يعيش الشباب في ضل التقدم التكنولوجي مجموعه من التحديات والصعوبات التي من الممكن أن تفتح لهم أبوابا كثيرة إذا تم استخدامها بالطريقة الإيجابيه، أما إذا تم استخدامها بالطريقه السلبيه دمرت الكثير من الشباب، ومن أهم وأعمق المواضيع التي عملت على تشكيل فكر ونهج وسلوك الشباب هي المجتمعات الإفتراضية.
حيث ظهر مفهوم المجتمع الإفتراضي في البدايات عنواناً لكتاب هووارد راينجولد ويعني جماعة من البشر تربطهم اهتمامات وأفكار مشتركة، ولا تربطهم حدود جغرافيّة أو عرقيّة أو سياسيّة أو دينيّة يتفاعلون فيما بينهم عبر وسائل ومواقع التواصل ، ويطوّرون فيما بينهم طرق وقواعد وآليات التعامل مع بعضهم البعض.وساهم التطور التكنولوجي الحديث بتشكيل فضاء جديد ومختلف للشباب وهذا ما نسميه الفضاء الرمزي الذي أدى إلى تشكيل علاقات تتجاوز الإطار المكاني على شكل جماعات إفتراضية. حيث ظهرت الجماعات الإفتراضية في بدايتها بفعل عوامل عديده تتمثل بما يلي: إحتياجات التعليم، واستخدام تكنولوجيا الحاسوب والإتصالات الرقمية منذ ثمانينيات القرن الماضي، و انبثق بعد ذلك ما عرف بالمجتمعات الشبكية مع في أوائل التسعينيات، حيث تطورت على شكل جماعات معروفة بين مستخدمي تكنولوجيا الإنترنت وتشترك فيما بينهم الخصائص والإحتياجات، وانتشرت بين هذه المجتمعات تكنولوجيا الدردشة التي تدعم الكثير من المجتمعات الإفتراضية على نطاق واسع.وخلال السنوات القليلة الماضية تطورت المجتمعات الإفتراضية على الإنترنت بشكل كبير ، ومن أبرز وأشهر المنصات التي تم استخدامها هو الفيس بوك ويعتبر أكبر مجتمع إفتراضي عالمي يستخدمه الكثير وبشكل لافت.كم تتميز المجتمعات الإفتراضية بأنها مجتمعات متاحة ومتوفره للجميع ممن يرغبون بالمشاركة فالمدينة الإفتراضية مدينة لا تنام فهناك الكثير من التفاعلات الإفتراضية ولا يخفى على أحد خطورة الدور الإجتماعي والسياسي لتقنيات الإتصال والإنترنت وأثرها في تشكيل وبرمجة الوعي وتوجيه أنماط التفكير.فانحسار محيط الحرية في الواقع الحقيقي دفع الكثير من الشباب إلى ممارسة حرياتهم عبر الإنترنت في العالم الرقمي الذي فتح لهم فرصة المشاركة السياسية بوعي أكبر وتشكيل مجتمعات إفتراضية بعيداً عن الصراعات سواء الصراعات الناجمه عن الأحزاب أو رقابة الأجهزة الأمنيه وحملات التشويه التي يشنها الإعلام ضدهم وهو ما جعل الشباب يلجئون لهذه المجتمعات مبتعدين عن واقعهم الفعلي هاربين إلى الأحلام التي يضنون بأنهم سيحققونها من هذا العالم.وبهذا وجد الشباب أكبر حاضنه لهم تستوعب ما بداخلهم من آلام ومشاعر فأصبحت المنصات عبارة عن مساحات آمنه للتفريغ، فأصبحنا نرى التنوع الفكري والسياسي وبالمقابل نرى التنمر والإساءات والفجور فأصبح العالم الافتراضي يضع أمامنا خيارات كثيرة ويضغط علينا للإختيار والإنجراف معه.ولا نلوم الآن حقيقه جيل العالم الإفتراضي لأن المغريات التي توفرت لهم أفقدتهم السيطره وأفقدت المجتمع فرصة الإصلاح فلا إلا بمحاوله الدخول لهذا العالم وعمل خطط لإنقاذ الأجيال القادمه.حيث أصبح المجتمع الافتراضي حقيقة لا مفر منها، ونتيجة حتمية للنمو التكنولوجي والرقمي المذهل ،فالمجتمع الإفتراضي مجتمع موازي للمجتمع الواقعي، يؤسس لمنظومة مفاهمية وسياق ثقافي جديد، ليدخل بذلك الشباب في عالم متنوع المعالم الثقافية والحضارية، دون رقابة وضوابط اجتماعية، فالشباب هم من يضعوا حدود تجولهم وثقافتهم ونمط شخصياتهم فهو سادة أنفسهم في هذا العالم.
المجتمعات الإفتراضية العالم الأخطر على الشباب
مدار الساعة ـ