مدار الساعة - كتب النائبذياب المساعيد
الفقر والبطالة( التحدي والخطر والمشكلة ) التي لم تستطع الحكومات المتعاقبة تطويقها على الاقل، بل ما زالت تتعمق وتزداد رغم كل الاستراتيجيات والسياسات والخطط التي (ابدعتها ) الحكومات على مدار اكثر من عقدين من الزمن، فمن استراتيجية مكافحة الفقر ( 2006 ) وحتى الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية( 2009_2025 ) ومروراّ بكل مصطلحات ورش العمل والندوات والمؤتمرات والأفكار والبيانات الحكومية والموازنات والتي تستهدف جميعها حالة الفقر والبطالة التي نعيش دوامتها وتفاعلاتها القاتلة، إلا أن النتيجة كانت فشل تخطيط وتنفيذ ومواجهة فثلث السكان تحت خط الفقر ووصلت نسبة البطالة 25% حسب الارقام المعلنة. ان التراخي والتأخير في مواجهة هذه الظاهره يعظم الشك والخوف ان تصل لمستويات يصعب معها الحل والعلاج، ونقف عندها عاجزين لنعيش فقط مرارة النظر لعواقبها المدمرة ساعة لا ينفع الندم ولا اللوم .أحاديث الأردنيين عامة هذه الأيام تتمحور حول أمرين ( البحث عن الوظيفة...وجنون الاسعار ) وكلاهما منبعه وجعهم الأساس: لقمة العيش ، فالفقر والبطالة حالة يأس ومرارة تمس كل بيت وكل مواطن ، والمواطن في نهاية الأمر وبمجموعهُ هو الوطن باكمله، فالفقر والبطالة صورة عامة موجعة ومؤلمة ومخيفة، فهي اب عاجز عن تأمين متطلبات أبنائه، وهي شاب حائر تائه بلا امل ، وهي من لا تستطع ان تلومهم في نهاية الأمر، فالجوع مر لا ينفع معه عقل ولا صبر ، والوقت ينفذ ولا حلول في الافق الا برامج لا تسمن ولا تغني من جوع مثل مشروع التشغيل الوطني المحكوم بالفشل .كتب يوماّ عن الارقام المفزعة -التي اعلنتها الحكومة - ان كنا نستمع لهواجس الارقام بموضوعية، فعدد الذين يتخرجون لسوق العمل سنوياّ يقارب ( 120000 ) شخص ، منهم ( 8000 ) يجدون فرصة التوظيف في القطاع العام ، وحوالي ( 25000 ) قد يستوعبهم القطاع الخاص، ويبقى ما يزيد عن ( 90000 ) يضافون لخزان التوظيف في ديوان الخدمة المدنية الذي ابتليت الدولة بفكرته وأصبح محل سخط ونقد الأردنيين جميعاّ ، فهل فكرنا بحجم الكارثة ان استمرت معطيات التوظيف والتشغيل بهذه النسب المتواضعة والغير مجدية .وعند الحديث عن مخاطر هذه الظاهره اجتماعياّ واقتصادياّ وامنياّ ، لا يمكن النظر لها بمعزل عن البعدين المحلي والاقليمي المليئين بالتعقيد والتشابك والتسارع ، فاقتصادنا اضافه للفقر والبطالة يعاني من مشكلات متجذرة ومستعصية من مديونية زادة على 115% من الناتج المحلي الإجمالي، وعجز وتضخم وأسعار جنونية وضعف الرواتب وتأكل قوته الشرائية وضعف جذب الاستثمارات ...، وفي الإقليم حسابات دول فاعلة وتقاطع مصالح وصراع رؤى سياسية وعقدية وهناك من يريد فرضها بالقوة، وقد نبه جلالة الملك لهذه الأخطار، وما يجري على حدودنا الشمالية لا يقبل شك ولا تأويل فهي تصدير لافكار سوداء وسموم قاتلة هدفها الإنسان والمجتمع قبل الجغرافيا. زبدة القول الفقر والبطالة كارثة مجتمعية بدا تأثيرها يظهر على الفرد والأسرة والمجتمع وما زالت كرتها تتدحرج وتكبر بينما الحلول بطيئه وعقيمة، ما جعلني اكتب ان الفرد هو الأساس وهو محور كل شيء ، فإن حصنتهُ وامنتهُ، حصنت الوطن وحميتهُ ،اما ان ترك نهبا للفقر والبطالة والجوع وتغول الاسعار فهو بيئة احتمالات وحسابات قد لا تسرنا ذات يوم .