كم تمنيت لو أن الناس يستوي سلوكهم ويستقيم عودهم على نسق واحد في السلوك الراقي، وبتنظيم في سلك الأخلاق الرفيعة الحميدة ،وعلى مدارج السلوك الإنساني الراقي : في خلطتهم وتعاملهم مع بعضهم ، يرتعون في واحات الذوق والحس الراقي ،ويفيضون بأرقى فنون الكلام والخطاب ،وفن التواصل والاتصال لسان حالهم ومقالهم تكلم العبارات الرقراقة المهذبة : شكرًا ،تفضل ،عفوًا ،آسف ،سامحني ،لو سمحت ،وهكذا .....
ديدنهم سعة الصدر ،ومنهاجهم الحلم ،وقوام أفهامهم حسن الظن والتغافل عن زلات الغير .يقابلون الإساءة بالإحسان ويدفعون السيئة بالحسنة ،كاظمين لغيظهم ومؤثرون لغيرهم على أنفسهم ، لا تحمل قلوبهم غلًا أو حسدًا ولا يلامس محيّا قلوبهم غبار الاحتقار أو ازدراء الغير ، قلوبهم مثل أفئدة الطير ليس للغل منها أو فيها موطئ أو نصيب ، لسان حال المخطئ ومقاله : الإعتذار ؛ذلك الاعتذار الذي لا يحط من قدر صاحبه قط ؛ بل يرفعه في سلم الأدب إلى أسمى وأعلى الرتب والدرجات .وعند وقوع الخلاف والنزاع يكون لسان حالهم ومقالهم البحث والتمحيص عن نقاط الالتقاء وتغليب المحبة على الكراهية ،والتجرد من نزعة الانتصار لحظ النفس ، ويا لها من نشوة عظيمة لمن جربها ويا لها من درب كريمة لمن رام إدراكها .لكن الناس معادن ولا يستقيم عودهم على مدارج الأخلاق الحميدة إلا بترويض القلب وتدريب النفس على تلكم الأخلاق الحميدة ،وكبح جماح النفس والتخلي عن اضدادها .فعند اشتجار الأفكار وحصول الخلاف ووقوع الشحناء تميل النفس بصاحبها للانتصار لحظها فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ صاحبه بالسلام .
الأخلاق الحميدة...بقلم صالح شريم
مدار الساعة ـ
حجم الخط