أولاً: لا علاقة للأوضاع الاقتصادية في تراجع السلوك العام وإن كانت تؤثر على المزاج العام وربما سنحتاج الى اصحاب الاختصاص لتفسير هذا العنف في السلوك الحركي واللفظي في المجتمع.
وقبل أن يسارع البعض إلى نصب فخ اتهامي بالتعميم لهذه الصفة على عموم الناس استدرك فاقول هي صفة غالبة ومن لا يلاحظها بلا شك هو من المنغمسين فيها.السلوك العام تغير وصفة الاحترام تكاد تنسحب بخطورة من الحياة العامة.سرعان ما تتحول الكلمات بين سائقين تقاطعاً على الطريق إلى مشادة وشتائم وربما عراك.ليست مجرد منح الاولوية فالصبر عند البعض قد نفد وكاننا في سباق مشحون بـ» المجاكرة» هذا ما يجري على الطرق فهناك من يحاول دائماً أن يختطفها بلا سبب فقط لاثبات الذات أو فشة غل ويعتبر ان كل من على الطريق اعداء مفترضين او منافسين هو سباق محموم يغرق في السلبية بلا سبب سوى سلوك لا معنى له إلا «المجاكرة»كنت أحب ان يتصدى خطباء المساجد لهذه الظواهر التي بدأت تستتب بدلا من توجيه النقد اللاذع لحفلات غنائية او لفساد مزعوم وما إلى ذلك!!.أكثر ما يثير السخرية في شوارع عمان هو العبارات المكتوبة على «قفى» بعض السيارات والحافلات والشاحنات وهي على صيغة سؤال «كيف ترى قيادتي؟» مذيلة برقم هاتف لإبداء الرأي أو الشكوى لكن أحداً لا يجيبك حين تتصل.عدم الالتزام بالمسرب و«المدافشة» فن قيادة معتمد في شوارع عمان ومع الزحام ليس أسهل من أن يقرر أحدهم فجأة تغيير مسربه وعلى من يسير خلفه مسؤولية الإنتباه واليقظة لأن قانون السير يضع الخطأ على من يصطدم من الخلف!شراسة لا متناهية في القيادة, فكل من يسير بسيارته على الطريق هو عدو محتمل ما لم يرفع الراية البيضاء!."مش عارف مين أنا» «لا ما بدي أصبر» «طير» «احلق» مثل هذه العبارات وغيرها ما هو أسوأ اترفع عن ذكرها نسمعها في الشوارع كل طالع شمس!!.سيارات التكسي التي تتوقف بلا إنذار وتنتقل من مسرب إلى آخر بلا ادراك للمخاطر خصوصا في مناطق الجسور والتوقف المفاجئ في منتصف الطريق ودائما عبارة «هي الدنيا طايرة» سائدة!!.هذه الظواهر هي منتصف الطريق نحو خشونة المجتمع وهي اول عتبات العنف العام وهي آخر اقفال التراحم والمودة واحترام الاخر.أظن وأرغب في تصويب أن ما نراه من عنف لفظي وتشكيك وشتائم في مواقع التواصل ينسجم مع ما نراه على الطرق وفي الساحات العامة!! ترى ماذا نعرف عما يجري في الغرف المغلقة.. حدثني عن شكل ونوع الجريمة؟!.نحن شعب طيب فلا تفقدوا هذه الصفة..