انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الموصل بعد التحرير.. مدينة خراب تنتظر الإعمار

مدار الساعة,أخبار عربية ودولية,الأمم المتحدة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/12 الساعة 09:50
حجم الخط

مدار الساعة - يقف الموصليون ومعهم العراق اليوم في مواجهة لحظة الحقيقة، بعد تحرير المدينة من قبضة تنظيم داعش: دمار غير مسبوق سوّى ثاني مدن العراق حطاما.

فبمبانيها المدمرة وحطام السيارات المنتشر في أزقتها، تحولت المدينة القديمة في الموصل التي كانت القلب النابض لثاني أكبر مدن العراق إلى خراب بعد أسابيع من المعارك الشرسة بين القوات العراقية وتنظيم داعش.

وسط هذا المشهد الذي يشبه نهاية العالم، تتنقل حفارات لتنظيف الشوارع المليئة بالأنقاض في المركز التاريخي لمدينة الموصل "المحررة" من قبضة تنظيم داعش، بعد عملية عسكرية استمرت نحو تسعة أشهر.

وفي موقع قريب، تتحرك عربات مدرعة لتمهيد الطريق أمام عمليات البحث عن آخر الدواعش الذين يختبئون في المنطقة.

وهي تعقّب على نهايات معركة الموصل، قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز غراندي: "من المريح معرفة أن الحملة العسكرية في الموصل تنتهي. قد يكون القتال انتهى لكن الأزمة الإنسانية لم تنته. لقد فقد كثيرون ممن فروا كل شيء. إنهم في حاجة إلى المأوى والغذاء والرعاية الصحية والماء والصرف الصحي ومعدات الطوارئ. مستويات الصدمة التي نشهدها هي من بين الأعلى على الإطلاق. إن ما عاناه الناس لا يمكن تصوره".

أمّا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فذهب الى ابعد من حطام الموصل، وهو يقول: إن بقاء العراق دولة موحدة أمر يزداد أهمية، وأضاف أنه لا يجب إجراء استفتاء كردي مزمع على الاستقلال، مشدداً على أهمية الحفاظ على وحدة أراضي العراق وسلامتها.

وذكر أردوغان في مؤتمر نفطي بإسطنبول: "تتزايد أهمية وحدة أراضي العراق يوماً بعد يوم... يجب أن يمتنعوا عن أي خطوات أحادية، مثل استفتاء الاستقلال".

ورحب أردوغان بالأنباء عن قرب انتهاء الحرب على تنظيم "داعش" في الموصل، لكنه تساءل عمن سيتحمل تكلفة إعادة إعمار المنطقة.

وبدأت المشاورات تحضيراً لشن عملية عسكرية لاستعادة قضاء تلعفر (60 كيلومتراً غرب الموصل)، الذي تحاصره منذ بضعة أشهر قوات "الحشد الشعبي"، ويعزو مراقبون التأخير في تحريره إلى اعتبارات سياسية، أبرزها تحفظات أنقرة على اقتحام "الحشد" القضاءَ الذي كانت تقطنه غالبية من القومية التركمانية.

وقال القائد في قوات البيشمركة في محور محافظة كركوك: "اتفقنا مع قوات التحالف على تأجيل عملية استعادة الحويجة إلى ما بعد استعادة تلعفر". وأفادت مصادر محلية بأن "داعش" أعدم "27 امرأة وطفلاً في مجزرة في تلعفر".

إلى ذلك، كشفت قيادة الشرطة وعمليات الجيش في محافظات الجنوب العراق عن إعادة النظر في توزيع قطعاتها وفي الخطط السابقة، تزامناً مع إعلان تحرير مدينة الموصل، وذلك تحسباً من المرحلة المقبلة، التي قد يعمد تنظيم "داعش" إلى تجديد نشاطه فيها، من خلال عمليات الاستهداف المحددة.

وينشغل المراقبون بمصير مسلحي "داعش" الذين بلغ عددهم وفق بعض التقديرات، سبعة آلاف شخص داخل الموصل وضعف هذا العدد في محيط المدينة، وهي الحصيلة التي تحدث عنها رئيس البرلمان العراقي السابق أسامه النجيفي، في تشرين الأول(أكتوبر) الماضي، ويرى هؤلاء المراقبون، أن التنظيم ربما يعاني في المرحلة الحالية من تعرض وجوده للخطر في ظل الهزائم المتتالية، التي مني بها على مدار الأشهر الماضية، وأنه ربما سيجهد للحفاظ على بقائه بعد أن كان يتحدث في مرحلة سابقة عن فكرة التمدد.

وتتراوح السيناريوهات المتوقعة لمستقبل "داعش" وفق المراقبين، بين تسرب أفراده وانتقالهم إلى مناطق عراقية أخرى مكونين جيوبا جديدة، أو الانتقال إلى الأراضي السورية، حيث ما يزال التنظيم يسيطر على مناطق شاسعة على الحدود بين البلدين، وبجانب ذلك يطرح المراقبون، احتمالات عودة المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم إلى بلدانهم الأصلية التي قدموا منها، حيث تزيد المخاوف في ظل هذا الاحتمال من تحول هؤلاء إلى ما يعرف ب(الذئاب المنفردة) الذين يقومون بشن هجمات منفرده لكنها توقع العديد من الضحايا.

لكن الاحتمال الأقوى يتمثل في انتقال مقاتلي "داعش" الفارين من العراق ومن سوريا في حالة حسم معركة الرقة، إلى مناطق صحراوية شاسعة في دول تشهد نزاعات داخلية، ومن الدول التي يعتقد المراقبون بأن "داعش" سيختارها لمواصلة عملياته أفغانستان وليبيا، حتى وإن لم يتمكن من الإعلان مجدداً عمّا يسميه "دولة الخلافة" كما كان في السابق، أي خلال احتلاله لمناطق واسعة في العراق وسوريا وكثيرون يلاحظون التواجد المتزايد للتنظيم في منطقة سيناء المصرية وأيضا على الحدود الغربية لمصر مع ليبيا.

ويبدو أن المرحلة التالية لهزيمة "داعش" في العراق وسوريا، لن تمثل هدوءا بالنسبة للسلطات الأمنية في العديد من الدول، إذ أن معظم السيناريوهات المطروحة بشأن مستقبل التنظيم، تمثل خطرا من نوع ما، فعلى مستوى عودة مقاتلي التنظيم إلى الدول التي قدموا منها يرى خبراء أن السلطات الأمنية في تلك البلدان، سيتعين عليها معرفة هؤلاء الأشخاص العائدين ومتابعتهم بدقة، نظرا للخطر الذي قد يمثلونه وإمكانية تحولهم إلى (ذئاب منفرده)، قد تقدم على تنفيذ عمليات إرهابية في أوقات لا يمكن التنبؤ بها، كما أن فكرة انتقال المقاتلين إلى مناطق صحراوية أو جبلية وعرة في بلدان تشهد نزاعات داخلية، يحمل أيضا خطرا على تلك البلدان وهو سيكون بمثابة نقل للصراع، دون تحييد التنظيم كما أنه سيحمل خطرا على مجتمعات هذه الدول.-(وكالات)

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/12 الساعة 09:50