لدولة الأستاذ الرئيس الدكتور عبد السلام المجالي أمد الله في عمره مكانه خاصة في قلبي، هي مزيج من الحب والاحترام والمهابة، وهذا المزيج يكبر كلما التقيت بدولته، وقد كان من حسن حظي أن عملت بمعيته في القطاع العام عندما كان هو رئيساً للوزراء، وكنت مديراً عاماً لدائرة للمطبوعات والنشر، وقتها زودني دولته بنصيحة ثمينة، خلاصتها أن لا أنزلق إلى صغائر الأشياء، مثل النميمة التي تنتشر بين الموظفين، ولا المكائد التي يلجؤون إليها، وأن لا أصرف همي لتحصيل المياومات وبدل النقل، وبدلاً من ذلك أن أنصرف للإنجاز وترك بصمة، كما أ?صاني دولته بأن أظل أفكر وأتصرف بعقلية المجتمع المدني الذي جئت منه و خبرته وخبرني، كما عملت بمعية دولته في المجتمع المدني، من ذلك مثلاً مجلس أمناء جائزة الشهيد وصفي التل.
وفي الحالتين تعلمت من دولته الكثير الكثير، وأول ما تعلمته منه الكبرياء حتى في المواقف التي يريق فيها الرجال ماء وجوههم لنيل مكسب أو رضا، ولأنه صاحب كبرياء حقيقي فقد ظل الدكتور عبد السلام من الرجال الذين تكبر بهم المناصب والمواقع ولايكبرون بها، والكبرياء عند دولته ممزوج بالتواضع، مما يدلل على أنهما صفتان أصيلتان به.ومما تعلمته من دولة الدكتور عبدالسلام أن الموقع العام هو تكليف بالخدمة، وهذه قناعة راسخة عند دولته لذلك صار من أكثر المسؤولين الأردنيين إنجازاً وبناء وتطويراً للمؤسسات التي صارت شامات مضيئة على خد الوطن، فمن منا لا يذكر أثر ودور دولته في بناء وتطوير الخدمات الطبية الملكية، والجامعه الأردنية، بل وفي مجمل القطاعين الصحي والتعليمي في بلدنا، ساعده على تحقيق ذلك انضباطه وحسن استخدامه للوقت.ومما عرفته عن دولة الدكتور عبد السلام أنه قائد يعطي من معه كامل الصلاحيات، لكنه يتابع ويحاسب، وهذه واحدة من أهم صفات القائد الإداري الناجح.مناسبة هذا الكلام، تفضل دولة الدكتور عبد السلام المجالي بتكريم جماعة عمان لحوارات المستقبل وقبوله استلام درعها، اعترافاً من «الجماعة» بفضل الرجل وقيمته ودوه في بناء بلدنا، وسعياً لتعلم المزيد منه، وقد كان، فعلى مدار ساعة من الزمن ذكرنا دولته بحجم التطور والإنجاز الذي حققه بلدنا مما يجب أن نحافظ عليه ونراكم عليه، وضرورة الأخذ بأسباب البناء والإنجاز، وفهم روح العصر مع الحفاظ على أصالتنا، كما ذكرنا دولته بحجم المعاناة التي عاناها الآباء والأجداد، وبحجم إصرارهم على النجاح وبناء الدولة والمجتمع، رغم قلة ذات الي? وصعوبة الحياة حيث كانت رحلة الطالب من الكرك إلى السلط حيث كانت المدرسة الثانوية الوحيدة في الأردن تستغرق يومين على ظهر «الترك».خلاصة القول إننا تعلمنا درساً في التاريخ من قامة وطنية ساهمت في صناعة التاريخ المعاصر لبلدنا، أمد الله بعمر دولته.
في حضرة التاريخ والكبرياء
مدار الساعة (الرأي) ـ