أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

ماذا يجب أن تعمل الحكومة، لتحقيق الأمن الغذائي؟


حسين دعسة

ماذا يجب أن تعمل الحكومة، لتحقيق الأمن الغذائي؟

مدار الساعة (الرأي) ـ
يعيش العالم، بما في ذلك دول المنطقة والشرق الأوسط، نتائج عكسية لما عليه النمو والتنمية والتضخم وارتفاع الأسعار، ذلك أننا ضمن جيوسياسية مكانية وزمانية، مكانها في وسط صراعات وأزمات العالم الداخلية والخارجية، منطقة تشتعل بكل خلافات وحروب وأهواء البلاد، جوارها، ومناخها، وتاريخها وممراتها.
حرص الملك عبدالله الثاني، في منتصف تشرين اول 2020, على المشاركة في حوار «بورلوغ» الدولي حول الزراعة والأمن الغذائي في العالم، وكانت الرؤية الاستباقية الحكيمة، تحدد للعالم، مستقبل الازمة الغذائية مع/او بدون ارتباط بأزمة ما، وأطلق الملك نداءات، من المهم التنبيه إليها، في وقت يعيد رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة مراجعة: «ضرورة الاستمرار في اتِّخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير المخزون الغذائي والسِّلع الأساسيَّة؛ وذلك التزاماً من الحكومة بتحقيق متطلَّبات الأمن الغذائي، والحفاظ على المخزون الاستراتيجي لفترات آمنة وكافية، وتوفير السِّلع للمواطنين في ظلِّ التغيُّرات العالميَّة».نعود إلى محور السؤال وتنبيهات الملك، ومدى حاجتنا إلى النظر لحراك المستقبل في قطاع الزراعة والأمن الغذائي برغم شرور النتائج التي فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية، من قطع لسلاسل الإمداد واختلاف نظم التجارة العالمية والطاقة وقت الحرب، وهنا نعود إلى مؤتمر وحوار «بورلوغ» الدولي حول الزراعة والأمن الغذائي في العالم،عندما نبه الملك:* أولا:إعادة ضبط العولمة ستساعد على توجيه الموارد العالمية لدعم قطاعات محورية كالبنية التحتية الزراعية.*ثانيا:موقع الأردن الاستراتيجي يمكّننا من العمل كمركز إقليمي للغذاء.*ثالثا:علينا غرس بذور جديدة ليتسنى للأجيال المقبلة أن تحيا وتزدهر.*رابعا:لماذا يعاني قرابة 690 مليون شخص من نقص الغذاء في القرن الحادي والعشرين؟ لماذا يموت في وقتنا هذا حوالي 9 ملايين شخص من سوء التغذية كل عام؟ لذا، علينا مواصلة بذل الجهود لمعالجة شح الغذاء.*خامسا:إن عدداً من التحديات الخطيرة التي تواجه الأمن الغذائي كانت موجودة من قبل-قبل جائحة كورونا- كالتغير المناخي، وشح المياه الصالحة للشرب حول العالم، والأزمات الاقتصادية العالمية، والاضطرابات الإقليمية، وأزمة لجوء عالمية غير مسبوقة، ألقت بظلالها على الإمدادات الغذائية للاجئين والمجتمعات المستضيفة، على حد سواء، وهي تحدٍ يعرفه الأردن جيدا.*سادسا:ينبغي علينا اغتنام الفرصة، لبناء نظام عالمي أفضل وأكثر فاعلية وشمولاً. ولهذا، ما زلت أدعو إلى إعادة ضبط العولمة، أي تعزيز العمل العالمي المشترك، لمنفعة الجميع، والتركيز على روح الابتكار التي يتطلبها المستقبل.. من شأن إعادة ضبط العولمة، أن تساعد على توجيه الموارد العالمية، وفقا لما تقتضيه الحاجة، لدعم قطاعات محورية، كالبنية التحتية الزراعية.*سابعا:رغم الأفكار المتقدمة في مجالات الإنتاج، والتزويد، والتخزين، وتبادل الخبرات، ففي الوقت الذي يتم فيه استثمار الكثير من الموارد في التسلح، دعونا نجعل صحة الشعوب على رأس الأولويات؛ إذ لا بد من دعم المزارعين في البلدان النامية، ليتمكنوا من الحصول على التمويل والتدريب بشكل أفضل، ويخدموا مجتمعاتهم، ولنسخّر الحلول التي توفرها التكنولوجيا الجديدة في مجال الزراعة لتنويع المحاصيل، وإنشاء شبكات أمن غذائي متينة.*ثامنا:إن التعاون أساس العمل الإقليمي والعالمي، ولطالما وقف الأردنيون إلى جانب الشعوب في المنطقة وقدموا الدعم لهم؛ إذ إن موقعنا الاستراتيجي، في نقطة تلاقي إفريقيا وآسيا وأوروبا، يمكّن الأردن من تسهيل وتنسيق العمل الدولي، بالإضافة إلى إمكانية عمله كمركز إقليمي للغذاء. وهذا من شأنه أن يسارع ويعزز الاستجابة العالمية للأزمات الغذائية والكوارث.تلك الرؤية الملكية، التي أطلقها الملك عبدالله الثاني، ذات البعد الاستشرافي، التي سبقت أوضاع تردي الأمن الغذائي في العالم، وهي وقفة، يستند إليها، رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة، متابعها محركا لكل الجهاز الحكومي التنفيذي، الذي بات معنيا بتحقيق الأمن الغذائي بشكل يومي، و بكميَّات المواد الغذائيَّة الأساسيَّة، ومعدَّلات الاستهلاك والإنتاج المحلِّي منها.، ذلك يضع الدولة الأردنية والأجهزة الأمنية والإعلام والسلطات الثلاث، أمام استحقاق، تحقيق الاكتفاء، ومواجهة أي أزمة قادمة.huss2d@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي) ـ