انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

(يا ابنة أحدهم، يا اخت أحدهم... يا ابنة الأكرمين تعجّلتي فنفثتِ سُمّا)


د. محمد قاسم الحمد

(يا ابنة أحدهم، يا اخت أحدهم... يا ابنة الأكرمين تعجّلتي فنفثتِ سُمّا)

مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/26 الساعة 11:09
يا سيدتي صاحبة الصوت في الاذاعة
تريثتُ قليلا قبل أن اخاطبك حتى لا تأخذَني عِزّة بإثم، فما نطقتِ به عظيم.
يا ابنة الأكرمين:العربيّة حُرّة في جوعها وفقرها، حُرّة في ترفها ودِلّها، وهى في كلّ أمرها لسانها مصون عن كل عيب. لكنها والله لا تكون شتّامة لأهلها ولو جاروا عليها، فهم مصدر عِزّها وفخرها لا تقبل فيهم اللوم ولا العتب.
يا ابنة أحدهم، يا اخت أحدهم: ما هكذا تورد الإبل. ظلمتِ نفسك وَوَصلْتِ الإساءة لمن تدافعين عنه، ونفثتِ سُمّا في وجهنا ونحن أهلك.
ووالله إننا الكرام الكاظمون الغيظ، الصابرون على جور الأيام، المجيرون للملهوف، المكرمون اللاجئ في حمانا "ولو كان (بنا) خصاصة"، المرابطون في اكناف بيت المقدس، ما خُنّا أمانة الرباط، وكيف لنا ونحن تصديقُ كلمات محمد بن عبدالله (عليه الصلاة والسلام) وهو "لا ينطق عن الهوى". نحن اهلك: آخر الرجال الرجال ولو كنّا في زمن تسيّده الرويبضة، واذا حَزَبَك أمر، وإذا صرختِ يوما: (وا عمّاه وا خالاه، وا أُخيّاه): "لبيه"، بَدَويُنا سيقول لنصرتك، وسيهرعُ فلاّحنا ملّوحاً بـــ " عقاله وحطته البيضاء" ليرد عنك ضيمك.
واذا انتسبتِ: فَـــ لَنا، وإذا حسرتِ الرأس غوثا اعتمرتينا عزا وكرامة. فلا فخار بوزارة ولا سفارة يومئذٍ..."ولا تَردُّ المنايا كثرةُ المالِ".
ولأننا نحن مَنْ نحن فلا تثريب عليك، فلعله قد غلبك حميّة الزوجة (كما أظنّ) عن زوجها، أو الأخت عن أخيها في دفعها دعوة الذين قهرتهم الدنيا، العطاشى: ("حسبي الله")، وما أخطأ القوم في ذلك، وما في كلام الله حاشاه اساءه، وهم مَنْ مَلّهمُ الصبرُ مِنْ تفرّد أشخاص بالقرار، وعنجهية مسؤول أو تسلّط حكومة. لك الله لو أحسنتَ ضبط حميّتك لنُلْتي المديح، والعربيةُ تُمتَدح إنْ دَفَعَتْ عن أهل بيتها ما يَغثُهم.
عتب العاتبين، يا ابنة الأكرمين، ولومهم وغضبهم كان لعِظَمِ ما قلتِ في حقهم، في وقتٍ ما عاد البحر يحتمل نَقْطَ المطر، والجمر يعتمل تحت الرماد. والناس لا تثق بوزيرك، أو بوزير الوزراء، (اي وزير وزراء) ... فلقد انقطع حبل الوصال أنكروا ذلك أم لم ينكروه. أأخبرك وانت تعرفين جيدا أنّ حال الناس، وشعورهم بالغُبن يتعاظم، وأنّ "السيل قد بلغ الزبى". فالغلاء فاحش والاستغلال اكثر فحشا، والظلم في وساطات التعين بيّنٌ لكل ذي عين. والناس تقول أنّه لا تعيين على الكفايات، ولا الخبرات، ولا التخصصات، ولا الامتحانات أو المقابلات، بل على الصداقة، والجيرة، والقرابة، بل وحتى على المشية، تخيلي يا رعاك الله، مشيتها: وزير، فتكون...كرسيٌّ يتداورون عليه، من وزارة إلى سفارة إلى مجالس الشركات والجامعات، وليتهم ناجحون فيما يفعلون...وهم لا يموتون بل يتناسخون، لكنّ أهلك صابرون متحملون لأنّ ارض الأردن، في نظرهم، أغلى من جوقةِ طارئين، لو انفجر اطار سيارة قديم متهالك في عمان، لهرعوا مذعورين إلى المطار "كأنهم (يفرون) من قَسْورة".
ثم جئتِ أنتِ وكرّستِ أمامهم، بدليل لا يقبل الشك، طبقيّة يراد لها أن تسود: (نحن، وهم)...طبقية التعليم، وطبقية المال، وطبقية السياسة، وأحضرتِ انتِ طبقية حرية الرأي... حتى التعبير عن الغضب لم تسمحِ به، لله درك من أين حملتِ كل هذه القسوة، وأهلك والله ما كانوا (رعايا) لأحد ولا يقبلون، إنهم شعب في أرض.. وفي هذا فرق كبير، واسألي الحارث الأول ودولة الأنباط.
فهل تَملّكَتكِ روح "ماري" فكدتِ ان تطلبي لهم "الكعك"
اخطأتِ يا سيدتي، والاعتذار فضيلة سامية.
وأما وزيرك، يا ابنة الاكرمين، فلو كنتُ مكانه: لاعتذرتْ ثم استقلتْ، لعلّ اهلك يرضون!
MOHAMMADQASEM9@HOTMAIL.COM
مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/26 الساعة 11:09