كنت قد اتخذت قرارا بمفارقة كتابة المقال مدى الحياة، فقلة القراء وعدم الأخذ بمحتواها اصابني بفقدان الشغف، لطالما كان عهدي لذاتي "ان أحاول ان انفع مجتمعي ولو بحرف"، وعهد الذات لا يخان، إذا ها انا ذا اعود من جديد واسأل الله ان تكون عودتي خيرا.
كالعادة، اتصفح مواقع التواصل الاجتماعي علني أجد ما يوسع معرفتي وينير دربي في ايامي القادمة، ومن منا يدري اين ستغمره الحكمة والعلم؟، لأتفاجأ بمنشور لاحد الإعلاميين العرب يخط به سؤالا يحمل بين طيات حروفه الخمس نقدا واضحا وصريحا لاحد الفيديوهات الأردنية المضحكة او (كما يعتقد القائمين عليها بانها مضحكة) ومن هنا تبدأ الحكاية ....فن الفكاهة .... " كلام علمي استحملوني"لا أستطيع الانكار ان لذلك الفن جذور عريقة منذ بداية البشرية، فهو عنصر هام من عناصر الأدب، وجزء لا يتجزأ من حياتنا لما له من وظيفة روحية وفسيولوجية واجتماعية أيضا، فمن يملك القدرة على تسلية النفس البشرية غيره؟؟حاولت العديد من النظريات على مر التاريخ كالنفسية والروحية، تفسير ماهية الفكاهة علهم يستطيعون حصرها في قالب يدرس في مجمع أكاديمي على سبيل المثال الا ان الجميع اتفق وخصوصا أصحاب النظرية الروحية ان الفكاهة ما هي الا "هبة من الله" وهنا نقف....ليش نتابع الفكاهيين ؟ ....اجزم ان القبول لما يقدمه أحد الفكاهيين في المملكة هو ذوق شخصي في بداية الامر، ومتابعتي لفلان وعلنتان هو نتاج حتمي لقبول ما يقدمه ومدى استمتاعي به، لذا انا لا اقصد أحد بحد عينه في مقالتي هذه تحت بند" الناس اذواق" او يمكننا القول " لو تشابهت الاذواق لبارت السلع" وهنا نتفق..عطل فني أصاب الفكاهة في الأردن .... " معقول؟"بعد مراقبة حثيثة للعديد من المنشورات والفيديوهات وغيرها، أصبحت أتساءل اين الفكاهة؟ ومن هؤلاء؟ متى انتشروا ؟ ومن جمهورهم؟ ...لا إجابة واضحة حتى الان " يلا نفسر"... فلان: يفتح فمه حد اللامعقول، وضحكة مرتفعة لا مبرر لها. “فكاهي 1"علنتان:اتخذ أحدا ممن هو اقل منه شهرة وقبول ليمارس عليه فنون التنمر بشتى أنواعها ."فكاهي 2"جمعان:يتمايل ويتراقص بشكل يخدش الحياء العام تحت بند " خلونا نضحكهم" . "فكاهي3"فزعان:يأخذ من تراثنا وعاداتنا محتوى ليحول ما نسجه الأجداد الى " نكتة الموسم" ."فكاهي4"حفلان:يسمي الأمور بغير اسمائها يتخذ من الامراض الطبية وسيلة للشهرة كأن يقول " التأتأة لعبتي" او "الاكتئاب دراما" والى الان لا اعلم ما المضحك؟ "فكاهي 5"وغيرهم الكثير واظن ان جميع من يقرأ مقالي هذا قد استذكر واحد منهم على الأقل وهمس في ذاته "معاها حق"، وبنهاية المطاف تأتي وسيلة إعلامية لا ندري من القائم عليها ولا لنا رخصة بالسؤال حول سياستها او رؤيتها او أهدافها تعاني من شح المشاهدات لتستضيفهم كدعم للمواهب الأردنية الشابة ويبقى السؤال " هي وين المواهب بالضبط؟"في نهاية مقالي انا لا اتذمر ولست في خانة البحث عن السلبيات في مجتمع اهلكه الظروف المعيشية ولكنني أؤيد الارتقاء، أؤيد ان نقول للمبدع حقا .. بانه مبدع، وان ننظر لهؤلاء بعين السخط ولا قبول علهم يدركون سوء ما يفعلون، الفكاهة لا تنحصر بضحكة فقط بل الكثير منها يأتي برسالة مجتمعية مبطنة، فلو اخذت منكم عشر وبدأنا نبحث عن الفائدة من عروضهم لن نجد ولو وجدنا فهم اقلاء تكاد اليد الواحدة ان تكفيهم، ورسالتي اليوم بلهجة اردنية " خلنا نحب حالنا لانو ما يلبقنا الا السوالف الجخة".