قريباً ستبدأ شركات الكهرباء وفي مختلف المحافظات وبأشراف من هيئة الطاقة والمعادن، باستبدال عدادات الكهرباء التقليدية باخرى ذكية وفق اعلى معاير التطور والشفافية، الأمر الذي سيعتبر بشرى غير سارة لسارقي الكهرباء والتي ستكون مهمة تحايلهم على القانون والعدادات شبه مستحيلة ما لم تكن مستحيلة على الاطلاق.
سلوكات «سرقة الكهرباء» بدأت تتسع في العديد من المناطق لأسباب أبرزها وأهمها «الفهلوة والتحايل والتحاذق» على الدولة والقانون والشركات الموزعة، ومثل هذه السلوكيات الفردية التي لا تنم عن أخلاق الأردنيين لا تقتصر على بعض من الاشتراكات المنزلية فقط بل التجارية والصناعية والخدمية أيضاً، ما تسبب بحجم فاقد على الشبكة يقدر بـ 14% تقريبا.. جزء كبير بل غالبيته تكون نتيجة هذه الآفة القائمة على التحايل على العدادات التقليدية وبطرق أقل ما يقال عنها شيطانية.الشركات بدأت فعلاً ومنذ وقت قريب باتباع تركيب نظام العدادات الذكية في المنازل والمتاجر والمصانع والمؤسسات الخدمية وفي مناطق محددة غالبيتها في العاصمة عمان وبعض المدن الرئيسية في مرحلة تجريبية تسبق تعميم الفكرة على مختلف مناطق المملكة وتشمل كافة العدادات الكهربائية التقليدية الحالية، غير أن هناك ما يدعو إلى الاستغراب، وهو التخوف من قيام السارقين بتخريب تلك العدادات المكلفة أصلاً، وهذا ما تستطيع الهيئة وأده وقلعه من جذوره من خلال جعل الغرامات والعقوبات على تخريبها تصل إلى مبالغ كبيرة ورادعة تدب الرعب والخوف ?ي نفوس السارقين المخربين لتلك العدادات.اليوم الأردن على أعتاب مرحلة جديدة في عالم التطورات الرقمية المتسارعة وذلك الإعلان مؤخراً عن قرب إطلاق خدمات الجيل الخامس والانتقال إلى الرقمنة في كل شي وهذا ضمن رؤية التحديث الاقتصادي التي اعدتها المملكة مؤخرا وجاري العمل حاليا على تنفيذها، ما يعني ان الكثير من السلوكيات غير الاخلاقية من بيروقراطية وواسطات ومحسوبية ورشى ستنتهي، وسرقة الكهرباء واحدة من ضمن اشياء كثيرة ستكافحها الرقمنة واتباعها.التحول نحو الشبكات الذكية من شأنه تخفيض نسب الفاقد الكهربائي ورفع كفاءة تزويد الخدمة الكهربائية بكفاءة وفعالية عالية والمحافظة على استقرار الشبكة، وهذا ما قامت به الشركات مؤخرا من خلال عملية استبدال العدادات القديمة بأخرى ذكية دون اي كلف على المستخدمين، حيث بلغت نسبة العدادات التي تم تركيبها لدى مشتركي القطاع المنزلي في كافة مناطق المملكة حتى الان ما يقارب ١٣.٧% ليصل عدد العدادات الذكية التي تم تركيبها (٢٧٦) ألف عداد وبشكل تدريجي وصولا الى تركيب (٢) مليون عداد وبقيمة اجمالية تصل الى 30 مليون دينار تقريبا.الأردن اليوم وهو يعبر المئوية الثانية يتخذ الكثير من الخطوات الإصلاحية الهادفة الى مكافحة كافة الظواهر التي أثرت على مسيرته طيلة السنوات الماضية، من بيروقراطية وترهل وهدر، من خلال الاصلاحات المختلفة لوضع ضوابط لكل شيء مستنداً إلى التطور التكنولوجي الذي يعيشه منذ سنوات والذي يعتبر من اوئل الدول عالمياً فيها.. فلكل سارق كهرباء وماء ولكل بيروقراطي وفاسد ومترهل ومرتشي بشرى سارة بأننا قريباً سننتهي منكم إلى الأبد.