لم تتوقّف آلة الدعاية الأميركية المُولجة «تبييض» جرائم دولة العدو الصهيوني وارتكاباتها بحق الشعب الفلسطيني. إن لجهة الصمت المريب حدود التواطؤ في شأن إعدام الشهيدة الفلسطينية/الأميركية شيرين أبو عاقلة, أم خصوصاً إزاء ما انتهى إليه «أول» تقرير للجنة التحقيق الدولية المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة (القدس الشرقية, الضفة الغربية, قطاع غزة و"إسرائيل") أي فلسطين التاريخية. وهي لجنة تم تكليفها بقرار من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة 27 آيار 2021, للتحقيق في «جميع الانتهاكات والتجاوزات التي سبقت 13 نيسا? 2021, والممارسات التي وقعت بعد ذلك", ناهيك «وهذا مهم ولافت».. التحقيق في (جميع الأسباب «الجذرية» الكامنة وراء التوترات المتكررة وعدم الاستقرار وإطالة أمد الصراع, بما في ذلك التمييز المنهجي على أساس الهوية القومية أو العِرقية أو الدينية).
وكعادتها تتقدّم الولايات المتحدة (زعيمة ما يُوصف بالعالم الحرّ).. الصفوف للدفاع عن إسرائيل, وتوفير مظلّة سياسية/دبلوماسية/إعلامية لحمايتها, والمسارعة لتبرير جرائمها عبر الزعم بـ"حق» إسرائيل المشروع الدفاع عن نفسها ومواطنيها من الهجمات «الإرهابية». فضلاً عن دمغ الذين يدينون أو ينتقدون الدولة العنصرية/الإحلالية بـ"معاداة السامية».يوم أمس.. وعلى هامش «قمة الأميركيّتيْن» الشمالية والجنوبية, التي يستضيفها الرئيس بايدن, بهدف التصدّي لـِ"تغلّغل» الصين في أميركا الجنوبية, وبعد استبعاده ثلاث دول لاتينية.. كوبا, فنزويلا ونيكاراغوا بزعم انها «لا» تحترم حقوق الإنسان, ما دفع الرئيس المكسيكي إلى مقاطعة القمة احتجاجاً على عدم دعوة تلك الدول.نقول: على هامش القمة المتعثّرة هذه. ردّ رئيس الدبلوماسية الأميركية (بلينكن) على سؤال عن سبب عدم مساءلة إسرائيل عن مقتل الصحافية شيرين ابو عاقلة؟, قائلاً في نفاق تفوح منه رائحة التواطؤ: آنا آسف... مع كل الاحترام.. «لم» يتم التثبّت منها بعد».لعبة أميركية رديئة ومكشوفة تروم شراء الوقت وتمييع الجريمة, وفي الآن ذاته تضليل الرأي العام بزعم أن واشنطن تتابع المسألة, فيما هي تمنح تل أبيب رخصة للتملّص من المسؤولية, ليس فقط في حقيقة ان إسرائيل أغلقت «ملف الإعدام» بذريعة أن أحداً من جنودها لم يستهدفها, بل خصوصاً أن السلطة الفلسطينية لم تتعاون معها ورفضت تسليمها الرصاصة التي استُخرِجت من رأسها يوم استشهادها في 11 آيار الماضي.زد على ذلك أن بلينكن وإمعاناً في لعبة التضليل التي يمارسها أضاف قائلا: نحن «نتطلّع» إلى تحقيق مستقل وموثوق, وعندما.. استطرد... يصل هذا التحقيق, سوف نتبع الحقائق حيثما تقودنا.. الأمر بهذا الوضوح", ختم ثرثرته في رهان على ضعف ذاكرة الجمهور, وخاصة رهانه على «ماكينة» التضليل الإعلامي الصهيوأميركية. رغم أن بلينكن تناسى أنه كان «حثّ» نظيره الإسرائيلي/لبيد يوم 28 آيار الماضي على «استكمال» التحقيق في مقتل أبو عاقلة ولم تتجاوب معه حكومة بينيت بالطبع, وها هو اليوم يدعو إلى تحقيق «مُستقل", دون أن يُحدِّد الأطراف التي ?تتولاه, وما هي صلاحياتها ومَن المُخول تكليفها هذه المهمة؟. وخصوصاً ما هي الضمانات التي ستُعطى لها لإنجاز تحقيقها؟, ولاحقاً لتطبيق توصياتها ومُخرجات هذا التحقيق.وهل ستتعاون إسرائيل معها, أم تُغلق الأبواب في وجهها كما فعلت مع كل اللجان الأممية/السابقة, التي تم تكليفها القيام بتحقيقات حول الصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي؟كان آخرها ما نحن بِصدده في هذه العُجالة, وهو التقرير الطازج الصادر للتوّ عن لجنة التحقيق الدولية المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة, بما فيها القدس الشرقية وإسرائيل «نفسها", حيث خلُص التقرير إلى أن «إنهاء الاحتلال الإسرائيلي المُستمر, كما التمييز ضد الفلسطينيين, ضروريان لوضع حدٍ للنزاع ووقف دوامة العنف». ما أثار حفيظة واشنطن وغضبها (دعك من إسرائيل التي لم تتعاون مع اللجنة ولم تسمح لها بدخول أراضيها, أو الضفة والقطاع والقدس المحتلة), حيث سارَع مُتحدث الخارجية الأميركية (نيد برايس) إلى القول: إن التقرير يُم?ل مُقاربة منحازة ومتحيزة, ولا يفعل شيئاً لتعزيز آفاق السلام, ولم ينس سعادته تكرار الأسطوانة الصهيوأميركية المشروخة, بأن «إسرائيل هي الدولة الوحيدة الخاضعة لجدول أعمال دائم في مجلس حقوق الإنسان, وقد حظيت ـ أضاف ـ بتركيز غير متناسب في مجلس حقوق الإنسان, مقارنة بأوضاع حقوق الإنسان في أماكن أخرىkharroub@jpf.com.jo