مدار الساعة -مولدوفا واحدة من الدول التي لا يتردد اسمها بكثرة عندما نمر على الساحة الدولية الأوروبية، سواء على الصعيد السياسي أو التاريخي أو حتى السياحي، ولكن مولدوفا دولة شرق أوروبية قديمة الجذور، تقع بين رومانيا وأوكرانيا، وكانت إحدى دول الاتحاد السوفييتي السابق حتى عام 1990، عندما استقلت تحديداً في 23 يونيو/حزيران، قبل انهيار الاتحاد بعام واحد، وبينما قد لا تكون مولدوفا من الدول البارزة على الساحة العالمية فإن هناك الكثير من المعلومات المثيرة والغريبة عنها، سوف نتعرف عليها في تقريرنا التالي.
العاصمة سيئة الحظ أثناء الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1940، زحف جيش الاتحاد السوفييتي، الملقب بالجيش الأحمر، نحو مولدوفا، التي كانت تابعةً آنذاك للحكم الروماني، ودخل الجيش الأحمر العاصمة كيشيناو، بعد معارك قوية أتت على معالم العاصمة بالكامل.وكأن الأقدار لا تكتفي بالاحتلال، فقد ضرب أرجاء مولدوفا في العام نفسه زلزال قوي بلغت قوته 7.3 بمقياس ريختر، فأتى على البنية التحتية البسيطة للبلاد بأكملها، وما زاد الطين بلة أنه في العام التالي 1941 كانت طائرات "لوفتفافه" (سلاح الجو الألماني في الحرب العالمية الثانية) تقصف العاصمة كيشيناو، للقضاء على قوات الجيش السوفييتي المتمركز فيها.دولة حبيسة.. لكن هناك شواطئ!دولة مولدوفا تقع حدودها بالكامل داخل أراضي دولتي أوكرانيا ورومانيا، وتكاد تلامس حدودها البحر الأسود، ولكنها في الواقع دولة حبيسة لا تطل على أية سواحل بحرية.وفي عام 2005 عقدت مولدوفا اتفاقية لتبادل بعض أجزاء الأراضي مع أوكرانيا، لتشارك مساحة 600 متر فقط من نهر الدانوب، ورغم ذلك لا تعد مولدوفا دولة مطلة على أي ساحل أوروبي، ولكن هذا لم يمنع مواطني مولدوفا وزائريها من الاستمتاع بالذهاب إلى الشاطئ الذي لا يطل على البحر الأسود أو أي بحر، ولكن شواطئ مولدوفا في الواقع تطل على مجموعة من البحيرات الاصطناعية والطبيعية التي توفر شواطئ خلابة، حتى وإن لم تكن شواطئ بحرية مثل المتعارف عليها عالمياً.بلا رئيس لمدة 3 سنواتفي عام 2012 انتخب البرلمان المولدوفي القاضي والمحارب القديم والنائب المستقل "نيكولاي تيموفتي" رئيساً للبلاد، بعد مدة بلغت 3 سنوات قضتها البلاد في أزمة داخلية بدأت عام 2009، عندما اشتعلت في البلاد تظاهرات عارمة وغضب شعبي ضد البرلمان المولدوفي وتيار الأغلبية الشيوعي فيه.إثر هذه الأزمة الطاحنة ظلت مولدوفا بلا رأس سلطة رسمية لمدة 3 سنوات، انتهت بمقترح التصويت البرلماني بانتخاب تيموفتي رئيساً، أما حالياً فترأس مولدوفا مايا ساندو، السياسية التابعة لحزب باس PAS الوسطي الليبرالي.إقليم انفصالي تحميه روسياعلى الشريط الحدودي الشرقي مع أوكرانيا يقع إقليم (ترانسنستاريا)، الذي تبلغ مساحته 4163 كيلومتراً مربعاً، انفصل عن مولدوفا عام 1990 في أعقاب الانفصال عن الاتحاد السوفييتي، وبقيت قوات انفصالية سيطرت على الإقليم وأعلنت حدودها الرسمية وعملتها الخاصة.وأغلب السكان البالغ عددهم قرابة 700 ألف ينحدرون من عرقية روسية أو أوكرانية، وتتمركز حاليا في الإقليم الانفصالي قوات روسية، يقدر عددها بحوالي 1500 جندي، بدعوى تعرض هذه العرقيات للاضطهاد.الكاكوز الذين أوشكت لغتهم على الانقراضإحدى اللغات المستخدمة في مولدوفا هي لغة الكاكوز، والتي أصبحت معرضة للانقراض حالياً، والكاكوز أنفسهم هم عرقية تركية أناضولية ذات أصول مسيحية، قطنت مولدوفا لفترات طويلة (بجوار وجودهم في بلاد أخرى مثل أوكرانيا ورومانيا)، ويبلغ عددهم قرابة 120 ألف شخص حالياً من بين 180 ألفاً في العالم كله.وأصبحت الآن لغة الكاكوز واحدة من اللغات الموشكة على الانقراض، صنفتها اليونسكو التابعة للأمم المتحدة واحدة من اللغات المهددة بالفناء، وأصبحت أعداد الكاكوز أنفسهم في خطر، بسبب محدودية مجتمعهم، والتهميش الذي يعانون منه في المجتمع المولدوفي، رغم انفتاح المجتمع المولدوفي مع الثقافات المجاورة.الأقل زيارة.. والأكثر فقراًتعد مولدوفا واحدة من أقل دول أوروبا زيارة على الإطلاق، فبينما حظيت فرنسا بلقب أكثر دول أوروبا زيارة لعام 2022، بعدد 90 مليون زائر، سجلت مولدوفا عدد 145 ألف زائر فقط، وهو رقم يشي بضعف السياحة بشدة في مولدوفا، رغم وجود العديد من المناطق الجذابة بها، والتي تستحق الزيارة، بخلاف تمتعها باستقرار نسبي مقارنة بدول أخرى في شرق أوروبا.لقب آخر يُنسب إلى مولدوفا، وهو ليس باللقب الذي قد تفخر به الدول، وهو لقب واحدة من أفقر دول أوروبا، فمتوسط دخل الفرد بناءً على الناتج القومي هو 4551 دولاراً سنوياً، ويقع ترتيبها حالياً رابع أفقر دولة في العالم بعد أوكرانيا وجورجيا وكوسوفو، وكانت مولدوفا هي الأفقر بأوروبا.
أفقر دول أوروبا التي ظلت من دون رئيس 3 أعوام
مدار الساعة ـ
حجم الخط