لقد لاحظنا في جميع الأماكن التي تنقلنا فيها راجلين لنتعرف على المناطق التي حول سكن ابننا الحبيب والعزيز والغالي على قلبي محمد كبقية أولادي من صغرهم، لاحظنا ظاهره عامه انه من النادر جدا أن تجد أنثى أو ذكراً من الألمان (كبير بالسن أو شباب) بدون كلب أو أكثر مرافق لهم في التنزه ولكن مربوط بحبل يمسكه مالكه بيده.
وقد لاحظنا ان الكلاب لا تقرب أي شخص يمر بجانبهم ولم نسمع كلب واحد ينبح على غيره من الكلاب التي يملكها الآخرون أو المارين من حوله. الملاحظه الأخرى التي لاحظناها أنا وزوجتي ان معظم الكلاب التي شاهدناه يوجد بينها وبين مالكيها شبه بشكل كبير بالوجه والحجم. فهذه الملاحظة ذكرتني بقول الله تعالى (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (الأنعام: 38))، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
لقد تساءلت في نفسي، لماذا ظاهرة تملك الكلاب منتشرة عندهم؟ فوصلت إلى إستنتاج أن الإنسان بطبعه اجتماعي. ولكون العلاقات العائلية والإجتماعية متفككه عندهم ولا يهتم الإبن بوالديه ولا القريب باقربائه ولا الجار بجاره... إلخ فلجاوا إلى الحيوان والكلاب بالذات ليمتلكوها لتكون أصدقاء أوفياء لهم في حياتهم ولحمايتهم ولقضاء حوائجهم الأخرى، والكلاب من أوفى الحيوانات لأصحابها. ودعوني أزود قرائي بمعلومات إضافية عن قوانين إمتلاك الكلاب في ألمانيا التي زودني بها إبني محمد (إبني محمد لا يملك كلبا مشغولا بعمله جدا). لكي يمتلك اي شخص كلبا يجب أن يتجاوز إمتحان من قبل الدوله عن كيفية التعامل مع الكلاب وينطبق علبه شروط إمتلاك نوع وحجم الكلب بناء على سعة المنزل والقدرة المالية لتوفير الطعام وعمل تأمين صحي للكلب وتامين مكان لإقامة الكلب في المنزل مناسب ... إلخ. فإذا توفرت جميع الشروط تصدر الحكومة رخصة تملك للكلب (مثل رخصة تملك المركبات). ويجب عمل تجديد لرخصة الكلب كل فترة واخرى للتأكد من صلاحية شروط إمتلاك الكلب، فنجد انهم يطبقون ما ينادي به الإسلام بالرفق بالحيوان. فاترك لقرائي المقارنة بين كلابهم المتعلمة والمتدربة وكلابنا الضالة التي تمر من أمام منازلنا يوميا وتنبح على بعضهم البعض وعلى الماره، وربما سمعنا بحوادث إعتداءات من الكلاب على الأطفال وغلى غيرهم من الناس.