أظهرت الأخبار أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والنظام السوري على استعداد لفتح صفحة جديدة من العلاقات بعد ظهور نتائج إيجابية للوساطة الحاصلة بينهما، وبعد قطيعة دامت حوالي عشر سنوات، بعدما قررت حماس مقاطعة سورية ونظامها، ومغادرتها بعد أن كان مكتبها السياسي في دمشق وعدتها مقرا لها في العام 1999 بعد خروجها من الأردن.
إن هذه القطيعة أدت بتوجه حماس للحلف التركي القطري، وكان ذلك في ظل ارتفاع أسهم الإسلاميين وسيطرتهم لبرهة من الوقت على الساحة العربية وخاصة في مصر وتونس والمغرب والسودان والتحرك النشط في الأردن خلال فترة الربيع العربي.في هذا التقارب نتائج ستتضح فصوله في قادم الأيام، وسوف يكون تمهيدا لاستعادة تدريجية للعلاقات بين الجانبين في المرحلة المقبلة.لا شك أن حماس لم تقطع علاقاتها مع إيران ولا مع حزب الله رغم أن مواقف الطرفين من الأزمة السورية على الضد، ولكن بقيت شعرة معاوية وخط التواصل بينهم دون انقطاع هو من يحكم العلاقة، وحماس اليوم تتابع المشهد الذي يعاكس مخططاتها خاصة بعد تقارب العلاقات الإسرائيلية التركية في الفترة الأخيرة وذوبان الجليد بالعلاقات المصرية القطرية مما يجعلها تتوجه لإعادة البوصلة نحو سورية وإيران وحزب الله.منذ نشأة حماس وهي تعاني من الحلفاء، كما لا تملك ثباتا في العلاقات مع حلفائها سواء بسبب المواقف أو الأوضاع السياسية لهؤلاء الحلفاء سواء الداخلية أو الإقليمية.ولكن واقعيين، سورية بحاجة لحماس لتكون ورقة سياسية ضاغطة في قادم الأيام خاصة في ما سوف تشهده المنطقة من تغيرات، وحماس بحاجة لسورية أيضاً، خاصة بعد أن أصبحت الحركات الإسلامية (الإخوان) اليوم في حالة ضعف وهبوط في معظم العواصم العربية بعد أن فقدت شعبيتها و»سلطاتها» تباعاً.الأيام القادمة ستشهد تحالفات وتغيرات جديدة أو مجددة في المنطقة، وبحسب ما يتداول ربما ستكون هناك زيارات رسمية ما بين حماس والنظام السوري.
حماس والنظام السوري ، عودة العلاقات
مدار الساعة ـ