حفلت وسائل إعلام العدو الصهيوني المقروء منها وخصوصاً المرئي, بكثير من التحليلات والقراءات التي أبدى فيها المشاركون من جنرالات وصحافيين ودبلوماسيين وخصوصاً أمنيّين, ارتياحاً كبيراً لنتائج الزيارة «التاريخية» الأولى للرئيس الأميركي, إذ كانت «حكومات» نتنياهو المتعاقبة, على خلاف مع «إدارته"/في عهد أوباما وكان نائبا له. وقد تخلّى بايدن عن تحفظّه عدم مصافحة أحد عند التقاط الصورة التذكارية, وسارع الى مدّ يده مصافحاً نتنياهو (الواقف في الصف الثاني كرئيس للمعارَضة) قائلا له: تعلَم انني أُحبك.
وإذ شاع أن إدارة بايدن حرصت على عدم عودة نتنياهو الى الحكم, الأمر الذي تبدى في عطف الثنائي بايدن/ بلينكن ورعايتهما حكومة نفتالي بينيت, ومنها الدعم السياسي والدبلوماسي, بل وتبرير برنامجها الإستيطاني للحؤول دون تفكّك الإئتلاف/الهجين والهش الذي استمر لعام كامل, وانتهى الى السقوط, وحلّ الكنيست نفسه وتحديد أول شهر تشرين الثاني موعداً لإنتخابات خامسة خلال ثلاث سنوات ونصف.تسامَحتْ/إقرأ سمَحَت إدارة بايدن مع «قرار» حكومة بينيت تكثيف الإستيطان وعدم إجراء مفاوضات مع سلطة رام الله, ومضت قُدماً في تهويد القدس, واعتماد مبدأ «تقليص الصراع» بالضد من همروجة «حل الدولتين» الذي واظب بايدن خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل القول: إنه «يؤيده لكنه غير متاح الآن", دون أن «يُطالب» اسرائيل بالعودة الى طاولة المفاوضات, بافتراض ان عودة كهذه يمكن ان تسفر عن شيء يذكر. وهو فشلٌ تواصلَ منذ أوسلو.في أجواء مريحة كهذه لإسرائيل, أضاءت معظم التحليلات والمقالات في الصحف الإسرائيلية وعلى شاشات قنواتها/خاصّة قناة i24 على انهم «في اسرائيل.. راضون.. بايدن سهّل الحياة على لبيد", كما كان العنوان الرئيسي لـ"هآرتس» أول أمس/الجمعة. وفي عنوان آخر على صفحتها الأولى/هآرتس: «بخلاف الماضي زيارة رئيس الولايات المتحدة تقريباً بلا معنى للفلسطينيين». أما عنوان صحيفة اسرائيل اليوم فجاء على النحو التالي: غضب في رام الله على «اعلان القدس». وعنوان آخر «وعد بايدن": لن تكونوا وحدكُم.أما افتتاحية أُسرة تحرير/هآرتس وعنوانها «دوماً في نهاية الطابور» فكانت لاذعة ومباشرة, إن لجهة التأشير المباشر على «المعاذير» التي تُبرِّر بها إدارة بايدن تقاعسها عن الضغط على اسرائيل مثل «الوضع السياسي في اسرائيل عالق، معسكر السلام مرضوض، ويئير لبيد ليس سوى رئيس وزراء مُؤقت في إئتلاف تغيير ملتزم بجمود سياسي، فما بالك توجد الآن حرب في أوروبا، والعالم لم ينتعش بعد، ترمب ينفث في القذالة, ووضع بايدن في الداخل ليس بسيطاً».صحيح ــ أضافت هآرتس – ظاهراً أَعربَ بايدن عن «التزام عميق بحل الدولتين» وادّعى بان حل الدولتين لا يزال كفيل بأن يكون الطريق الأفضل, لضمان الحريّة الإزدهار والديمقراطية للإسرائيليين والفلسطينيين, لكن في رام الله وفي اسرائيل سمعوا على حد سواء جيّداً التحفظ الذي جاء فور ذلك حين أضاف رئيس الولايات المتحدة بأنه «لا يرى حلاًّ في المدى القريب».في جريدة معاريف كتب جاكي خوجي تحت عوان «سلام نشطاء» يقول:يشق الرئيس الأميركي طريقه الى مستشفى اوغستا فكتوريا في شرقي القدس. من هناك سيواصل الطريق للقاء ابو مازن في بيت لحم. بالنسبة للجمهور الأميركي المكان اهم مما سيقال في الغرفة. 45 دقيقة فقط خصص الطاقم للقاء، وفي قيادة السلطة فهموا الرسالة جيدا. صحيح أن الضيف يُعطي الشرف لكنه يرغب في رفع العتب.ليست السلطة وليست اسرائيل أضاف هما هدف زيارة بايدن الى المنطقة. العلامة التجارية «فلسطين» في العام 2022 هي سهم في حالة هبوط، لم تعد ساحرة لكل من رغب في الماضي في عز?ها. ولا حتى لاولئك الذين تاجروا فيها لسنوات طويلة.وكتب يونتان لِس في «هآرتس» تحت عنوان:"زيارة مريحة».. «بيان التأييد المكتوب لحلم الدولتين في «بيان القدس» نسب للرئيس بايدن فقط وليس لاسرائيل. حسب الوثيقة بايدن «يجدد تأييده لدعمه الطويل والثابت لحل الدولتين والدفع قدما, بواقع فيه الاسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء يستطيعون الاستفادة بشكل متساو من الأمن والحرية والازدهار». أيضا أضاف يشير الى أن اميركا «مستعدة للعمل مع اسرائيل ومع السلطة الفلسطينية ومن يعنيهم هذا الامر في المنطقة لصالح هذا الهدف». لبيد/وبايدن لخّصا في البيان الالتزام المشترك بـ «المبادرات ?لتي تعزز الاقتصاد الفلسطيني وتُحسّن طبيعة حياة الفلسطينيين». لبيد نفسه عبر عن دعمه العلني لحلم الدولتين، لكنه أُجبِر على فعل ذلك في اعقاب سؤال في المؤتمر الصحفي/المشترك, وهو «أنا لم أُغيّر موقفي من موضوع الدولتين. حل الدولتين هو «ضمانة لدولة ديمقراطية مع اكثرية يهودية»، أَوضح لبيد.kharroub@jpf.com.jo