تعريف التحرش الجنسي بشكل عام: هو سلوك جنسي غير مرغوب فيه يجعل الشخص المتحرَّش به يشعر بالإهانة أو التهديد أو الإذلال أو الإستغلال أو . . . إلخ. وقد يكون واضحا أو غير مباشر، جسديا أو لفظيا، كما قد يشمل الأشخاص من نفس الجنس وليس شرطاً أن يكون ضد شخص من الجنس الآخر. تنص المادة 320 في قانون العقوبات الأردني المعدلة على مايلي:- 1- يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبغرامة مقدارها مائتا دينار كل من فعل فعلاً منافياً للحياء أو أبدى إشارة منافية للحياء في مكان عام أو في مجتمع عام أو بصورة يمكن معها لمن كان في مكان عام أن يراه. 2- تضاعف العقوبة إذا إقترف الفعل المنصوص عليه في الفقرة 1- من هذه المادة من أكثر من شخص أو في حالة التكرار.
التحرش الجنسي موجود في جميع الدول في العالم حتى الأجنبية منها ولكن بنسب مئوية متفاوته. تتناقل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وعلى وسائل التواصل الإجتماعي قضية تحرش جنسي من قبل بعض أعضاء هيئة التدريس في الجامعات أو أماكن العمل. لقد ذكرنا في مقالات لنا سابقاً أن الله عندما خلق الملائكة، خلقها بعقل دون غريزة وعندما خلق الحيوانات، خلقها بغريزة دون عقل ولكن عندما خلق الإنسان والجن، خلقهم بغريزه وعقل. فإذا تغلب العقل على الغريزة عند الإنسان أصبح ملاكاً، ولكن إذا تغلبت الغريزة على العقل عند الإنسان أصبح حيواناً ولهذا تسمى غريزة حيوانية.
وحتى نكون منصفين لايجرؤ أي عضو هيئة تدريس على التحرش بأي انثى إذا كانت لم تشجعه على ذلك بقول أو فعل أو ابتسامة أو غيره، فالأنثى الحرة والتي عندها قوة الشخصية سوف لا ولم ولن تسمح لأيٍ كان أن يتحرش بها بقول او فعل أو إشارة. ولكن هناك إستثناءات أي أن بعض أعضاء هيئة التدريس او المدراء أو المسؤولون يحاولون أكثر من مره بالتحرش بالأناثي ويستغلون ظروفهن، حاجتهم للمادة او للعلامة أو للوظيفة. ويتوجب هنا على الأناثي أن يقيمن ما يحدث معهن بالميزان الرَّباني وأن الله هو الرزَّاق (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ، فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (الذاريات:22 و 23)). ولهذا فعلى كل أنثى طالبة كانت أو موظفة أولاً: أن تحتشم في لباسها وكلامها وحركاتها... إلخ، وثانياً: أن لا تسكت على أي تحرش يحصل معها بأي طريقة ترتئيها مناسبة وأقلها الشكوى عند المسؤولين الذين يخافون الله أو في المحاكم الرسمية، لأن سكوتها يشجع المتحرش بها على الإستمرار والتمادي في تحرشه. وللأسف الشديد أن أكثر المتحرشون متزوجون ويعرفون حرمة الإناث إلا أن مخافة الله والمروءة والغيره على أهاليهم وأعراضهم منعدمة تماما عندهم، ويتصرفون وكأنهم في غابة. أصبح لي في التدريس الأكاديمي ثلاثة وثلاثون عاماً مرَّ عليَّ أكثر من شكوى من قبل الطالبات إما بشكل شخصي سري أو بشكل شكوى رسمية تقدم للجامعة وكلها على أعضاء هيئة تدريس متزوجون ويعتقدون أنهم إذا عُيِّنوا في الجامعة أطلق لهم العنان أن يعتدوا على أعراض الطالبات التي أرسلهن أهاليهن أمانه في أعناقهم واعناق جميع المسؤولين في الجامعة.