هم ليسوا فئة واحدة، وليس من ثقافة واحدة ودين واحد ومجتمع واحد، وليسوا من حزب واحد! بل هم من تنوع هذه المجتمعات، ولكنهم يشتركون في شخصية واحدة وسلوكات مشتركة، وخصائص ثابتة! فمن هم هؤلاء؟
إنهم ناس أسمتهم سيمون دي بوفوار أنهم تحت الإنسان وفي مرحلة الطفولة ، يتلقون القيم والحقائق الثابتة من الآخرين أو من مصادر ثابتة مهما كانت أعمارهم!يتلقون القواعد الثابتة ويلتزمون بها، لتصبح مسطرةً ثابتةً يقيسون بها الخير والشر، فلا متسع لديهم لأي تباين أو تنوع، والسلوك الثابت سيكولوجيًا يعكس كسل الفكر والتطلع للهدوء والاستقرار.وحين يمتلكون القواعد والقوانينيتخلصون من أي مبادرة ومسؤولية فهم ينفذون ويطيعون، ليس بينهم تشريعيون لأنهم امتلكوا كل القواعد، ولكنهمقضائيون يصنفون الناس ويتهمونهم بالخروج عن المألوف،فهم عشائريون أحيانًا وأخلاقيون أو حزبيون أو متدينون، ولذلك يسهل عليهمتطبيق قواعدهم باتهام غيرهمفيرفعون بوجه مخالفيهم الفيتو أو الإنخراط معهم في قوالبهم الجاهزة! ينخرطون معك في حديث دائم عن الخير والشر والحزب والعشيرة والدين، ويرون في ذلك إنقاذ لنا من جاهليتنا.هم في نظر علم الأخلاق أصحاب وجدان جدي متزمت، وفي نظرالعشيرة أصحاب الشهامة والأصالة، وفي الحزبية هم حراس الوطن، وفي وجهة نظرهم الدينية هم حراس السماء وهداة البشر!إنهم جميعًا يتمتعون بالأصالة والثبات والجدية، لكنهم يمتلكونخصائص أخرى تمنعهم من الخروج لحظة عن قوانينهم ولو لحظة تأمل! يغرقونك بالتهم التي تعرفونها: انحلال ، خيانة، كفر وذلك حسب القاعدة التي يطبقونهاً!ولأنهم يمتلكون الحقيقة الثابتة، فإنهم يشعرون أنهم أصحاب رسالة في فرض حقائقهم على الآخرينيسهل عليهم بموجب قواعدهمارتكاب أفعال لا تتناسب مع ادعاءاتهم.
ذوقان عبيدات يكتب: محاولة في فهمهم
مدار الساعة ـ