انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

العلاقات العربية الإيرانية.. واقع وطموح


د. هزاع عبد العزيز المجالي

العلاقات العربية الإيرانية.. واقع وطموح

مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/07/06 الساعة 05:06
بعيداً عن الأعراف والمبادئ التي كانت تقوم عليها العلاقات بين الدول تاريخياً, فمنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية, أكدت مبادئ ميثاق الأمم المتحدة 1945, وكافة الإتفاقيات والمعاهدات الدولية وأهمها (اتفاقية فيينا) لقانون المعاهدات 1969, جميعها على احترام سيادة الدول وحسن الجوار, وعدم الإعتداء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية, وحل نزاعاتها بالطرق السلمية.
إذا ما بحثنا في العلاقات الإيرانية العربية عبر التاريخ, لا سيما بعد انتهاء الخلافة الإسلامية في زمن الشاه وإلى يومنا هذا, سنجد أنها كانت تتسم دائماً بالتوتر وقليل من الاستقرار, وذلك يعود للأطماع والرغبة الإيرانية في التوسع والهيمنة, استنادا لحجج تاريخية, وبعيداً عن الاستغراق في التفاصيل, فلقد قامت إيران منذ القرن السابع عشر باحتلال وضم العديد من الأقاليم وأراضٍ وجزر العربية في مناطق الساحل الشرقي والشمالي للخليج العربي, من أهمها محافظة خوزستان (الأهواز) و(هرمزغان) على الساحل الشرقي, وكذلك العديد من الجزر ا?عربية المطلة على مضيق هرمز, وتعتبرها أراضٍ إيرانية, وترفض أي أدعاء او قبول بالتحكيم الدولي بخصوصها. وقد تنظر لمملكة البحرين باعتبارها جزء من الأراضي الإيرانية, وبسبب الضغوط البريطانية تم إجراء استفتاء عام 1970 بقبول استقلالها مقابل تسوية بريطانية إيرانية بالضم والإعتراف بأراضٍ عربية لإيران. فالأطماع الإيرانية والحلم الفارسي ما زال يلقي بظلاله علينا الى يومنا هذا, لاسيما بعد قدوم الخميني وإعلان الثورة الإيرانية, التي من أهم مبادئها تصدير الثورة والتوسع الإقليمي, وهذا مذكور نصا في الدستور الإيراني.
نعلم جميعاً أن إيران منذ عهد الخميني لم تتوان عن استخدام كل الطرق للهيمنة وتهديد المنطقة, سواء عبر برنامجها النووي أو رغبتها بالتمدد الإقليمي, مباشرة أو عبر ميليشياتها بالوكالة, وإثارتها للنعرات الطائفية. وهي تعلن وتعترف صراحة بأنها تسيطر على أربعة عواصم عربية, في حين أنها تحاول أن تظهر نفسها بالحمل الوديع, بدعوتها لدول المنطقة بين الحين والآخر للحوار والحديث عن علاقات قائمة على حسن الجوار, وعدم التدخل بشؤون الغير. لا أدري عن أي حوار تتحدث إيران, وما هي الأسس التي يقوم عليها هذا الحوار؟, فهل تقبل أن تحل كا?ة ميليشياتها في العراق وسوريا ولبنان؟ وهل تقبل أن ترفع أيديها عن اليمن؟ وهل تقبل بتسوية ملفها النووي, وهل تقبل أن تسحب ميلشياتها الموجودة الآن في الجنوب السوري؟ وهل تقبل أن تكف عن تحريض الأقليات الشيعية العربية ضد دولهم, والتوقف عن تصريحاتها المتستفزة, بتحديد ما يجب أن نفعل ولا نفعل, وكأنهم هم أصحاب الارض ونحن مرتزقة, نتبع (للخليفة معاوية), وهل وهل وهل ليبقى السؤال: عن ماهية الأرضية المشتركة التي نبني عليها هذا الحوار, وهي تعلم انها بأفعالها وتصرفاتها أكثر من خدم (إسرائيل).
وللأسف فإن التهديدات والأطماع الايرانية, هي من دفعت بعض الدول العربية لبحث عن الحلول والاساليب التي يمكن ان تساعدها في مواجهة ايران، ذلك انه للأسف كلما تقدم العرب خطوة تجاه استقرار وعلاقات طبيعية مع إيران, مبنية على حسن الجوار, وعدم التدخل بالشؤون الداخلية, زادت إيران من تدخلها في المنطقة وللحديث بقية.
أستاذ القانون الدولي العام
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/07/06 الساعة 05:06