أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

بايدن وزيارته التاريخية.. الحوارات يشرح ما الذي يجب ان نفعله

مدار الساعة,أخبار عربية ودولية
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - قال المحلل السياسي الاستراتيجي الاردني الدكتور منذر الحوارات ان الرئيس الامريكي جو بايدين قادم الى المنطقة لوضع قواعد جديدة فيها، تخدم استراتيجية الولايات المتحدة في حروبها القادمة والمتوقعة مع روسيا والصين وإيران.
وأضاف في ظل حالة من عدم اليقين الجيوسياسي ومزاج مرهق من الحروب وويلاتها يصل الرئيس بايدن الى المنطقة العربية لوضع قواعد جديدة تخدم استراتيجية الولايات المتحدة في حروبها القادمة والمتوقعة مع روسيا والصين وإيران.واشار الى ان المنطقة بعد أن فقدت أهميتها من حيث جغرافيتها السياسية بدأ الامريكان يفكرون ملياً بتقليص تواجدهم فيها أو حتى الانسحاب منها، لكنهم أدركوا مجددا أن مياهها ومضائقها البحرية ومنافذها البرية قد تشكل طوق نجاة للخصوم لكنها في نفس الوقت قد تكون القيد الذي يلف أعناقهم.النفطوحول النفط الذي كاد يصبح في لحظة ما بلا قيمة بالنسبة للأمريكان يتحول فجأة هو الاخر إلى أهم وسيلة للفوز بالمواجهة الحاصلة مع روسيا إذ من دونه لا سبيل لخنق الاقتصاد هناك ومن دونه ايضاً لا يمكن قطع شريان الامداد عن الآلة العسكرية لبوتين.صينيا، فإن نفس النفط الذي اعطى للدولار الأولوية ذات يوم في تسيد عملات العالم قادر الآن على جعل اليوان الصيني عملة قابلة لتداوله وبالتالي ندخل في إطار جديد لصراع العملات بالإضافة لصراع النفوذ.وقال المحلل الاستراتيجي الاردني: رغم الحاجة الملحة للمنطقة يدخلها الرئيس بايدن كالفاتحين وبعنجهية لا حدود لها بمجموعة لا تنتهي من الشروط تبدأ بتصنيف الدول حسب الهوى الأمريكي ( والإسرائيلي ) وما تمليه لوبيات تمارس أقصى أشكال الابتزاز على دول المنطقة مستغلة ما تقول عنه حقوق الانسان وهذه بالذات تتحدد اهميتها فقط بالمصلحة الامريكية المحضة إذ تعلو في حين وتخبو تماماً حيناً آخر حسب مقتضيات الحاجة والمصلحة الصرفة إنما لا ضير من إغراق المنطقة بشعارات تفقد قيمتها عند أول منعطف استراتيجي.وأضاف الحوارات، في كل المرات السابقة اغرقت الأمم الكبيرة المنطقة بحروبها وصراعاتها ومصالحها ولم تستفد دولها إلا الخراب وويلات الحروب وما نتج عنها من استبداد وفقر أدى الى ما نحن فيه الآن ، وأمريكا كانت طرفاً رئيسيًا في كل ما مضى وسبباً أساسياً لما نحن فيه.وتابع قائلا: الآن والسيد بايدن يريد وضع قواعد جديدة للعبةٍ يحارب فيها روسيا ويتصدى للصين ويوقف إيران، فما الذي يجبر دول المنطقة على الانصياع له بعد أن ولى ظهره قبيل برهة قليلة لكل طموحات شعوب ودول المنطقة؟ وهل بايدن وتحالفه المتوقع هو خيار المنطقة الوحيد ؟ وهل ينبغي ان نكون اعداء للآخرين حتى نرضي الولايات المتحدة ولماذا ؟ وهي تأتي وتساوم الدول على استقرارها الهش لا بل تحمل في جعبتها مشروعاً قد يؤدي الى جعل دولة هامشية ومحتلة ( إسرائيل ) قائدةً للمنطقة وسيدةً لمجالها الجوي والبحري لماذا وما الثمن الذي يمكن أن تدفعه الولايات المتحدة ودولة الاحتلال في سبيل ذلك ؟ ونوه أن مجالات التحالف باتت مفتوحة على مصراعيها أمام الدول العربية مع قوى دولية عديدة يمكن من خلالها ضمان أمن المنطقة بواسطة جيوشها ومنظوماتها الوطنية بعيدة عن هيمنة الولايات المتحدة أو دولة الاحتلال .ووصف الحوارات زيارة بايدن للمنطقة بالتاريخية وقال: قد تكون نقطة إنطلاق لعلاقة متوازنة بعيدة عن الإملاءات فلدى المنطقة العربية من عناصر القوة ما يجعلها قادرة على المساومة على أدق التفاصيل، لكن باستبعاد دولة الاحتلال عن اي منظومة أمنية تخص المنطقة العربية لأنها العدو وليست الصديق فمحاولة التغطرس الامريكي بوضع دولة الاحتلال كشرط أساسي في أي نقاش يجب أن ترفض فوراً.وقال: الطرف العربي ليس بموقع الضعيف هذه المرة فبايدن جاء مرغماً لا طوعاً أما محاولته زج الاطراف العربية في حرب مع إيران رغم كونها خطراً يهدد الأمن العربي لكن هذه الفكرة يجب أن تُنبذ فوراً.واضاف لنتذكر جميعاً أن الولايات المتحدة اذعنت دوماً للضغط الإيراني بمنع وجود أي طرف خليجي في المفاوضات النووية فلماذاً اذاً يستبعد العرب من نقاشات السلام وحين الحرب اول من يُزج به في أتونها ، أما القضية الفلسطينية فلا جديد بشأنها سوى بعض المظاهر البرتوكولية لذر الرماد في العيون .وذكّر ان العرب ذاقوا مرارة الامريكان في أكثر من موقف وربما جاء الوقت للتخلص من تلك المرارة بصفقة تاريخية تسمح بوضع قواعد ثابتة تأخذ بعين الاعتبار مصالح شعوب المنطقة ودولها من منطلق مصلحة هذه الشعوب والدول بذاتها لا من خلال المصلحة المطلقة للولايات المتحدة ودولة الاحتلال فقط أعني مصلحة المنطقة بعيون المنطقة لا بعيون ( إسرائيل واللوبي الإسرائيلي في واشنطن ) إذا فعل بايدن ذلك (وطبعاً هذا لن يكون إلا بإستخدام الأدوات المتاحة لدول المنطقة وهي لأول مرة كثيرة ومؤثرة بشكل كبير ) حينها قد يكون هذا الرئيس قد قدم تنازلاً لكنه كسب جولة ربما تعيد لأمريكا مكانتها الاستراتيجية القوية من جديد وتضمن للمنطقة الاستقرار والهدوء ولو لبرهة قليلة من الزمن.
مدار الساعة ـ