في ظل ما يعانيه الشباب من فقر وبطالة تنعكس على مستقبلهم، وأمام أزمة الغذاء العالمية والتضخم والتغير المناخي والشح المائي، قدم الدكتور محمد الفرجات الأستاذ في جامعة الحسين بن طلال نموذجا لمشروع تنموي استثماري من عدة مكونات، ويشبه الى حد ما فكرة مشروع ناقل البحرين ومشروع نيوم السعودي.
وفي التفاصيل وحسب النموذج المرفق، يقترح البروفيسور الفرجات عبر مشروعه ضخ كميات معلومة من مياه البحر من خليج العقبة وبشكل يومي ومستمر إلى منطقة تتن والتي تقع حوالي 20كم شرق العقبة وشمال الحدود السعودية، وذلك بواسطة محطة طاقة شمسية تخصص طاقتها لرفع المياه من سطح البحر إلى تتن ومحيطها، والتي تقع على ارتفاع يبلغ نحو 800 متر فوق سطح البحر، لتتجمع المياه وفقا للفرجات في عدة بحيرات اصطناعية (بأبعاد وأشكال معلومة) في قرية تتن وإلى شرقها (منطقة الرمال الحمراء التي تشبه وادي رم) والى مناطق الجنوب منها، وهي غالبا أراضي مملوكة للخزينة وجزءا منها للمواطنين، لتشكل جميعها معلما طبيعيا بيئيا جاذبا للاستثمار بالمشاريع السياحية من مخيمات وفنادق ومنتجعات سياحية بيئية، إضافة إلى إيجاد مزارع ممتدة لتربية الأسماك بأنواعها المختلفة لتساهم بسد حاجة المملكة. ويكمل الفرجات الشرح حول نموذجه قائلا: فرق الارتفاع بين قرية تتن ومحيطها من ناحية ومدينة العقبة من ناحية أخرى، يمكن أن يسمح بمد أنابيب بمواصفات معينة بين تتن والعقبة عبر وادي اليتم، لتكمل المياه المالحة والفائضة من البحيرات جراء الضخ اليومي والمستمر دورتها، وتنساب بقوة وضغط عالي عبر الأنابيب بفعل الجاذبية، مما يسمح بتمرير المياه المضغوطة في وحدات خاصة لغايات التحلية بواسطة المرشحات العضوية الاصطناعية بخاصية التناضح العكسي، مما قد ينتج عنه عشرات آلاف الأمتار المكعبة من المياه العذبة يوميا، إضافة لإمكانية تمرير المياه ذات الانسيابية العالية عبر توربينات لتوليد الكهرباء. ويضيف البروفيسور الفرجات أستاذ الجيوفيزياء والمياه والبيئة في جامعة الحسين بن طلال، بأن جغرافية وجيولوجية وبيئة منطقة تتن ومناخها وتنوعها الحيوي وبعدها عن الاضاءة والضجيج، ومع وجود عنصر المياه كالبحيرات الاصطناعية والمياه المحلاة والطاقة الكهربائية النظيفة، كلها ستشكل لمفوضية العقبة فرصة استثمارية كبيرة لترويجها أو استقطاب منح لتمويلها.وصرح الفرجات والذي سيقدم باقي مكونات الفكرة ومخططاتها إلى مفوضية العقبة الأسبوع القادم، بأن ما يفيض من مياه محلاة يمكن أن يساهم بتغطية حاجات مدينة العقبة والتي باتت تعاني انقطاع المياه، إضافة لرفد المشاريع الزراعية الذكية مناخيا والصناعية والسياحية والتنموية في وادي عربة الجنوبي والشمالي، وضمن اختصاص شركة تطوير وادي عربة مما يسندها لتنفيذ الخطة التنفيذية المشتقة من مخططها التنموي الاستراتيجي. هذا ويختم الفرجات مقترحه بأن المحافظات بحاجة إلى أفكار تنموية، وأن المشاريع التي تلبي وتقابل متطلبات الاقتصاد الأخضر يمكن تمويلها حيث أنها تشكل عنصر الاستدامة على الكوكب.