء المتتالية .مما تقدم يمكن القول بان الوباء لم ينته بعد كما قد يتصور الكثيرون ، وموجة الانتشار الجديدة دليل على انه لا يزال يشكل خطرا على مجتمعنا ونظامنا الصحي ، ولدينا خبرة لا تزال حية في ذاكرتنا في اساليب مواجهته ، وعلينا واجب العودة الى الالتزام بالاجراءات التي نعرفها ولو بحدها الادنى ، من مثل التو قف عن عادات التقبيل ، والاكتظاظ غير المبرر ، وارتداء الكمامة في الاماكن المغلقة ، والالتزام بممارسات الوقاية الصحية الأخرى، بما فيها متابعة برنامج التطعيم ، خاصة للفئات التي تعاني من ضعف المناعة والأمراض المزمنة. وهذا يتطلب ايضا استئناف حملات التوعية بكافة اشكالها لإيصال الر سالة اللازمة الهادفة الى تغيير السلوك المجتمعي تجاه الوباء ، والتحول من حالة التراخي واللامبالاة الى الحيطة والحذر، والإلتزام بما يلزم في مواجهة الخطر الذي يبدو انه لا يزال قائما محليا وعالميا.* رئيسة الجمعية الاردنية للتثقيف الصحي
مدار الساعة ـ