مدار الساعة - لبنى الرواشدة -يواصل الفنان التشكيلي الاردني سهيل بقاعين ملحمة البقاء والانتماء الانساني رافعا شعار ومبدأ ضرورة تجدد واتساع المخيلة للحلم واللون في أي ظرف كان ٠
والفنان بقاعين هو طاقة انسانية وفنية لا حدود لعطائها وهذا ما يشعر به من يدخل عوالمه ومحترفه الفني٠وامضى هذا الفنان المتميز نحو ٢٥ عاما في مجال السياحة التي غاص من خلالها في ثقافات العالم المتنوعة ومتاحفها بعد دراسته لعلوم الطيران٠ومن اهم الانجازات التي تسجل للفنان بقاعين كان تعاونه مع الأكاديمية الملكية للمكفوفين بالأردن حيث ساعد المكفوفين على الرسم بابتكار طرق مادية وحسية ومعنوية مكنتهم من النفاذ إلى خيالهم والاستعانة بحواسهم للإنجاز وهنا بدأ الحلم في الرسم بالبصيرة أن يفسح لهم المجال لرسم الصورة المتخيلة في أذهانهم ٠وهذه الرسومات المتخيلة تقع على الورق الذي ابتكر فيه بقاعين طريقة بريل وجسدها للمكفوفين الذين استعانوا بها للتلوين وصارت الألوان عندهم أقرب لحواسهم ومذاقهم يتعاملون معها بالشم فالأخضر لون النعنع والأصفر ليمون والبرتقالي برتقال والبني قرفة والاحمر كرز كل هذا ساعد في قراءة اللون ٠ ونتج عن هذا الجهد المميز أكبر لوحة جدارية في الأردن عنوانها “قارئ اللون” عرضها 12 متر وطولها 50 متر حملت هواجس اكتشاف اللون والخوض في تفاصيل البحث بالبصيرة وتحفيز الخيال لكسر القواعد التقليدية في الإنجاز الفني وتطويره ٠وايضا من الانجازات الهامة للفنان بقاعين فكرة المتحف المتنقل التي حملت هدف الاقتراب بالفن إلى كل الفئات والمدارس ومراكز الإحاطة بالمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة ليدخل عالمهم فيتعلم منهم ويعلّمهم وينجز ويساعد ويقدم أعمالهم للعالم ويقدمهم كفنانين تشكيليين بكامل الحضور ٠ وكان مشروع المتحف المتنقل مشروعا حيويا هدفه نبذ العنف والأفكار الظلامية ونشر الطاقة الإيجابية وثقافة الفنون التي تساهم في خلق الانفتاح الجمالي على الوطن والعالم عند الأطفال وكل الفئات العمرية ٠وهو مشروع بدأ بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف في 2009 وتنقل في المدن الأردنية حيث قام بأكثر من 500 رحلة واصطحب أعمالا فنية من المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة حملها لأبناء القرى رافعا شعار “الفن للجميع” ٠ولم يقتصر المشروع على حمل الأعمال الفنية فقط بل قام بورشات عمل فنية ومحاضرات لفنانين ومختصين “الجمال، اﻷلوان، الرسم، التجريد، اﻻنطباعية، السوريالية، التكعيبية كلها مصطلحات بحسب البقاعين مهمة جدا ويجب أن نغرسها في عقول أطفالنا وفي قلوبهم لتكون بمثابة المضادات الحيوية التي تحارب أمراض التخلف والجهل والتعصب والانغلاق والمحدودية في التفكير”، فالفن عنده اتساع أفق وأفكار تنتشل الطفل والمراهق من الانغلاق النفسي والتوترات الاجتماعية ٠
الفنان التشكيلي الاردني سهيل بقاعين.. طاقة انسانية وفنية لا حدود لعطائها (صور)
مدار الساعة ـ
حجم الخط