طلاب وطالبات من الصف الخامس في أكاديمية قطر - الدوحة يتعلمون عن الاستدامة الذاتية خارج الصفوف الدراسية مع شعوب الماساي في تنزانيا
مدار الساعة -خلال رحلة إلى تنزانيا، التقى طلاب أكاديمية قطر - الدوحة بالطلاب المحليين وتعرّفوا على التعليم والسياحة البيئية وثقافة شعب الماساي.وتعد هذه هي المرة الأولى التي تنظم فيها مدرسة ابتدائية من مدارس مؤسسة قطر رحلة دولية. وقد أعربت منظمتا الرحلة المعلمة حنيفة عزيز الرحمن، ومنسقة المناهج سافانا سبيلرز، عن شكرهما لأن عائلات الطلاب وضعت ثقتها في أكاديمية قطر – الدوحة، إحدى المدارس المنضوية تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر.تقول سافانا: "كانت الرحلةُ تجربة جديدة تمامًا بالنسبة للطلاب وأولياء أمورهم على حد سواء، حيث لم يسبق لأي من الطلاب المشتركين في الرحلة الذهاب إلى إفريقيا من قبل".زار الطلاب البالغ عددهم 18 طالبًا وطالبة، بصحبة مرافقين من المدرسة والعديد من أولياء الأمور، المدارس التي تديرها مؤسسة أفريكا أميني لايف، في موميلو، والتي أقيمت على أراضي شعوب الماساي في جمهورية تنزانيا المتحدة، ويديرها شعب الماساي. وهناك استُقبل الطلاب بعروض الماساي التقليدية، وتعرفوا على قبائل الماساي وثقافتهم من خلال القصص، ورمي الرمح، والفنون والحرف اليدوية.كما زار الطلاب المدارس الابتدائية والثانوية في المجتمع المحلي والتقوا بالطلاب فيها وتحدثوا عن الاختلافات بين الثقافات والمدارس وطرق التعلم. وشملت الزيارة العديد من النشاطات الجماعية بين الطلاب.وخلال أحد هذه النشاطات، عمل طلاب من أكاديمية قطر – الدوحة مع نظرائهم من أكاديمية ورسيج فيجين الإنجليزية المتوسطة الابتدائية على رسم لوحات فنية تعكس تراث الماساي والتراث القطري وأنماط الحياة في كل منهما، وناقش الطلاب الاختلافات والتشابهات بين التراثين. وكتذكار برحلتهم، ترك طلاب الأكاديمية اللوحات التي رسموها معلقة على جدران الفصل الدراسي في ورسيج.كما خاض الطلاب مباراة مع فريق كرة قدم محلي أنشأه أحد اليافعين بهدف مساعدة المجتمع. وأهدى الطلاب الفريق الآخر قمصانًا ولوازم مدرسية أحضروها من قطر. وأعد الطلاب المحليون غداء تقليديًا خاصًا لزوارهم، تناولوه تحت شجرة أميني إفريقيا.وحول تفاعل الطلاب مع شعب الماساي وتأقلمهم مع أسلوب حياتهم، تقول سافانا: "كان لثقافة الماساي أثرها الرائع على الطلاب، فشحنت طاقاتهم وسحرتهم ببساطة حياة أهلها واكتفائهم الذاتي، حيث يزرعون محاصيلهم بأنفسهم، ويعيدون تدوير طعامهم، ويرعون ماشيتهم، وهو أسلوب حياة يختلف كثيرًا عن المتبع في قطر. وقد أظهر الأطفال احترامًا كبيرًا لما رأوه، الأمر الذي أسعد الماساي".وحول ما تعنيه الرحلة بالنسبة لها، تقول الطالبة هند المطوع: "كانت تجربتي بشكل عام رائعة، وكان أبرز ما في رحلتي هو زيارة المدرسة، وكذلك التعرف على ثقافة شعوب الماساي ورؤية الفرق بين أسلوبي حياتهم وحياتنا".أما الطالبة شاهة آل ثاني، فترى أن الرحلة كانت ذات أثر إيجابي، ووسعت مداركها حول أساليب حياة الناس المختلفة: "أتمنى الذهاب في رحلة أخرى لأتعرف على ثقافات جديدة، وأقدم الدعم للأطفال الصغار، لأنني رأيت مدى سعادتهم برؤيتنا".وكانت مبادرات ومفاهيم الماساي المتعلقة بالسياحة البيئية والاستدامة والبلاستيك من أهم ما تعلمه الطلاب، فالأكياس البلاستيكية محظورة في تنزانيا، وهو أمر أعلنت عنه قطر مؤخرًا. حيث يعيد الماساي تدوير جميع المواد البلاستيكية الموجودة لديهم في مدرستهم الثانوية، لتعود مباشرة إلى المجتمع على هيئة خرز للأساور، أو أزرار للملابس، أو مساطر للطلاب، وما إلى ذلك، مما يقلل الهدر إلى أبعد حد ممكن. وكان طلاب أكاديمية قطر - الدوحة متحمسين للإمكانيات اللامتناهية التي يمكن أن يوفرها هذا النوع من الاستدامة، الأمر الذي دفعهم لمناقشة إمكانية تطبيقها في قطر عند عودتهم.تقول المعلمة حنيفة: "أردنا أن يدرك الطلاب قدرتهم على التأثير والتغيير الإيجابي، فقد شاهدوا ذلك في رحلتهم وأدركوا أنه يمكنهم تحقيقه في المستقبل".كما انطلق الطلاب في رحلة سفاري وألعاب خلال زيارة محمية نجورونجورو التي تعد موطنًا لعدد كبير من الحيوانات البرية. وبعد ذلك تناقشوا حول كيفية الحفاظ على الحياة البرية وما يمكن للأفراد والطلاب فعله في سبيل ذلك.تعتقد المعلمة حنيفة أن الطلاب اكتسبوا مهارات متعددة خلال الرحلة، وذلك من خلال التعرف على التصوير الفوتوغرافي، والاستدامة، وإعادة التدوير، والثقافات الجديدة، وكذلك الفنون والحرف التي شاركوا فيها. كما تعتقد أن الأطفال هم أطفال في كل مكان، وأن التعلم الحر داخل وخارج الفصل الدراسي مهم لتطورهم".وتتفق سافانا مع رأي المعلمة حنيفة: "كان الجزء المفضل لدي من الرحلة هو النمو الذي رأيته في طلابنا. حيث كان تفاعلهم مع المجتمع المحلي وتأقلمهم مع التجربة مدعاة للفخر. فقد اكتسبوا تعاطفًا جديدًا واهتمامًا بمن يعيشون في ظروف مختلفة. وأعتقد أنهم جلبوا ما تعلموه معهم إلى أرض الوطن، إلى جانب الكثير من الذكريات التي لا بدّ أنها سترافقهم طوال حياتهم".من جانبه يرى الطالب تميم جوعان آل ثاني أن هذه الرحلة كانت ملهمة بالنسبة له: "تعلمت أن الأمور لا تتحقق بسهولة. كانت هذه إحدى أفضل التجارب التي مررت بها على الإطلاق، وأتمنى تكرارها بلا شك. أعتقد أن زيارتنا ساعدتهم لأننا قدمنا لهم اللوازم المدرسية، لكننا بالتأكيد تعلمنا منهم أكثر".ورغم أن الرحلة كانت الأولى من نوعها بالنسبة للمدارس الابتدائية، فإن نجاحها مع الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء قد يعني التخطيط لرحلة مماثلة في العام المقبل، وهو أمر تتطلع إليه سافانا: "أخبرني الآباء عن مدى روعة الرحلة، وأنا سعيدة لأن الآباء يرون فوائد مثل هذه الرحلات المدرسية، وآمل أن تتبعها العديد من الرحلات مستقبلًا.