اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الاردني ومتلازمة 'كبسة الزر'..


محمود الدباس

الاردني ومتلازمة 'كبسة الزر'..

مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/18 الساعة 00:16
كوني درست الطب في مخيلتي.. واعمل التحاليل في عقلي.. واقوم باجراء التجارب من خلال المشاهدات والافعال ورداتها للمجتمع الذي اتفاعل معه.. وجدت ان هناك متلازمة اصبحت تصيب الاردنيين اسميتها متلازمة كبسة الزر..
طبعا هذه المتلازمة اثارها سلوكية.. وتسبب الصداع والتشت والازعاج للاخرين.. وتُحدِث التوتر لمن لازمته هذه المتلازمة.. وبالتالي يصاب المجتمع بوباء السلبية والاحباط.. ويتم وضع الجهات الرسمية تحت الضغط المكثف..
وفي محاولة لعمل تقصي لمعرفة سبب وجود هذه المتلازمة.. حاولت دراسة مجموعة منتقاة ممن اثق بصدق روايتهم لحالاتهم..
فكانت الاجابات شبه متقاربة..
وجدت بان هذه المتلازمة ناتجة عن تراكمات.. وليست بسبب جين من جينات الاردني.. او لطبع غريب قد اعتراه..
فعندما يرى الاردني ان مشروعا ما تعلن عنه الجهة المسؤولة.. بان مدته هي ثلاث سنوات على سبيل المثال.. ويتأخر ويصبح ست سنوات..
وعندما يمشي بمعاملة هي بحاجة الى يوم لاتمامها على أقصى تقدير.. وتستغرقه اسبوعا الى شهر.. وهو كالمكوك يتحرك ويدور بين نفس الدوائر او حتى الاقسام في نفس الدائرة..
وفي نفس الوقت.. يسمع من قريب او صديق او حتى هو شخصيا قد يرى بام عينه.. أن نفس المشروع -ولن اقول افضل او اكبر او اعقد- يتم إنجازه في دول اخرى شقيقة او صديقة باقل من الوقت الذي اعلنته الجهة المختصة عندنا..
وان المعاملة التي امضى اسابيع لاتمامها.. اتمها غيره او هو نفسه في دول اخرى وهو جالس في المنزل وخلال دقائق معدودة..
هنا لا بد وان تتسلل تلك المتلازمة اللعينة الى نفسه لكثرة المقارنة بين ما يحدث عندنا وما يحدث عندهم..
ولانني لا احب ان اضع المشكلة واذهب.. وانما اطالب اي شخص يكتشف شيئا سلبيا او مرضا ان يبحث عن العلاج له.. لكي لا يصيب الناس بالخوف والتوتر..
فقد حاولت ربط الامور.. فوجدت ان الحل يكمن في نقطتين..
الاولى.. ان تمنع الحكومة عنا اي اخبار تجعلنا نعلم إنجازات المشاريع والمعاملات -والمشابهة لمشاريعنا- عند الاخرين..
ولكون هذا الامر مستحيل.. ولا اقول شبه مستحيل.. مع ثورة الاتصالات وكثرة استخدام "كبسات الازرار" على الهواتف والريموتات.. فان الحل الثاني اجده انجع..
الثانية.. عندما تعلن اي جهة عن مدة ووقت مشروع او خدمة.. عليها ان لا تقول الوقت المتوقع.. والذي هو بالاصل محسوب في خطة تنفيذه كافة معاملات الاخطار.. وانما تضرب المدة بثلاثة مثلا.. وهنا تضرب الجهة المسؤولة عدة عصافير بحجر واحد..
العصفور الاول.. تأخذ راحتها في التنفيذ دون ضغوطات..
العصفور الثاني.. يضع المواطن في حسبانه هذه المدة.. ولخبراته السابقة سيضع ايضا مدة اضافية من عنده.. وهذه ستريح تلك الجهة ايضا..
العصفور الثالث.. لا بد وان يتم انجاز المشروع او المعاملة في وقت اقل من مجموع الوقتين.. وذلك باضافة وقت المواطن..
وهنا سيشعر المواطن بان الامور اصبحت تنجز "بكبسة زر"..
وبالتالي سيتم شفاء المواطنين من هذه المتلازمة دون صرف حبة دواء واحدة.. ولن تسبب اي نوع من الضغوط على اي جهة بكثرة السؤال والاستفسار والتذمر..
مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/18 الساعة 00:16