انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات شهادة جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

هل تواجه خطر الاستنساخ رقميا؟ حسنا انت معرض للفصل من عملك

مدار الساعة,أخبار خفيفة ومنوعة,شركات التكنولوجيا
مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/14 الساعة 14:53
حجم الخط
مدار الساعة -"التوأمة الرقمية" على وشك أن تتحول إلى واقع فعلي، فماذا يعني ذلك لنا كبشر؟ وهل يطور الذكاء الاصطناعي بالفعل "مشاعر" بشرية، كما يقول مهندس جوجل؟
التوأمة الرقمية لا تعتبر جديدة كفكرة بطبيعة الحال، والتوأم الرقمي عبارة عن نسخة طبق الأصل من شيء ما أو شخص ما في العالم المادي.
وفي البداية كانت هذه التوائم مجرد نماذج حاسوبية ثلاثية الأبعاد متطورة، لكن الذكاء الاصطناعي (AI) جنباً إلى جنب مع شبكة من التقنيات تستخدم أجهزة استشعار لربط الأشياء المادية بالشبكة، جعلت إنتاج نسخة رقمية تتعلم من نظيرتها الحقيقية، وتساعدها باستمرار على التحسين والتطوير، أمراً أقرب إلى التحقق من أي وقت مضى، بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية BBC.
وقبل أن تقرر عدم مواصلة القراءة اعتقاداً منك أن هذا كله خيال علمي، ولا يمكن أن يتحقق قريباً، يقول المحلل التكنولوجي روب إندريل إنه سيكون لدينا الإصدارات الأولى من التوائم الرقمية البشرية المفكرة "قبل نهاية العقد"، أي قبل عام 2030، أي خلال أقل من 8 سنوات.
متى يمكن أن تخرج "التوأمة الرقمية" للنور فعلاً؟
التوأم الرقمي لن تكون مهمته فقط التقليد بشكل كامل شكلاً ومضموناً، بل ستكون له مهمة فريدة وأكثر خطورة أحياناً، ألا وهي المساعدة في تحسين أو تقديم ملاحظات، لنسخة الحياة الواقعية التي يمثلها.
وهنا يقول إندريل لبي بي سي: "إن ظهور هذه الأمور سيحتاج إلى قدر هائل من التفكير وأخذ الجانب الأخلاقي بعين الاعتبار؛ لأن نسخة رقمية مفكرة مطابقة تماماً لنا يمكن أن تكون مفيدة بشكل لا يوصف لأصحاب العمل".
"ما الذي سيحدث لو أن شركتك أوجدت توأماً رقمياً لك، ومن ثم قالت: لدينا هذا التوأم الرقمي الذي لا ندفع له أي راتب، فلماذا ما زلنا نوظفك؟".
وكانت رحلة توأمة البشر، في شكل الصور الرمزية المسماة أفاتار، قد انطلقت بالفعل، لكنها حالياً بدائية وغريبة إلى حد ما. يعتقد إندريل أن ملكية مثل هذه التوائم الرقمية ستصبح أحد الأسئلة المُحددة لعصر ميتافيرس الذي بات وشيكاً.
والمقصود بالميتافيرس هو العوالم الافتراضية، وبشكل عام هذه التقنية موجودة بالفعل منذ سنوات وتستخدم بالأساس في ألعاب الفيديو، لكن ما يتحدث عنه خبراء التكنولوجيا الآن أمر مختلف، يهدف إلى جعل الميتافيرس وكأنها نسخة منقحة من الواقع الافتراضي.
ويعتقد كثير من هؤلاء الخبراء أن الميتافيرس قد يصبح الثورة القادمة في مستقبل الإنترنت، بل إن ثمة اعتقاداً بأن مقارنة الميتافيرس بالواقع الافتراضي المستخدم في الألعاب حالياً ربما تشبه مقارنة الهواتف الذكية بالجيل الأول من الهواتف المحمولة الضخمة التي أُنتجت في ثمانينيات القرن الماضي.
فالميتافيرس، أو العالم الافتراضي الجديد، يمكن أن يستخدم في أي شيء، كالعمل واللعب والحفلات الموسيقية والذهاب إلى دور السينما، أو مجرد الالتقاء بالأصدقاء. ويتصور غالبية الناس أنك تحتاج إلى "أفاتار" أو صورة رمزية ثلاثية الأبعاد، لكي تتمكن من استخدامه. ولكن لأن الميتافيرس لا يزال مجرد فكرة جديدة، فإنه لم يُتفَق بعد على تعريف موحد له.
مارك زوكربيرغ قرر تغيير اسم شركته من فيسبوك إلى "ميتا"، اختصار ميتافيرس، واستثمار عشرات المليارات وتوظيف عشرات الآلاف للعمل على تطور العالم الافتراضي تحديداً، وانتشرت شركات العقارات التي تبيع أراضي ومباني وعقارات سكنية وإدارية وصل سعر المتر فيها آلاف الدولارات، كل ذلك في العالم الافتراضي.
الذكاء الاصطناعي "الحساس"!
خلال الأيام القليلة الماضية، عبر بليك ليموين، المهندس في منظمة تطوير الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة جوجل، عن قلقه من أن نظام الدردشة الآلي الذي تطوره الشركة العملاقة، اعتماداً على الذكاء الاصطناعي، قد أصبح "حساساً".
هذه الكلمة البسيطة "حساس" تسببت في زلزال ضرب عالم التكنولوجيا، وسارعت جوجل بإيقاف ليموين عن العمل متهمة إياه بانتهاك "سياسة السرية" المتبعة في الشركة.
شركات التكنولوجيا تعمل منذ سنوات طويلة على تطوير الذكاء الاصطناعي، وهذه ليست معلومة جديدة أو سرية؛ إذ إن خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي العملاقة كفيسبوك وتويتر وغيرهما تعمل بالأساس من خلال الذكاء الاصطناعي، حيث يتم تزويد تلك الخوارزميات بمعادلات حسابية معينة تتم ترجمتها من خلال برامج بعينها إلى كلمات وأكواد تطبق على كل ما يتم نشره عبر المنصة، ويكون دور الخوارزمية هو تحديد ما إذا كان المنشور مخالفاً لسياسة المنصة أم لا.
لكن يبدو أن التطور الذي وصل إليه الذكاء الاصطناعي يتخطى بكثير ما هو معلن عنه، أو على الأقل هذا ما أراد ليموين توصيله للناس، بعد أن عبر عن مخاوفه لرؤسائه دون جدوى. فما أعلنه ليموين أعاد للأضواء الجدل بشأن طبيعة الذكاء الاصطناعي، سواء أكانت التكنولوجيا الموجودة حالياً أكثر تطوراً في هذا المجال مما نعرفه أم لا.
ليموين باحث في الذكاء الاصطناعي يعمل في مشروع اسمه لامدا LaMDA، وهو عبارة عن برنامج "كتابة" آلي تماماً يعمل بالذكاء الاصطناعي، والمقصود هنا هو البرامج التي تشبه التدقيق اللغوي على سبيل المثال، لكن هذا البرنامج الجديد من جوجل، الذي لم يرَ النور بعد، أكثر تطوراً بكثير ويصل إلى حد "الكتابة".
ويؤمن ليموين أن لامدا قد تطور بصورة مقلقة، وبات "واعياً وحساساً" كما لو كان بشرياً وليس برنامجاً آلياً يعمل بالذكاء الاصطناعي، وفي حوار له مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قال المهندس: إن "لامدا يمتلك وعياً لطفل بشري في عمر الثامنة".
مدار الساعة ـ نشر في 2022/06/14 الساعة 14:53