لقد ألف المؤرخ الأردني المعروف بمؤرخ الأردن الأستاذ سليمان الموسى من عجلون كتابين عن تاريخ الأردن في القرن العشرين، وآخرهما كتابه الذي صدر بتاريخ 01/01/1996.
كتب الموسى عن دولة توفيق باشا ابوالهدى الكثير الكثير من المنجزات ومن الأحداث الموثقة بالأدلة والبراهين والتي طَبَّقَها دولته على نفسه وعلى أفراد أسرته قبل أفراد الشعب الأردني. وكان هدفه الرئيس هو المحافظة على وجود أردننا العزيز ومقدراته المحدودة جداً في تلك الفترة ومازالت، بالأفعال وليس بالأقوال والوعود والتمنيات كغيره من العديد من رؤساء الوزارات الذين خلفوه.
لا أدري لماذا لا تُسَلَطُ الأضواء عليه وعلى منجزاته بل تُسَلَطُ الأضواء على غيره (هل لأنه لم يكن له من الأولاد إلا فتاة واحده فقط وإسمها سعاد، ولم يكن له أحد من الذكور أم لغيره من الأسباب!). يكفي دولته أنه شَكَّلَ إثنا عشرة وزارة، كتب والف الدستور الأردني لعام 1952 لكونه محامياً ضليعاً ولديه من الخبرات المتعددة في جميع المناصب التي تقلدها خلال حياته السياسية. يكفيه فخراً أيضاً أنه أول رئيس لمجلس الأعيان الأردني، لقد كتبت عن حياته جريدة العرب اليوم تسعة عشر حلقة، وعندما اوشكت هذه الجريدة الإفصاح عن من قَتَلَهُ توقف النشر عند الحلقة التاسعة عشر. دولة توفيق باشا ابوالهدى كما قيل ونُشِرَ من بعض العارفين والمعاصرين لفترته: أنه لم يَشْنُقْ نفسه، بل قُتِلَ قتلاً (أطلق عليه النار في منزله ومن ثم تم تعليقه في المنزل وقالوا أنه شنق نفسه، كيف لإنسان عظيم وقوي جداً، أنجز كل تلك المنجزات التي ذكرها عنه الآخرين أن ينتحر ويشنق نفسه وكان محضراً حقائبه ليلاً للسفر لبريطانيا للعلاج صباح اليوم التالي). في إحدى الحلقات في جريدة العرب اليوم وفي صورة تجمعه مع عدد من القادة العرب وعلى الصفحة الأولى من الجريدة صورة تجمعه مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وهو يُشْعِل له السيجارة ويقول: لقد تعلمت السياسة من توفيق باشا أبوالهدى ويضيف قائلاً: إذا صرَّح دولة توفيق باشا تصريحاً في عمـــان تهتز له لنــدن . . . إلخ.
لنكون منصفين، رئيس الوزراء الوحيد الذي خَلَفَ دولة توفيق باشا وسار على خطاه في الغيرة على مصالح الوطن ومقدراته وعلى مصالح الشعب في الدرجة الأولى قبل مصالحه الشخصية هو دولة الشهيد وصفي مصطفى (عرار) التل رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. غيره من رؤساء الوزارات أو أكثرهم كان همهم الوحيد مصالحهم الشخصية ومصالح أهاليهم وعشائرهم وأصدقائهم، وكيف يتفننون في فرض الضرائب المختلفة على أفراد الشعب من أجل إشباع رغباتهم دون التفكير بأن هذا الأسلوب لا يجدي نفعاً في المستقبل لا عليهم ولا على الدولة ومقدراتها ولا على المستثمرين ولا على الإقتصاد ولا على أفراد الشعب. فكثيرا من رؤساء الوزارات قاموا برفع ضرائب المسقفات وضريبة الدخل ورسوم ترخيص المركبات لأكثر من مرة ورسوم تجديد جوازات السفر وفرض ضرائب مختلفة مثل ضريبة تلفزيون وبطاقات الألو وبطاقات الخلويات والمبيعات. وضرائب على ضرائب ليس لها إسم أو معني مجرد ضريية على ضريية ولم يفكر أحد منهم رغم أنهم يحملون شهادات عليا في الإقتصاد والأعمال وغيرها (إستسهلوا فرض الضرائب ومد أيديهم إلى جيوب افراد الشعب المهترئة) عن أن يقوموا بتشجيع إنشاء مشاريع تجارية وإقتصادية صغيرة أو متوسطة أو كبيرة كما فعلت سنغافورة وغيرها من الدول الصغيرة التي كانت ضعيفة إقتصادياً وتجارياً ومالياً وأصبحت سنغافورا ثالث أقوى دولة في العالم. أحد رؤساء الوزارات الحديثين يقول: أنا لم أضع في وزارتي بعض أصدقائي المميزين في عقولهم خوفاً أن يجلسوا في إجتماعات المجلس وينادوني باسمي دون لقب ويضيف قائلاً: أنا أطاح بي الشعب ولكن لم يقل فليسقط فلان بإسمي بل قالوا فليسقط دولة فلان، الله، الله، كم كان هذا الرئيس يهمه حتى اللقب وليس الشعب. وكم وعد هذا الرئيس وتغنى وتفاخر بانه هو الذي فرض على الشعب ضريبة المبيعات، وضريبة المشتقات النفطية، وضريية الدخل الإضافية كغيره من الرؤساء ولم يف أي منهم بأي وعدٍ من وعودهم للشعب للأسف الشديد، وهم الذين أوصلونا إلى ما نحن فيه، أعان الله جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين عليهم وعلى أمثالهم جميعاً.