اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

المقاطعة.. هل ستتصدر المشهد القادم؟


علاء القرالة

المقاطعة.. هل ستتصدر المشهد القادم؟

مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/05/30 الساعة 00:44
ثمة ما يؤشر على ان انماط المستهلك المحلي بدأت تتغير وتشهد تحولا جذريا في الأونة الاخيرة، وذلك من خلال حملات المقاطعة التي شهدتها الدواجن بعد ارتفاع اسعارها لمستويات عالية مقارنة مع السنوات الماضية، فهل نجحت عمليات المقاطعة في كبح جماح الاسعار؟، وهل ستتصدر المشهد القادم وسط توقعات ارتفاع اسعار العديد من الاصناف الاخرى ؟، وهل هي كافية لضبط الاسعار؟
الواقع يقول ان حملات المقاطعة لمادة الدجاج نجحت نوعا ما في تخفيض الاسعار ولو بجزء بسيط عما كانت عليه مؤخرا، غير انها اثبتت كذلك ان هناك نمطا استهلاكيا جديدا بدأ يظهر على السطح وسيكون سلاحا رادعا امام حالات الشطط في الاسعار غير المبررة التي بات عدد قليل من المنتجين والمستوردين يتحكمون بها، مستغلين ما يذاع وينقل عن الارتفاعات العالمية مسرعين في عكسها على منتجاتهم، ففي مناقضة غريبة فهم نفسهم لم يبادروا سريعا وبنفس الرتم في تخفيض اسعار منتجاتهم جراء الاجراءات الحكومية الكثيرة ومن ابرزها تخفيض الرسوم الجمركية وتحديد سقوف النقل البحري وتخفيض الضرائب على مدخلات الانتاج وغيرها من الاجراءات التي لم يلمس المواطنون و المستهلكون اثارها لغاية الان.
المرحلة القادمة وما قد تشهده من ارتفاعات على العديد من الاصناف وتحديدا الغذائية، نتيجة لانخفاض المعروض منها وتراجع الانتاج والمبالغة في استغلال حالة عدم اليقين التي تشهدها الاسواق من قبل المستوردين والمنتجين، يتطلب مثل هذه الانماط الاستهلاكية وغيرها من الوسائل للمحافظة على استقرار الاسعار ضمن معدلات طبيعية لكبح جماح التضخم ووضع حد لمحاولات السعار من قبل بعض المنتجين والمستوردين والموردين.
وبالتأكيد المقاطعة ليست الحل الوحيد في مواجهة التحديات التي تواجه الاسواق العالمية ومنها المحلي، غير ان عنصرا مهما يجب علينا اتباعه وفورا ويكمن في ترشيد الاستهلاك في كل شيء ومن قبل الجميع لانه اصبح ضرورة ملحة وخاصة للسلع الرئيسية والاساسية مثل القمح والرز والسكر والزيوت فاليوم غير الامس، فطرق الاستهلاك التي كنا نمارسها مؤخرا يجب ان تتغير وان تعتمد الترشيد وحسن تدبير الاستخدام وخاصة للسلع الغذائية المستوردة التي شهدت ارتفاعات على اسعارها وانخفاضا في انتاجها في محاولة منا جميعا مستهلكين وحكومة للمحافظة على ا?ثر قدر من المخزون خشية ان تستمر حالة تراجع الانتاج لفترات اطول عالميا.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، يجب علينا ان نرشد في استخدام الطحين ومشتقات القمح وأن نستخدمها في الامور الرئيسية فقط بعيدا عن الكماليات، وأن نتجه الى وقف الهدر في الخبز والشراء حسب الحاجة فقط وما يكفي قوت يومك، بالاضافة الى ضبط مناسباتنا التي يهدر فيها الارز واللحوم والدواجن بطرق اقرب الى التبذير وغير ذلك من الاستخدامات، فلا يجوز ان تستمر انماط استهلاكنا كما كانت ويجب ان تتغير بما يتوافق مع التحديات العالمية والتي تنذر كافة المؤشرات بدخول العالم ازمة غذائية حادة قد تؤدي الى المجاعة في الكثير من المناطق.
القادم صعب بالتأكيد غير اننا قادرون على التعامل معه بما يتناسب مع المرحلة بالوعي والادراك واعادة النظر في انماط الاستهلاك وترشيدها وتهذيبها بعيدا عن التبذير والاسراف في الاستخدام حفاظا على اطول فترة من المخزون من السلع الاساسية الى حين ان ينفرج الحال وتتغير كافة المعطيات التي ادت الى هذا الارتفاع وتراجع الانتاج.
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/05/30 الساعة 00:44