مدار الساعة - بقلم : مي عمر الدبايبة
ذكراً أرعن .. بيدٍ جبانة ..أغتال أحلامها وسلب فرحة أيامها فرسم لها نهاية الحكاية فخمس رصاصات طالت قلبها الصغير ...فأنهكتهحتى بدأت خيوط النياط بتمزق شيئاً فشيئاً ..فغرقت بدمائِها ثم ما لبثت روحها .. إلا أن فارقت هذه الحياة فمنذ نعومة أظفارها وهي تسير بخطىٍ ثابتة نحو مستقبلها الذي لم تكن تعلم خفاياه مستقبلها الذي كانت تظنه وردي اللون يخالطه البياض كربيع قلبها ونقائه...ولكن كان أسوداً قاتماً كسواد قلبه تماماً فتارةٍ كانت ترسم أحلامها كشابةٍ يانعة وتارةً أخرى ..تجدها تلعب كالأطفال هنا وهناكفمهما كبرت بالأعوام والسنوات ..إلى أنا روحها ما زالت تعانق الطفولة وكأنها لم تكبر يوماً !!!!!فكيف لا وهي مسك الختام .. فكانت أصغر الأبناء واكثرهم غنجاً ودلالفرحلت ...ولكن دون وداع أو حتى سابق أنذار !!!!!رحلت قتلاً وغدراً !!!فلم أعد أعلم ما الذي سيُسعف قلب الأم المكلومأو ما الذي سيُضمد جرح الأب المصدوم ولكننا بتنا كما هذه المقولة" نعيب زماننا والعيب فينا وما للزماننا عيب سوانا "فلنتفق هذه المرة فقط ..بأننا جميعاً شركاء بهذه ((((الجريمة الشنعاء ))))ف واسفاه ...لم تعد المنظومة الأسرية كسابق عهدها فما عادت هي اللبنة الأساسية للصحة المجتمعية ..فلولا هذا الفساد الذي عمّها وطالها ...لما آل الحال إلى ما هو عليه الآن ولكن قد نستطيع أن نصوب الأوضاع ..فالحل بات واضحاً وضوح الشمس في قوله تعالى:(وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)فليس هنالك مبرر للقتل اياً كانت المُبررات والأسباب فحتى ما سُمي ((بجرائم الشرف وغسل العار)) ما هي إلا عادات بالية لا تمت للإنسانية أو لدين بِصلةفهي من صنع أدمغتنا وأيدينا وحان الوقت لطرحها أرضاً فخيراً لنا أن نطرح هذه العادات الساذجة من أن نطرح هذه إلارواح الغالية فالأرواح التي تُزهق بين الفينة والأخرى... يجب أن لا يذهب حقُها سُدى وبأرخص الأثمان لأن من أمن العقوبة أساء الأدب فمن الآن ليس هنالك مكان للعباءة والفنجانوخصوصاً أن هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها ... فأذكر (قصة نور العوضات) و (قصي العدوان) و (وهيفاء ابو هاني) و(الفتى صالح) وغيرها الكثير الكثير............فالقصاص حكمٌ إلهي من لّدُن حكيمٍ خبير... بالإضافة إلى أنه بات مطلباً شعبي لا يمكن التنازل عنهوانضم إلى قائمة المطالب الشعبية كأصلاح المنظومة السياسية والاقتصادية فبطالة الشباب وفراغهم عامل أساسي في ارتفاع نسب الجريمة والانحراففللأسف أصبح شبابنا سجناء الهواتف والألعاب وخصوصاً العنيفة منها ك ((الببجي )) حتى أكلت أدمغتهم فما عاد يفرقون بين الواقع والخيال وأصبحت مشاهد العنف تستهويهم حتى وصلنا لمرحلة نُبرر فيها للقاتل فعلتهفسلاماً على الإنسانية وعلى الأدمغة البالية وعلى القضاء النائم فللأسف ما قدّروا المرأة حق قدرها ...فبسابق الأزمان يُحكى أن امرأة صاحت "وامعتصماه" فحُرِك لأجلها جيشاً من أشاوس الفرسانولكن الآن حتى مشاعرهم لم تتحرك فسلاماً على الأمن والأمانوالقاتل يتجول بيننا يومياً وعلى مدار الساعات والثوان فكل مؤيد ومتعاطف مع هذه القضايا أياً كان ...سواء ذكراً أو أنثى فهو قاتلٌ خفي...ولكن لم يحين وقته الآن ليظهر للعيان فأعود وأقول سلاماً على الأمن والأمان !!!ولها الرحمة ولذويها عظيم الصبر والسلوان
على يد الجبان .. أُغتِيلت الأحلام
مدار الساعة ـ