لا شك بأن العالم في العقدين الأخيرين قد عانى من الأعمال الإرهابية في شتى بقاع المعمورة ، بكافة أنواعه سواء التفجيرات أو الاختطاف أو الجماعات المسلحة أو اطلاق النار وكل ما يندرج تحت مسمى أعمال وجرائم إرهابية.
ولكن للأسف كانت السمة الغالبة لهذه الجرائم الصاقها بالإسلام، فلم يكن أي عمل يقتل فيه الأبرياء الا وكان المسلمون هم المدانون بوجهة نظر العالم والمجتمع الدولي حتى لو لم يعرف من كان وراء تلك الأعمال.خلال السنوات الخمس الأخيرة تقريبا ارتكبت أكثر من جريمة إرهابية بشكل خاص ضد المسلمين وأشهرها قتل المصلين في مسجد بنيوزلندا ولم تكن هناك أصداء كبيرة لمواجهتها كما السابق للأسف ولم تثر حولها الضجة التي كنا سابقا نسمعها عندما كان مرتكب تلك الأعمال مسلما كما كان يروج لذلك وأصبحت تعرف باسم أعمال عنف!في الآونة الأخيرة شهد العالم إعمالا إرهابية عديدة ضد الأبرياء سواء في المانيا أو فرنسا وحتى في الولايات المتحدة الأميركية التي سجلت أكثر من جريمة إطلاق نار وقتل للأبرياء في ولاياتها، ولكننا لم نسمع بأن تلك الأعمال إرهابية بل حتى لم تكن التغطية الصحفية شديدة ونشيطة كما كانت من قبل بل كانت مقتضبة ومختصرة وكان آخرها قتل 21 بريئا منهم 15 طفلاً.اما لو توجهنا لأعمال إسرائيل الإرهابية التي ترتكب الجرائم ضد الفلسطينيين العزل من قتل وترويع وسجن وانتهاك للبشر والحجر في كل يوم وحتى تحرمهم من حق التنقل والعبادة التي تعد من أسمى حقوق الإنسان، فتمنعهم من اقامة شعائرهم الدينية سواء المسيحية أو المسلمة فإن ذلك لا يعد إرهابا وانما أعمال للدفاع لتنفيذ القانون.يظهر جليا أن العالم والمجتمع الدولي وحتى الشرعية الدولية تكيل بمكيالين كما أقول دائما وتعريف الإرهاب لا ينطبق على كل الجرائم والفئات، وهناك تمييز للمجرمين منهم من تنطبق على أفعالهم جرائم الإرهاب ومنهم من تسمى جرائمهم بأعمال عنف، نتمنى أن يسود العالم الأمن والسلم وأن تعمل الدول والمنظمات الدولية والأمم المتحدة على تحقيقه بكل شفافية وعدل.