أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

'قمة جدة' رسائل قوية وواضحة للادارة الامريكية


د. محمد القرعان

'قمة جدة' رسائل قوية وواضحة للادارة الامريكية

مدار الساعة ـ
بداية يسجل للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن العزيز وسمو الامير محمد بن سلمان النجاح الكبير الذي حققته قمة جدة للتنمية، واستطاعت هذه القمة بحضورها المختصر على الولايات المتحدة الامريكية والاردن ومصر وسلطنة عمان والبحرين والعراق والكويت وقطر والامارات ان تضع على الطاولة ملفات غاية في الاهمية وتشكل هما عربيا، وهي ذات الملفات التي تقوض جهود التنمة في المنطقة، التي لن تتحقق المعادلة فيها دون تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة وتعد الركيزة الاساسية للتنمية بكل ابعادها؛فغياب الامن يعني غياب التنمية ومزيدا من الفقر والبطالة والجوع.
ولا شك ان اولى مقدمات زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة وبرزت على الطاولة سياسة ايران في المنطقة وتنامي ظاهرة المليشيات وما تفرضه من وجهة نظرها دون الاخذ بالاختلاف مع الاخر ، وما ساعد على هذه التمدد والتموضع الايراني هو سياسة الولايات المتحدة في المنطقة ؛ فقيام الاخيرة سحب ايديها من العراق ساعد بشكل كبير على زيادة مساحة الوجود الايراني في العراق ولا يختلف الامر كثيرا عن سوريا وغض امريكا الطرف عن الوجود الايراني هناك كذلك في لبنان واليمن، انا اعتقد ان القمة حققت غرضها في الزام اميركا بمسؤولياتها الاخلاقية وكقوى عظمى تجاه المنطقة وفي وقف هذا التمدد وايقاف المشروع النووي الايراني البذي يهدد تامن جيرانها وسولكها تجاه هذه الدول ، كما استطاعت القمة ان تلزم امريكا بمسؤولياتها كراعي للسلام في اقامة الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني الفلسطيني واياض العديد من الموضوعات التي اتاحت قمة جدة في طرحها ، واستطيع ان اقول القمة نجحت في وضع المطلوب امام الادارة الامريكية ؛ فكان العرب اليوم اقوى حضورها وحقا من ذي قبل، كما جاء موضوع الصين وروسيا ضمن سياق متصل في رغبة الولايات المتحدة الامريكية في عدم التعامل مع هاتين الدولتين وكان رد العرب واضح بهذا الشان ان هنالك مصالح مشتركة خاصة ان امريكا لا يعول عليها في الكثير من القضايا وقد اكدت ذلك في عديد المواقف ، الى جانب ملفات الطاقة والأمن والامن الغذائي التي تصدر القمة ؛ السؤال الذي يطرح نفسه ، ما دور الولايات المتحدة الأمريكية في إيقاف برنامج إيران النووي ، ووقف تمددها الطائفي في المنقطة ؟ هل سيكون هناك علاج للمليشيات الإيرانية واليات التثبيت؟ وهل سيكون هناك موقف من القضية الفلسطينية التي اجمع عليها الزعماء ، وماذا بعد القمة؟ لكن يجب ان تعرف الدول العربية مصالحها، وان تعرف ان مواجهة التحديات لا يكون الا بالتضامن والتقارب وباسترداد العراق عافيته والوقوف الى جانب عودة الهدوء لسوريا ؟ وقد حملت هذه القمة عديدج الرسائل للادارة الامريكية ابرزها : التدخل لحل القضية الفلسطينية ، احترام اختلافات الشعوب في ثقافتهم ، عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ،احترام سيادة الدول ومصالحها وعلاقاتها ، ومن الممكن آن يتم التعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين الدول العربية في مجالات عديدة تعود بالنفع على الطرفين ، وقد كان زعماء الدول العربية المشاركة في القمة ، واضحا وصريحا ودون توتر في نقل وجهات نظرهم حيال دور أمريكا في المنطقة لا سيما ان تلملم بقايا اخطائها في المنطقة فهي من احتلت العراق ؛ واوجدت فراغا أمنيا لدخول إيران وايضا في سوربا ، لذا فان المطلوب من امريكا بهذا المجال كبير جدا مقابل ان تقوم الدول العربية بدورها في التعاقد لمواجهة المليشيات الإيرانية ومقاومة ضغطها بشكل او بآخر على بعض الدول لفرض ارادتها من خلال التهريب والمخدرات وغيرها من أعمال التي تزعزع الاستقرار في المنطقة ، ولا مانع من فتح حوار سياسي مع إيران حيال هذه الملفات . فالمطلوب الان تقوية التضامن العربي لمواجهة اي مجموعات اقتصادية او سياسية والتعامل مع التحديات الخارجية إضافة الى وضوع استراتيجية عربية لمواجهة هذه التحديات، ويجب ان يكون هنالك تفهم للقضايا العربية والإنسانية، واخيرا المواصلة في الاستمرار في التنسيق بين الدول العر بية لتحقيق تلك الغايات لان العرب احوج ما يكون لبعضهما في هذا الوقت اكثر من اي وقت اخر ، ولا تكامل الا بالتفاهم العربي العربي وطوي الخلافات السابقة وتغليب المصالح المشتركة للشعوب، واعتقد ان قمة جدة يمكن ان يبنى علهيا الكثير من الامال والطموحات المستقبلية، وللحديث بقية.
Quranm12@yahoo.com
مدار الساعة ـ