مدار الساعة - كلٌّ منا له لحظات سعادة، وأعظم هذه اللحظات يوم يُبَشَّرُ العبد بما يسرُّه في الدنيا والآخرة! فما بالك لو كانت هذه البشرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومؤيدة بالوحي من الله جل علاه!
لهذا أريدك أخي الفاضل أن تتخيَّل شعورَ هؤلاء الصحابة الكرام لَمَّا جاءتهمُ البُشرى.. وتخيل قدرهم عند الله ورسوله .. بل إنَّك أخي الكريم مقصودٌ بإحدى هذه البشريات الكرام! نعم، أنت مبشَّرٌ من رسول رب العالمين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه البررة الكرام أجمعين!
تخيل!
► كيف كان شعورُ مَعاذَ بن جبل لَمَّا سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: «يَا مُعَاذُ، وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ»
تخيل هذه المنقبةُ العظيمةُ لمعاذِ بن جبل رضي الله عنه لَمَّا أَقْسَمَ نبيُّنا صلى الله عليه وسلم على محبَّته.
ثم يوصيه صلى الله عليه وسلم بوصيَّةٍ عظيمة فيقول: «أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ»؟!
► كيف كان شعورُ عبدَ الله بن عباس رضي الله عنه، حين ضَمَّه ﷺ وقال له: «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الكِتابَ»؟!
►كيف كان شعورُ أُبي بن كعب لَمَّا قال له النبيُّ ﷺ: «إنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ القُرْآنَ، قالَ أُبَيٌّ: آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟ قالَ: اللَّهُ سَمَّاكَ لي، فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكِي»؟!
►كيف كان شعورُ عليَّ بن أبي طالب بعدما عرف أن النبيَّ ﷺ قال يَومَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ هذِه الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ علَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَه، ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ، فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ: أيُّهُمْ يُعْطَاهَا؟ فَلَمَّا أصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا علَى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كُلُّهُمْ يَرْجُو أنْ يُعْطَاهَا، فَقالَ: أيْنَ عَلِيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ؟» وصار هو المقصود رضي الله عنه؟!
►كيف كان شعورُ سعدَ بن أبي وقاص، لَمَّا قال له النبيُّ ﷺ يَومَ أُحُدٍ: «ارْمِ سعد، فِدَاكَ أبِي وأُمِّي»؟!
►كيف كان شعورُ عثمانَ بن عفان لَمَّا قال له النبيُّ ﷺ بعدما جهز جيش العسرة: «ما ضرَّ عثمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليومِ. ما ضرَّ عثمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليومِ»؟!
►كيف كان شعورُ أبي موسى الأشعري لَمَّا قال له النبي ﷺ حينما استمع لقراءته: «لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ»؟!
►كيف كان شعورُ الصديق لَمَّا قال له النبي ﷺ: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي»؟!
►كيف كان شعورُ خديجة، لَمَّا جاءت إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال جبريل: «بَشِّرْ خديجةَ ببيتٍ في الجنةِ مِنْ قصبٍ لا صَخَبَ فيهِ ولا نَصَبَ»؟!
►كيف كان شعورُ عائشة حينما عرفت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا سئل: أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ دون تردد: «عَائِشَةُ»؟!
►كيف كان شعورُ بلالَ بن رباح لَمَّا قال له النبي ﷺ: «يا بلَالُ، إنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بيْنَ يَدَيَّ في الجَنَّةِ»؟!
►كيف كان شعورُ عمرَ بن الخطاب حينما استأذن مرَّةً للدخول على النبيِّ ﷺ فقال: «ائْذَنوا له، وبَشِّروه بالجَنَّةِ»؟!
►كيف كان شعورُ الأنصار لَمَّا قال عنهم النبي ﷺ: «لو سَلَكَ النَّاسُ وادِيًا، وسَلَكَتِ الأنْصَارُ شِعْبًا؛ لَاخْتَرْتُ شِعْبَ الأنْصَارِ»؟!
وكيف كان شعورهم لَمَّا سمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم لهم: «اللَّهُمَّ أنتُمْ مِن أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، اللَّهُمَّ أنتُمْ مِن أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ»؟!
بل كيف كان شعورهم يوم أن قال ﷺ فيهم: «آيَةُ الإيمَانِ حُبُّ الأنْصَارِ، وآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأنْصَارِ»؟!
►كيف كان شعورُ الصحابة كلِّهم، وهم يقرأون قول الله تعالى عنهم: ﴿رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾؟!
►كيف حالك أخي وحال المؤمنين الآن حينما يُسمع قول الحبيب ﷺ: «وَدِدْتُ أَنِّي لَقِيتُ إِخْوانِي، أي: تَمَنَّيْتُ لِقاءَهُمْ، فقال الصحابة: "أَوَلَيْسَ نَحْنُ إِخْوانُكَ"، فقال ﷺ: "بَلْ أَنْتُمْ أَصْحابِي، ولكِنَّ إِخْواني الذين آمَنوا بي ولم يَرَوْني"».. فأولئك يُؤمِنون بالرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ويُحِبونَهُ، ويَنْصُرونَهُ، ويُصَدِّقونَهُ، وإنْ لم يَرَوْهُ؛ لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جَديرٌ بحُسْنِ الاتِّباعِ والاقْتِداءِ بهَدْيِهِ؟!
نسأل الله أن يجعلنا من إخوانه ﷺ، وأن يحشرنا في زمرتهم.
كيف كان شعورهم ببشرى رسول الله ﷺ ؟!
مدار الساعة ـ
حجم الخط